مقتل 17 في احتجاجات جمعة «الموت ولا المذلة».. ومظاهرات تأييد لمحامي عام حماه أمام منزله

أغلب القتلى سقطوا في ريف دمشق.. ورجال الأمن يكثفون تواجدهم قرب المساجد

متظاهرون سوريون متكاتفون خلال احتجاجات في جمعة «الموت ولا المذلة» في حمص أمس (أوغاريت)
TT

لقي 17 سوريا حتفهم، على الأقل، برصاص قوات الأمن خلال الاحتجاجات المناوئة للنظام، التي انطلقت أمس في أول جمعة بعد العيد، التي أطلق عليها ناشطون جمعة «الموت ولا المذلة». وسقط أغلبية القتلى في ريف دمشق؛ حيث قتل 8 منهم هناك، بينما أفادت السلطات السورية بمقتل 3 من قوات حفظ النظام.

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن قوات الأمن أحاطت بالمساجد في «المدن الساخنة» مثل درعا، جنوب سوريا، لمنع المصلين من التدفق على الشوارع وتنظيم احتجاجات مناوئة للنظام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «8 أشخاص قُتلوا اليوم (أمس) بنار رجال الأمن أثناء تفريق مظاهرات في مدن عربين وكفر بطنا ودوما وحمورية» في ريف دمشق. وأضاف: «كما قتل 3 أشخاص في مدينة حمص (وسط) بينهم اثنان سقطا فجرا، بينما قتل الثالث في تلبيسة (ريف حمص) وقتل 3 أشخاص في دير الزور (شرق)». وأضاف المرصد أنه «يجري إطلاق نار كثيف في حي باب السباع في حمص على كل من يتحرك أو يخرج من منزله من الحواجز المحيطة»، لافتا إلى «تجدد إطلاق النار في بلدة تلبيسة من الجهة الشمالية من جهة الحاجز وبشكل عشوائي وكثيف على المنازل».

كان المرصد قد أورد أن «القناصة انتشروا في المنطقة الواقعة بين شارع الحمرا والغوطة في مدينة حمص (وسط)؛ حيث خرجت مظاهرتان في أحياء الوعر والخالدية وصل عدد المشاركين فيهما إلى نحو 40 ألف شخص».

وأظهر فيديو بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني متظاهرين يهتفون في حشد ببلدة كفر زيتا في ريف حماه ويقولون: «الموت ولا المذلة». وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «مظاهرات حاشدة من قرى كفر نبودة وكرناز (ريف حماه) جرت أمام منزل المحامي العام عدنان بكور تأييدا له»، وأعلن مدعي عام مدينة حماه استقالته الخميس احتجاجا على أعمال القمع التي تنفذها السلطات السورية التي اعتبرت أن الاستقالة انتزعت منه تحت التهديد بعد اختطافه.

وردد حشد آخر في بلدة كفر نبل في محافظة إدلب الشمالية هتافات تفيد بأن الأسد في أيامه الأخيرة. كما خرجت مظاهرة في مدينة عامودا (شمال شرق) تنادي بإسقاط النظام؛ حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب روسيا بوقف تصدير السلاح إلى النظام السوري. وخرجت عدة مظاهرات في درعا، وريفها، التي انقطعت عنها الاتصالات؛ حيث «خرجت مظاهرة نسائية في جاسم (ريف درعا) بالإضافة إلى مظاهرات أخرى على الرغم من الوجود الأمني الكثيف» بحسب اتحاد التنسيقيات.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه «سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في مدينة نوى (ريف درعا)»، مشيرا إلى «سقوط جرحى». وقال المرصد: «إن تشييع شهيد سقط مساء الخميس برصاص قوات الأمن في مدينة تل رفعت (ريف حلب) تحول إلى مظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام». وفي ريف دمشق «خرجت مظاهرات على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف وحملات الاعتقالات الواسعة مطالبة بإسقاط النظام في مدن داريا والزبداني والكسوة، كما خرجت مظاهرات في أحياء ركن الدين والقابون والحجر الأسود وكفر سوسة» في العاصمة.

وأرسل الرئيس السوري الجيش، الشهر الماضي، إلى عدة مدن لقمع المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 473 شخصا قتلوا، 360 مدنيا و113 من قوات الأمن. وعلى الرغم من حملة القمع، فإن المتظاهرين السوريين تشجعوا، بعد سقوط القذافي وزيادة الضغوط الدولية على سوريا ومن بينها العقوبات التي فرضت أمس.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «3 من عناصر قوات حفظ النظام قتلوا أمس الجمعة وأصيب عدد آخر بنيران مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت حواجز هذه القوات في حمورية وعربين وتلبيسة»، وأضافت الوكالة: «كما قتل 4 من المسلحين خلال رد الأجهزة المختصة على عناصر تلك المجموعات الإرهابية بعد اعتدائها على حواجز قوات حفظ النظام في المناطق آنفة الذكر».

وقال الناشطون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «في جمعة (الموت ولا المذلة) كلنا رايحين شهداء بالملايين»، مؤكدين أن مظاهراتهم «سلمية.. سلمية»، بينما ذكرت صفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» على الموقع نفسه: «لكل أهل شهيد من بعد العيد سنبدأ من جديد»، مشيرين إلى أنهم «كل يوم طالعين حتى سقوط النظام».

وأسفرت عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين منذ اندلاعها في منتصف مارس (آذار) عن مقتل 2200 شخص، بحسب حصيلة للأمم المتحدة.

وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.