جدل حول هوية وتمويل أبواق القذافي الإعلامية

مسؤول في «النايل سات»: لا يوجد بيننا وبينهما تعاقد.. ولا نعرف عنهما شيئا

TT

قفز اسم قناتي «الرأي» و«العروبة» التوأمتين فجأة على الساحة الإعلامية العربية، بل وحتى العالمية، بعد أن جذبتا مسامع الجميع بإذاعتهما خطابات العقيد معمر القذافي، المتواري عن الأنظار. ورغم أن بث قناة «الرأي» الفضائية متاح على ترددات القمر الاصطناعي «نايل سات»، فإن مسؤولا بإدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية نفى تماما لـ«الشرق الأوسط» أي علاقة لـ«النايل سات» بهاتين القناتين.

ومن بين مئات الفضائيات التي يبثها القمر الصناعي المصري «نايل سات» تبدو المعلومات الخاصة بقناتي «العروبة» و«الرأي» (البوق الإعلامي) للعقيد الليبي الفار، والذي تقول مصادر، إنه دفع مبلغا ماليا كبيرا لشراء ولائهما، ضئيلة للغاية. فبخلاف تنويه تقني عن ترددهما ومعدلات الترميز والاستقطاب، فالمعلومات المتوفرة عنهما شحيحة وتكاد تقتصر على ارتباطهما برجل الأعمال العراقي مشعان الجبوري، ويعرف أن «الرأي» قناة فضائية خاصة أسسها الجبوري في المنطقة الإعلامية الحرة بدمشق وقام بتسجيل ترخيصها باسم زوجته الثانية السورية (روعة الأسطة).

وفي ما يتعلق بوجود القناتين على القمر الصناعي المصري «النايل سات»، نفى المهندس حمزة صلاح، رئيس القطاع الهندسي والعضو المنتدب بالشركة المصرية للأقمار الصناعية، علمه بالقناتين أو وجود أي علاقة تربطهما بـ«النايل سات»، حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «إنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن قناتي (الرأي) و(العروبة)، وهما غير متعاقدتين مع (النايل سات) بأي طريقة كانت».

وفسر صلاح اللغط المثار حول انطلاق قناتي «الرأي» و«العروبة» من «النايل سات»، رغم عدم تعاقدهما مع الشركة قائلا «مصدر اللغط أن القناتين على نفس الموقع المداري لـ(النايل سات)، وبالتالي يبدو للجميع وكأنهما متعاقدتان مع شركتنا وينطلقان منها». ورجح صلاح أن تكون إدارة القناتين قد أبرمت تعاقدها مع الشركة المالكة للموقع المداري الخاص بـ«النايل سات».

ويمكن القول إن كل الاتصالات التي ترد على القناتين ضد الثورة الليبية، وتحمل سيلا من السباب والشتائم للثوار والمجلس الانتقالي بشكل مبالغ فيه وكأنها قنوات حكومية تنطق بلسان النظام الليبي.

وذكرت مصادر مطلعة أن القذافي اشترى قناة «الرأي» بـ25 مليون دولار من مشعان الجبوري، وأن الليبي أحمد الشاطر (المقرب من القذافي) تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة القناة، وذلك بعد أن دفعت السلطات الليبية هذا المبلغ الكبير ثمنا لولاء القناة للقذافي بالكامل، وهو ما يفسر التحيز السافر للقناة للقذافي ومهاجمتها للثوار.

المثير أن مشاهدا ساقه حظه للاتصال بالقناة معلنا مساندته للثورة والثوار، منتقدا للخطاب وموقف القناة، فما كان من المذيعة إلا أن هاجمته بصوت عال حتى غاب صوت الرجل، ثم قطع الاتصال على ما يبدو من الاستوديو، لتقول المذيعة بسخرية بالغة «بالطبع السيد المتصل ليس لديه ما يرد علينا أو ما يقول».

وتثير قناة «الرأي» بين الفينة والأخرى استفزاز الرأي العام العربي، فسبق وشنت هجوما حادا على دولة الكويت، حيث نظمت عدة استفتاءات اعتبرها كثيرون مستفزة، حيث كانت الأسئلة المطروحة من قبيل: هل تؤيد طرد السفير الكويتي من بغداد؟ هل تؤيد «غزو الكويت» مرة أخرى؟.

اللافت أن قناة «الرأي» مليئة بالتناقضات المربكة إلى حد كبير، ففي أثناء ثورة 25 يناير، ساندت ثوار التحرير ووقفت بكل طاقتها ضد النظام المصري السابق، ومن جهة أخرى، فإن صاحبها الجبوري الذي يقيم في سوريا حليفة إيران، يكره نظام إيران بشدة ويهاجم كل التيارات العراقية المدعومة من طهران.

وتعتقد بهية مارديني، رئيس اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، أن الجبوري افتتح قناة «العروبة» بعدما زاد التضييق عليه في قناة «الرأي». وأضافت مارديني أن «النظام السوري يخشى أن يسقط نظام القذافي لأن بسقوطه سيتفرغ العالم للنظام السوري، وهو ما سيضر نظام بشار الأسد تماما».