استعدادات لبدء المرحلة الثانية من العملية الأمنية «نسر» لضبط العناصر المسلحة في سيناء

استمرار تدمير الأنفاق على حدود قطاع غزة

TT

قالت مصادر أمنية بشمال سيناء إن الاستعدادات متواصلة لبدء المرحلة الثانية من العملية «نسر» والتي تستهدف شن عدة حملات مداهمة لاعتقال عناصر جهادية مسلحة مطلوبة شاركت في الهجوم على قسم شرطة ثان العريش خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، وتنفيذ خمس هجمات ناجحة ضد محطات تصدير الغاز الطبيعي تسببت في وقف ضخ الغاز الطبيعي لإسرائيل. بينما قامت القوات الأمنية المصرية بتفجير نفقين على الحدود مع قطاع غزة، دون وقوع أي إصابات، في إطار عملية تمشيط على الحدود.

وأوضحت المصادر أن الحملة «نسر» لم تتوقف وأن فترة الهدوء الماضية كانت لإعادة ترتيب خطط المداهمات بعد الضربات الناجحة في المرحلة الأولى والتي قتل فيها أحد المطلوبين وألقي القبض على 20 آخرين بينهم فلسطينيون تورطوا في الهجمات أثناء اختبائهم بعدد من المنازل شرق مدينة العريش.

وأضافت أن الاستعدادات تتم الآن لتنفيذ حملة مداهمات بمناطق الشيخ زويد وجبل الحلال بوسط سيناء بعد ورود معلومات تفيد بفرار أعداد كبيرة من العناصر المطلوبة التي شاركت في هجوم الرايات السوداء على قسم الشرطة.

وتابعت أن المرحلة الثانية للعملية «نسر» تتضمن اقتحام مناطق جبلية وعرة يختبئ بها المطلوبون تحتاج إلى آليات جديدة لضمان عدم سقوط أي ضحايا من قوات الأمن، مشيرة إلى أن طبيعة المداهمات خلال المرحلة الثانية تتطلب وجود معدات لاختراق الجبال وإحداث ثغرات في المغارات الجبلية بما يمكن أفراد القوات المهاجمة من اقتحامها.

كما سيتم أيضا تعزيز القوات بعدد من الآليات خاصة العربات المدرعة والمصفحة لخطورة العناصر الهاربة والتي يعتقد أن بينهم قائد المجموعة وعددا من حراسه المدربين تدريبا قتاليا عاليا ويمتلكون أسلحة رشاشة ثقيلة وقذائف آر بي جي وألغاما أرضية وعبوات ناسفة قد يكون تم زرعها حول مخابئهم لمنع تقدم القوات، ولم تستبعد المصادر أن يكون بين المطلوبين الفارين عدد من الفلسطينيين الذين شاركوا في الهجمات. وأكدت المصادر أنه لضمان نجاح المداهمات حلال المرحلة المقبلة فإن قوات الأمن تحتاج إلى دعم لوجيستي من جانب البدو لضمان الوصول إلى المخابئ الجبلية من كافة الاتجاهات ومحاصرتها لضمان عدم فرار المطلوبين وأيضا قطع الإمدادات عن المطلوبين الذين تعتزم أجهزة الأمن محاصرتهم.

وتسود حالة من الهدوء داخل مدينة العريش حيث تم رفع معظم الحواجز الأمنية والعربات المدرعة من شوارع المدينة باستثناء الموجودة حول مديرية الأمن، فيما لا تزال بعض الحواجز المدعومة بالعربات المدرعة والدبابات تقف عند أطراف المدينة.

من جهة أخرى، قامت القوات المصرية في سيناء بتفجير نفقين على الحدود مع قطاع غزة، الأول قبيل منتصف ليل الخميس الماضي قرب بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، والثاني فجر أمس الجمعة في المنطقة نفسها، بحسب وكالة «يونايتدبرس إنترناشيونال» الأميركية. وذكر سكان محليون أنهم سمعوا دوي انفجارين كبيرين في كافة أرجاء رفح وشاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة الحدودية، غير أن النفقين كانا خاليين من العمال، ولم تقع فيهما أي إصابات.

وكانت السلطات المصرية قد فجرت نحو سبعة أنفاق في منطقة مخيم يبنا خلال أسبوعين، كان آخرها تدمير أحد الأنفاق قبل عدة أيام. كما تواصل حفارات مصرية كبيرة أعمال حفر على امتداد الحدود.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن قائد الجيش الثاني الميداني اللواء محمد فريد خميس حجازي، قوله مؤخرا خلال اجتماع مع مشايخ ووجهاء القبائل في شمال سيناء، إن القوات المصرية اتخذت قرارا لا رجعة فيه بتدمير الأنفاق بهدف منع تسلل عناصر متطرفة عبر الأنفاق إلى سيناء للقيام بعمليات إرهابية. كما تدرس حاليا اقتراحا بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، تمتد على مسافة 5 كيلومترات على الأقل.