لافتات المتظاهرين السوريين تتركز حول مطالب بدعم دولي.. وهتافاتهم على إعدام الرئيس

في ريف دمشق رددوا: يا يامو يا يامو بشار الأسد في آخر أيامو

TT

استجاب المتظاهرون السوريون في كل أنحاء البلاد لدعوات برفع لافتات تطالب بتدخل الأمم المتحدة وإرسال مراقبين دوليين لممارسات النظام، ومع توحد هتاف «الشعب يريد إعدام الرئيس» في أغلب المناطق، تمحورت مضامين اللافتات حول إدانة انتهاك حرمة المساجد والمطالبة بدخول وسائل إعلام عالمية ومراقبين دوليين لرصد ما يجري في البلاد. ورفع المتظاهرون في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب لافتة كتبوا عليها «نطالب بإدخال وكالات الأنباء العالمية لكشف كذب وكالة الأنباء السورية»، وحيوا القنوات التي يصنفها النظام في خانة القنوات التحريضية المغرضة كـ«الجزيرة» و«العربية» و«الوصال» و«فرنسا 24» و«بي بي سي». وفي استهزاء بصدور القانون الجديد للإعلام، رفع المتظاهرون في الحي القديم بدمشق لافتة تساءلوا: «هل سيتوقف الإعلام السوري عن الكذب بعد صدور قانون الإعلام الجديد؟»، وأخرى سخروا فيها من كلام الرئيس السوري بشار الأسد لعلماء الدين مؤخرا واعترافه بوقوع بعض الأخطاء، ورفعت لافتة كتب عليها «بشار يعترف بالأخطاء - كلمة أخطاء بحرف حجم أكبر - مثل القتل والاعتقال والتعذيب والتجويع والتهجير وقصف المدن والمساجد بالأسلحة الثقيلة.. و.. وفقط لا غير»، والكلمتان الأخيرتين كتبتا بلون آخر وحجم أكبر.

وفي الزبداني رفع المتظاهرون لافتة طالبوا من خلالها «الأمم المتحدة بإرسال مراقبين دوليين على ممارسات النظام» ولافتة أخرى قالوا من خلالها «فقط في سوريا شهيد المساء يشيع شهيد الظهر»، وهم يرددون الأغنية الحورانية «عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد» مع إضافة جديدة «ارحل عنا يا قاتل ارحل عنا للأبد».

وفي مظاهرة خرجت في الشوارع الخلفية لمنطقة برزة حيا المتظاهرون الشيخ عدنان العرعور والقنوات العربية التي تنقل أخبار الثورة السورية ولبس عدد من الشباب قمصانا كتب على ظهرها أسماء تلك القنوات، وهم يرفعون لافتة كتبوا عليها «الشعب السوري يدين الصمت العربي والعالمي ضد المجازر» وفي حمص أكد المتظاهرون على أن المتظاهرين في سوريا «مثل الجميع يبحثون عن مكان تحت شمس الحرية»، كما كتب على لافتة نشرت على أحد الأبنية، وإلى جوارها لافتة أخرى تطالب كل العالم بكل ما يمكن أن يوقف القتل في سوريا. فيما ردد المتظاهرون في حمص وكالعادة هتافات تضمنت شتائم للرئيس وهم يصفقون بأحذية قديمة «علينا الراية علينا الراية بشار الأسد حقه صرماية».

وفي حوران أعطت اللافتات بعدا جديدا للمطالب، إذ غدت المطالبة بإسقاط النظام ضرورة من أجل الاستقرار في المنطقة، وهي المرة الأولى التي يربط فيها بين الاستقرار في المنطقة وبين رحيل نظام الأسد الذي كانت ذريعته وذريعة العديد من الدول أنه مفتاح الاستقرار، وكتبوا على يافطة قماشية بالخط الكبير «ارحل من أجل السلام في المنطقة» فيما حملت لافتات أخرى إشارة إلى ثورة حزب البعث في 8 مارس (آذار) 1963 وسموها ثورة الباطل فيما ثورة سوريا اليوم والتي انطلقت في 15 مارس الماضي أنها ثورة حق. فالشعارات التي رفعت في حوران عكست لأول مرة ما يشبه البرنامج السياسي، الذي يأخذ بحساباته الوضع الإقليمي والدولي، في حين وخلال ستة أشهر ماضية كانت معظم الشعارات تركز على انتقاد النظام والرئيس وكيل الشتائم له، وانتقاد كل المرحلة الماضية، والتي جاءت في عمومها تعبيرا عن غضب محتقن من أربعة عقود، ولافتات حوران يوم أمس يمكن اعتبارها أول الغيث لتحول الشارع من مرحلة الغضب الانفعالي. إلى التفكير السياسي الذي ما زال يحبو في الشارع، وبحاجة ماسة إلى توحد صفوف المعارضة وهو ما طالب به المتظاهرون في مدينة حماه وفي مدينة القصير في ريف حمص. إذ إن السمة العامة للحراك في سوريا أنه ما زال رهنا للفعل القمعي المتوحش ولرد الفعل المستاء، حيث لا تزال قضية انتهاك حرمة الجوامع تتصدر لافتات المظاهرات، لما أحدثه اقتحام مسجد عبد الكريم الرفاعي من إساءة مؤذية لعقائد الشعب السوري، ففي حمص تساءل المتظاهرون «إن لم تغضب لحرمة المساجد فمتى تغضب؟ يا لنخوة الرجال»، في رسالة إلى الصامتين عن الغي والانتهاك الحاصل في سوريا.

وفي ريف دمشق سأل أهالي مدينة عربين: «أين العرب والمسلمون من انتهاك المساجد والعلماء» في لافتة حملت رسما لدبابة تقصف جامعا. فيما ردد المتظاهرون بكل ثقة أغنية شامية «يا يامو يا يامو بشار الأسد آخر أيامو» و«ويا بشار ضب قواتك عند حدها هي ثورة شعب مالك قدها»، أي لست بقوتها وهتاف آخر «نحن أهل النشامى نحيي الشيخ أسامة» والشيخ أسامة الرفاعي الذي تم الاعتداء عليه بالضرب من قبل الشبيحة في جامع الرفاعي في كفر سوسة ليلة القدر.

واظهرت اشرطة فيديو بثتها عدة مواقع الكترونية معارضة الاف المتظاهرين وهم يحملون في اغلب المدن السورية لافتات باللغة الانكليزية تناشد المجتمع الدولي وقف العنف في سوريا وتطالب الرئيس السوري بالرحيل.

كما تظهر هذه الاشرطة المتظاهرين وهم يحملون لافتات كتب عليها «كنا بالعالم الثالث وصرنا بالعالم الخمسين» و»علي الصوت يا بنعيش بكرامة يا بنموت» و»يالله يا بشار حس على دمك وارحل».