اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين تشهد انقسامات حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية

بدأت في سوبوت ببولندا التي تترأس الاتحاد حاليا

TT

بدأت في مدينة سوبوت البولندية، حيث الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، أمس اجتماعات وزراء خارجية التكتل الأوروبي الموحد. وقالت كاثرين آشتون منسقة شؤون الأمن والسياسة الخارجية الأوروبية على هامش الاجتماعات إن ملف عملية السلام في الشرق الأوسط يعتبر أحد الملفات الأساسية في أجندة الوزراء. وقدمت لرؤساء الدبلوماسية الأوروبية تقريرا حول نتائج زيارتها الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط ومحادثاتها مع مسؤولي السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، حيث بحثت معه كيفية المضي قدما في تحريك المفاوضات. وحسب بيان صدر عن مكتب المسؤولة الأوروبية في بروكسل، قالت آشتون: «هدفنا هو استئناف المفاوضات حتى نتمكن من الوصول إلى تسوية»، وأشارت إلى وجود موقف أوروبي موحد بشأن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس دولتين استنادا إلى حدود 1967. وفي ردها على سؤال بشأن التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة، قالت آشتون إن هناك مناقشات يجريها الاتحاد الأوروبي مع الفلسطينيين والجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، «ولكن لم نحصل حتى الآن على نص يتعين علينا أن نتخذ موقفا منه».

وتأتي الاجتماعات في ظل حالة من الانقسام بين الدول الأعضاء حول الموقف من التوجه الفلسطيني نحو الأمم المتحدة. وشدد عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، على ضرورة تبني موقف مشترك من مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، الأمر الذي قد يكشف خلافاتهم العميقة في هذا الشأن. وقال وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكيري لدى وصوله إلى اجتماع في سوبوت: «من الواضح أن موقفا موحدا للاتحاد الأوروبي أمر حاسم بالنسبة لكل الذين يريدون بالفعل حلا للشرق الأوسط». واعتبر أنه يتعين على أوروبا أن تكون «قادرة على الاستمرار في الاضطلاع بالدور الإيجابي الذي تمكنت من الاضطلاع به في الشرق الأوسط وأن مفتاح ذلك هو الوحدة».

وقبيل مغادرته إلى سوبوت، قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أنه يخشى من مواجهة دبلوماسية «عقيمة وخطيرة» في الأمم المتحدة، داعيا هو أيضا إلى أن تحدد دول الاتحاد الأوروبي الـ27 موقفا مشتركا حول هذه المسألة. لكن الوضع ليس على هذه الحال، لأن الوزير الهولندي أوري روزنتال أعلن لدى وصوله إلى سوبوت معارضته الكلية «لأي ترتيبات أحادية أيا تكن». وشدد قائلا: «أي ترتيبات ينبغي أن تتم على أساس اتفاق بين كل الأطراف المعنية».

في المقابل، فإن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن اعتبر أنه لا «يمكن أن لا نعطي شيئا للفلسطينيين»، داعيا إلى حل «وسط يشعر معه الشعب الفلسطيني أننا نحفظ كرامته»، ومع دولة فلسطينية تتمتع بصفة مراقب على غرار الفاتيكان.