يسعى فريق من المحامين الكويتيين، يضم 10 متطوعين، إلى الانضمام لهيئة الدفاع عن الرئيس المصري السباق حسني مبارك، وحضور جلسات المحاكمة المقرر استئنافها أمام محكمة الجنايات في مقر أكاديمية الشرطة الاثنين المقبل، في حال موافقة وزير العدل المصري، بداعي الوقوف بجانب مبارك كما وقف بجانب الكويت إبان الغزو العراقي عام 1990.
ويحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال وعدد من القيادات الأمنية على رأسهم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، في قضايا قتل متظاهرين شاركوا في ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وتهم أخرى تتعلق بفساد مالي وعمليات تربح واستغلال نفوذ، تصل عقوباتها إلى حد الإعدام.. فيما قرر رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت منع بث المحاكمة على التلفزيون بعد الجلسة الثانية حفاظا على الصالح العام.
وقال المحامي يسري عبد الرازق رئيس هيئة الدفاع التطوعي عن مبارك لـ«الشرق الأوسط» إنه من المنتظر وصول المحامين الكويتيين اليوم (السبت) حال موافقة وزير العدل المستشار محمد عبد العزيز الجندي على الطلب الرسمي المقدم من الهيئة الكويتية بشأن انضمامهم لهيئة الدفاع المصرية، قبيل الجلسة القادمة للمحاكمة والمقررة في 5 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وأضاف عبد الرازق أن فريق الدفاع الكويتي يضم 10 محامين مخضرمين على رأسهم الدكتور فيصل العتيبي، جاءوا بالنيابة عن عدد أكبر من المحامين الكويتيين، لكن تم انتداب 10 فقط كحد أقصى، مشيرا إلى أن جميعهم مقيدون في محاكم النقد والاستئناف بالكويت.
وهدد عبد الرازق بأنه في حال رفض وزير العدل قبول انضمام هيئة المحامين الكويتيين فإنه سيضطر لتقديم شكوى رسمية للنائب العام للتراجع عن هذا الرفض، الذي سيعد «غير قانوني»، على حد وصفه. مشيرا إلى أن المادة 13 من قانون المحاماة المصري تعطي الحق لمحامين غير مصريين بالانضمام لهيئة الدفاع بشرط أن يكون عملهم تابعا لمكتب محاماة مصري، وهذا ما سيحدث.
وتابع: «هناك تنسيق كامل بين هيئة الدفاع عن مبارك وما بين المحامين العشرة، يتم بموافقة فريد الديب (المحامي الرسمي لمبارك)، حيث ستكون مشاركتهم من خلال تقديم مذكراتهم القانونية للديب، بينما هو من يترافع أمام هيئة المحكمة فقط، وهذا ما ينفي شبهة أي استعراض إعلامي». وقال عبد الرازق إنهم لن يظهروا للرأي العام، كما أن البث المباشر للمرافعات تم منعه، وهو ما يؤكد على أن هؤلاء المحامين جاءوا بهدف واحد وهو إنقاذ مبارك.
وكشف عبد الرازق عن مفاوضات كبيرة قام بها المحامون الكويتيون للانضمام لهيئة الدفاع المصرية، منذ الإعلان لأول مرة عن تقديم مبارك للمحاكمة، قائلا: «لقد كان لديهم إصرار كبير على الانضمام لهيئة الدفاع وأعلنوا عن هذه الرغبة منذ ما يزيد عن شهرين، وطلبوا الحضور لمصر مرات كثيرة، لكننا كنا نعتقد أنه مجرد تعاطف وقتي، لكن مع إصرارهم كان لا بد من السعي لانضمامهم الفعلي خاصة أن هدفهم كما يقولون هو الوقوف بجانب مبارك كما وقف بجانب الكويت إبان الغزو العراقي عليها عام 1990».
وذكر عبد الرازق أن المحامين قالوا له بالحرف الواحد «الرئيس مبارك له أفضال كبيرة علينا، ولقد كان هو والجيش المصري من ساندنا في استرداد الكويت.. ونحن عرب وأهل شهامة ولا يمكن أن نتركه في محنته وشدته وحده لأنه لم يتركنا». كما كشف عن رغبات عدة لمحامين متطوعين من دول عربية أخرى للانضمام لهيئة الدفاع المصرية لكنها ما زالت قيد البحث.