تيار المستقبل يقاطع جولة المفتي قباني في الجنوب اللبناني

مصادر دار الفتوى: الزيارة ممتازة رغم مقاطعة البعض

TT

قاطع تيار المستقبل وأنصاره الزيارة التي قام بها مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني إلى الجنوب أمس، وتحديدا منطقتي حاصبيا والعرقوب، بعد أيام على مقاطعة نوابه صلاة عيد الفطر التي أقامها قباني في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، على خلفية الملاحظات التي جاهر بها نواب وقياديو «المستقبل» في الفترة الأخيرة اعتراضا على أداء المفتي قباني.

وتأتي زيارة قباني إلى الجنوب بعد استقباله منذ قرابة الأسبوعين وفدا من حزب الله في لقاء ثنائي هو الأول منذ أحداث 7 مايو (أيار) 2008. وكان سبق زيارة وفد حزب الله استقبال المفتي للسفير السوري علي عبد الكريم علي ووفد إيراني. ولاقى تزامن زيارة وفد حزب الله مع صدور أجزاء من القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ردود فعل من تيار المستقبل، الذي حمل على المفتي قباني سكوته على الأحداث التي تشهدها سوريا.

وأكدت مصادر ميدانية في جنوب لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن تيار المستقبل ومناصريه «قاطعوا بشكل تام زيارة المفتي قباني، وغابت الصور واللافتات المرحبة به في القرى الموالية للمستقبل، رغم أنها تغص بأبنائها الذين يقضون إجازة عيد الفطر فيها». وانتقدت «تولي حزب الله تنظيم الزيارة وهو ما بدا واضحا من خلال المواكب الأمنية ووجود سيارات سوداء بزجاج داكن ومن دون لوحة تسجيل تقدمت موكبه في الجنوب».

وفي سياق متصل، اعتبر منسق عام منطقة حاصبيا – مرجعيون في تيار المستقبل عبد الله عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن المفتي قباني «لم يدخل المنطقة من الباب الصحيح»، وقال: «كل منزل له باب، والمفتي قباني لم يدخل من الباب المطلوب منه أن يأتي منه». ورأى أنه «ليس من المستغرب أن يكون حزب الله هو الجهة المنظمة لهذه الزيارة، لأن كل من يريد أن يدخل المنطقة اليوم لا يستطيع دخولها إلا من خلال هيكلية حزبية معينة»، مبديا أسفه «لأن يتم استقبال مفتي الجمهورية اللبنانية بهذا الشكل الخجول في منطقة حاصبيا – مرجعيون». وشدد عبد الله على أن «مقاطعة الزيارة هي استكمال لموقف تيار المستقبل من أداء المفتي قباني، الذي لم يحافظ على مواقفه»، وأكد «أننا بالتأكيد لن نقف إلى جانبه عندما يخطئ، وكنا نريده أن يبقى على مواقفه في القضايا الأساسية». وكانت أوساط إسلامية في دار الفتوى، معارضة لتوجه المفتي قباني، أبلغت «الشرق الأوسط» امتعاضها من «توقيت زيارة المفتي قباني الذي بات حليفا لفريق 8 آذار»، معتبرة أن «زيارته إلى الجنوب هي زيارة لمناطق نفوذ حزب الله وليس لتفقد أوضاع الطائفة السنية كما أشارت أوساطه».

في المقابل، نفت مصادر دار الفتوى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون حزب الله هو من قام بتنظيم الزيارة إلى الجنوب، متحدية ظهور أي عنصر حزبي أو أمني غير عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية، مشددة على أن «انتقال المفتي إلى الجنوب عبر طوافة عسكرية مرده لأسباب أمنية فقط»، وذلك بخلاف ما تم تداوله عن تقصد المفتي عدم المرور في مدينة صيدا ولقائه نواب المستقبل. ووصفت مصادر دار الفتوى أجواء الزيارة بأنها «ممتازة، رغم مقاطعة بعض التيارات السياسية، وهو ما أكدته محطات الاستقبال الحاشدة التي أقيمت له في البلدات التي توقف فيها»، معتبرة أن «الزيارة أدت غرضها وأهدافها في تفقد أوضاع أبناء الطائفة السنية والاطلاع على حاجاتهم».

وكان المفتي قباني أكد خلال جولته الجنوبية أن «دار الفتوى هي رمز القضية الوطنية وهي تمثل كل اللبنانيين»، وأشار إلى أن «للأوقاف الإسلامية أرضا محتلة في مزارع شبعا وسوف نعمل مع الدولة على تحديد هذه الأوقاف وهذه المزارع لتعود إلى أرض الوطن». وحيا قباني «أبناء شبعا والعرقوب على صمودهم في هذه الأرض في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعتدي على سيادتنا ولا يعترف بالقرارات الدولية ومنها القرار 1701». وقال: «كان خيارنا أيها الإخوة دائما بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، قيام المحكمة الدولية الخاصة، كان ذلك هو سبيلنا لكشف الحقيقة كاملة في جريمة قتله واغتياله وإخوانه الشهداء، ويبقى اليوم على الحكومة اللبنانية التي التزمت بالمحكمة الدولية أن تقوم بواجباتها في الوفاء بالتزاماتها في تمويل عمل المحكمة، لأن لبنان هو أولى الدول بالوفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي».

ونقلت تقارير إعلامية في بيروت أن مجهولين أقدموا ليل أول من أمس على إنزال صورة للمفتي قباني ولافتة مرحبة به كانتا مرفوعتين قرب السراي الشهابي في بلدة حاصبيا، وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لكشف هوية الفاعلين.