الناشط السوري نوفل الدواليبي يسعى لتوحيد المعارضة تمهيدا لإعلان مجلس انتقالي

قال لـ «الشرق الأوسط»: ما جرى سابقا لم يؤد إلى شيء فعليا

TT

يراود الناشط السوري نوفل معروف الدواليبي حلم بتوحيد صفوف المعارضة السورية في الخارج والداخل لتشكيل مجلس انتقالي يضم أكبر قدر ممكن من المعارضين للنظام للبدء في خطوات عملية نحو تحقيق أهداف الانتفاضة السورية المندلعة منذ 6 أشهر.

فكل الاجتماعات التي عقدتها المعارضة السورية منذ ذلك الحين «لم تؤد إلى شيء فعليا» كما يقول الدواليبي، نجل السياسي السوري البارز معروف الدواليبي الذي شغل مناصب كثيرة في سوريا ما قبل البعث أبرزها توليه رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة ووزارات الدفاع والخارجية وغيرها. ويقول الدواليبي إنه يسعى إلى جمع «أكثر أجزاء المعارضة» بعد أن أعلن الشهر الماضي عن إنشاء «المجلس الوطني الموحد» من أنقرة، مشيرا إلى أن «معارضين آخرين سوف ينضمون إلى هذا المجلس». ويقول إن كل ذلك يجري «وفق خطوات مدروسة لمصلحة الشعب السوري الذي يحتاج إلى وجود جسم شرعي يقف في مواجهة النظام ويساعد الشعب في الداخل».

ويؤكد الدواليبي وجود «تأييد كبير لهذا المجلس من الداخل السوري والخارج أيضا»، مشيرا إلى أن التسميات غير مهمة ولهذا لا يتمسك باسم «المجلس الوطني الموحد» الذي يمكن تبديله في حال الاتفاق «لأن المهم هو وحدة المعارضة». ويتحدث الدواليبي بثقة عن «التحضير للقاءات مهمة ستتم خلال فترة قصيرة لإعلان انضمام جزء أكبر من المعارضة إلى هذا المجلس وصولا إلى إطلاق (المجلس الانتقالي السوري)»، مشيرا إلى أن ما أعلن من أنقرة عن «مجلس انتقالي» كان «خطوة ارتجالية وفقاعة انتهت فور إطلاقها»، مبديا شكوكه في أن «خطوات مماثلة قد تكون لبلبلة المعارضة، وقد تكون مدفوعة من النظام».

وقد انضوى حتى الساعة تحت لواء «المجلس الوطني الموحد» الذي يرأسه الدواليبي «كتلة أحرار سوريا» التي يمثلها الدواليبي نفسه، و«ائتلاف القبائل العربية» الذي يمثله الشيخ عبد الله بن عودة الغبين، و«العشائر العلوية» التي يمثلها وحيد صقر، و«هيئة دعم المؤتمر الكردي في سوريا» التي يمثلها محمد ملا رشيد، و«الحركة الكردية في سوريا»، و«اتحاد المثقفين والمهنيين والعلماء الكرد»، والمنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، وحركة تنسيقيات الشباب الكردي في سوريا، وحركة شباب الانتفاضة الكردية في سوريا، والأحزاب الكردية السياسية (11 حزبا)، و«تجمع سوريا للجميع» الذي يرأسه الشيخ عدنان العرعور، وتنسيقيات من الداخل؛ هي تنسيقيات: كناكر، التل، ريف دمشق، درعا، دير الزور، البوكمال، الميادين، اللاذقية، قطنا، جبلة، حمص، بانياس، الكسوة، حماة، الرقة، القامشلي، درعا وحلب، بالإضافة إلى ناشطين سياسيين عديدين.

ويؤكد الدواليبي أن «المجلس له قبول من الأطراف والأعراق والأطياف السورية كافة ويعمل الآن على جمع بقية الأطراف، خصوصا المستقلين من النشطاء السياسيين، وقد حصل على تأكيد من قبل مؤتمري أنطاليا وبروكسل ومؤتمر الإنقاذ في إسطنبول للتوحد معنا في مجلس يمثل الأطياف السورية كافة لبناء مجلس انتقالي موحد يمثل الأطياف السورية كافة ويحصل على شرعية من الثوار في الداخل والاعتراف الدولي».

ولا يرى الدواليبي في «النموذج الليبي» ما يمكن أن يتم الاحتذاء به في الشق العسكري، مفضلا الشق السياسي الذي حقق فيه الليبيون الكثير من الإنجازات الذي يمكن «أن نحقق منه الكثير إذا ما عرفنا كيف نجمع كلمتنا في وجه الظالم الجائر». ويشير إلى أن الليبيين استطاعوا إيجاد مساحة من الأرض تجمعوا فيها (بنغازي) وانطلقوا منها في مواجهة النظام، أما الواقع السوري فيختلف «لأن أكبر مشكلة لدى المعارضة السورية أن الناس في الداخل يواجهون النظام بصدورهم العارية والمعارضة في الخارج مشتتة جغرافيا وسياسيا». ويقول: «لسنا إقصائيين.. نرحب بالجميع ومستعدون للتفاهم مع الجميع من أجل الوصول إلى الغايات التي ينتفض من أجلها الشعب السوري»، موضحا أن «عملية التوحد ضرورية للغاية لتشكيل جسم يمكنه أن يحاور العالم ويدعم الداخل فيشعر هؤلاء بأن ثمة من يقف إلى جانبهم ومعهم. أما في الخارج، فهذا المجلس لا بد له من العمل على نزع الشرعية عن النظام والحصول على اعتراف دولي واسع يمكنه من لعب دور أساسي في بناء سوريا الجديدة التي يجب أن تكون للجميع من دون استثناء». وأكد أن «أصحاب الثورة الحقيقيين هم الثوار في الداخل»، مبديا الإصرار على «سلمية الثورة لأنها السبيل الوحيد للنصر».