مخاوف من اجتياح إيراني لكردستان العراق.. واستمرار المعارك الطاحنة على الحدود

المدفعية الإيرانية تقصف موقعين تابعين لحزب طالباني.. ووزارة البيشمركة تدعو إلى ضبط النفس

TT

اتخذت المواجهة العسكرية الجارية حاليا على الحدود الإيرانية - العراقية المشتركة بين قوات الجيش الإيراني المدعومة بمرتزقة أكراد محليين، وبين مقاتلي حزب بيجاك الكردي المدعومين من عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، منحى خطيرا أمس، عندما استهدفت المدفعية الإيرانية موقعين عسكريين تابعين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يقوده الرئيس العراقي جلال طالباني، وعددا من الخيام المؤقتة للمشردين الذين نزحوا من قراهم ومناطقهم الحدودية هربا من القصف الإيراني - التركي المكثف.

ففي أحدث تطور للمواجهة العسكرية التي تشهدها الحدود، أعلن قائد الفوج الخامس بالوحدة 120 للواء بشدر التابع لوزارة بيشمركة كردستان، أن المدفعية الإيرانية قصفت أمس موقعين «تابعين لوحدتنا العسكرية خلف قرية (سوني) القريبة من الحدود، ولكن القصف لم يسفر عن أي إصابات بشرية، وعلى الفور أبلغنا وزارة البيشمركة بهذا التطور بعد أن تحصن البيشمركة في خنادقهم استعدادا لكافة الاحتمالات، ولكن الوزارة طلبت منا ضبط النفس وعدم الرد على هذا الهجوم». وقال حسين بيروت قائد الفوج في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تلقينا أوامر من وزارة البيشمركة بالوقوف على الحياد في هذا القتال، وأن نحمي أنفسنا فقط وأن لا نحاول الدخول في تلك المواجهة، لأنه ليست هناك حاجة لتوريط قواتنا في الرد على الهجمات الإيرانية». وأضاف أن «القصف لم يستهدف فقط مواقعنا بل أطلقت المدفعية الإيرانية الكثير من القذائف نحو أطراف بعض الخيام المؤقتة التي تؤوي النازحين من قراهم الحدودية».

وعلى الصعيد الميداني، أكد المتحدث الرسمي باسم حزب الحياة الحرة الكردي (بيجاك) المعارض الذي يصد مقاتلوه حاليا الهجوم الإيراني «أن المعارك ما زالت متواصلة لليوم الثالث على التوالي على الحدود المشتركة، وأن لدى إيران نية باجتياز الحدود وغزو أراضي كردستان إلى عمق عشرات الكيلومترات في محافظتي أربيل والسليمانية». وقال شيرزاد كمانكر في اتصال مع «الشرق الأوسط»: إن «مقاتلي الحزب تمكنوا من إفشال مخططات إيران باجتياز الحدود لحد الآن، وإنهم تمكنوا من إلحاق خسائر كبيرة بصفوف القوات الإيرانية، منها مقتل 76 من قوات الباسيج وسبعة قتلى من قادة المرتزقة الكرد الموالين للنظام الإيراني». وكشف كمانكر عن «أن القوات الإيرانية تهجم من عدة محاور باتجاه الأراضي العراقية بإقليم كردستان، وقد استقدمت الكثير من الأسلحة الثقيلة، منها صواريخ الكاتيوشا والمدرعات والمدافع والهاونات وهدفها الأساسي هو احتلال جبل قنديل، لذلك ركزت هجومها على جبل (قوتمان) للتسلل منه إلى جبل قنديل داخل إقليم كردستان بهدف احتلاله، ولكن قواتنا وبمساندة القوات الشعبية التابعة لحزب العمال الكردستاني تصدت لتلك الهجمات وأفشلتها إلى الآن».

وفي سياق متصل عبر قائمقام قضاء جومان الحدودي الذي تتركز الهجمات الإيرانية على أطرافه وقراه ونواحيه عن مخاوف السكان من اجتياح إيراني لأراضي إقليم كردستان وصولا إلى ناحية سيدكان التابعة للقضاء بمحافظة أربيل، التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود الإيرانية - العراقية المشتركة. وقال عبد الواحد كواني قائمقام القضاء «إن القوات الإيرانية استقدمت قوات وتجهيزات وآليات كثيرة إلى المناطق المحاذية لحدود العراق، وبدأت بعملياتها العسكرية بتلك المناطق، وهناك احتمالات بأن تخترق القوات الإيرانية حدود كردستان بغية الوصول إلى المناطق التابعة لناحية سيدكان بقضاء جومان التابع لمحافظة أربيل من جهة، وكذلك إلى حدود قضاء بشدر التابع لمحافظة السليمانية من جهة أخرى، إلى جانب محاولاتها لدخول مناطق بالكايتي وسفح جبل قنديل». وأضاف كواني «هناك مخاوف كبيرة لدى السكان المحليين الذي يهجرون مناطقهم تباعا وبشكل يومي هربا من القصف الإيراني الذي زادت حدته في الأيام الأخيرة بالترافق مع الهجمات العسكرية، ولكن الوضع الأخطر هو الاحتمالات القائمة بشأن اختراق إيراني للحدود واجتياح مناطق إقليم كردستان مما قد يعقد الأوضاع أكثر من ذلك».

وعلى الصعيد ذاته، حلقت الطائرات التركية أمس (الأحد) فوق أجواء إقليم كردستان مرة أخرى، واستطلعت مناطق «خنيرة ولولان وخواكورك» التابعة لناحية سيدكان، وقامت فيما بعد طائرات حربية أخرى بقصف تلك المناطق بشكل مكثف. ولم تحدد المصادر المحلية حجم الخسائر التي وقعت جراء هذا القصف الجوي التركي.