الأمن يواصل البحث عن محامي عام حماه المستقيل.. ومقتل 12 خلال عمليات أمنية

محاصرة المستشفيات لمنع وصول الجرحى.. والنظام يتحدث عن كمين لباص ومقتل 9 بينهم ضباط

TT

لقي 12 سورياً حتفهم أمس خلال عمليات أمنية نفذتها قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد لمواجهة المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما توفي شخصان متأثرين بجراح أصيبا بها أول من أمس. وبينما واصلت تلك القوات بحثها في بلدات محافظة ادلب وكذلك في ريف حماه عن محامي عام حماه (المدعي العام) عدنان بكور الذي أعلن استقالته مؤخرا احتجاجا على «جرائم قوات الأسد»، أعلنت وكالة الأنباء السورية عن مقتل 9 أشخاص بينهم ضباط وموظفون في كمين نصبه مسلحون وسط البلاد.

وأوضح الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي أن «أربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من مدينة محردة (وسط)»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، أضاف ادلبي أن «اثنين قتلا في خان شيخون وثلاثة في تحتايا وشخصا في جبالا كما توفيت سيدة في سراقب برصاص قوات الأمن أثناء عمليات أمنية». وأضاف: «كما قتل شخص عندما أطلق رجال الأمن النار على حافلة في مدينة ادلب». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص خلال عمليات أمنية في سوريا.

وأشار ادلبي إلى أن «العمليات الأمنية في المنطقة (شمال غربي سوريا) كانت تهدف إلى البحث عن المدعي العام في مدينة حماه (وسط) عدنان بكور»، ونقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء أن السلطات تشتبه بأنه يختبئ في ريف حماه.

وكان المدعي العام في مدينة حماه عدنان بكور أعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجا على أعمال القمع في سوريا «في ظل نظام الأسد وعصابته»، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت الاثنين نبأ اختطافه على يد «مجموعة مسلحة» أثناء توجهه إلى عمله، نقلت عن محافظ حماه أنس الناعم أن «بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماه ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا».

كما نقلت عن مسؤول آخر أن هذه الاعترافات «انتزعت منه تحت تهديد وقوة السلاح»، معتبرا أنها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف».

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «قوات الأمن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وبمحاصرة المشافي لمنع وصول الجرحى إليها لمعالجتهم».

وتشهد البلدة عمليات عسكرية وأمنية منذ أسابيع كان آخرها الأحد قبل الماضي عندما «اقتحمت عشر دبابات تتبعها 3 سيارات تابعة للأمن مدينة خان شيخون وأطلقت النار عبر رشاشات ثقيلة ثبتت عليها مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 9 آخرين»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أعلنت مساء الجمعة أن «مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة خان شيخون بمحافظة ادلب (شمال غرب) أقدمت مساء اليوم (الجمعة) على اختطاف النقيب وائل العلي من قوى الأمن الداخلي واقتادته إلى جهة مجهولة». كما أشار ادلبي إلى «وفاة شخصين الأحد (أمس) متأثرين بجراح أصيبا بها أمس أحدهما في جسرين (ريف دمشق) والآخر في حمص (وسط)».

وتشهد المنطقة الوسطى والشمالية الغربية عدة عمليات أمنية وعسكرية منذ أسابيع، فقد ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أول من أمس أن «عددا من الدبابات وخمسين باص أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف ادلب مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح».

كما ذكر المرصد حينها أنه «سمع صوت إطلاق رصاص كثيف ورشاشات ثقيلة في بلدة البارة بجبل الزاوية وأبلغ ناشط من البلدة المرصد أن منزلا تهدم نتيجة قصفه بالرشاشات الثقيلة».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت أن «المداهمات في محافظة حماه تجري بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار»، بينهم عدنان بكور.

وفي حمص، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «15 شخصا أصيبوا صباح اليوم (أمس) بجروح إثر إطلاق رصاص كثيف خلال عمليات أمنية وعسكرية مستمرة منذ مساء أمس (السبت) في البساتين غرب حي بابا عمرو»، مشيرا إلى أن «جروح أربعة منهم خطيرة».

وفي ريف حمص، قال المرصد إن «شابا من مدينة تلبيسة توفي صباح اليوم (أمس) متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة».

وأضاف أن «مواطنا من مدينة سراقب (شمال غرب) كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ 20 يوما توفي اليوم الأحد (أمس) تحت التعذيب». وأفادت وكالة «الأسوشييتدبرس» أن قوات الأمن نفذت حملات اعتقالات كاسحة في مناطق متوترة بينها أدلب قرب الحدود التركية وفي دير الزور.

يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) الأحد عن مصدر عسكري مسؤول أن «مجموعة إرهابية مسلحة «فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة (4.00 ت.غ) على باص مبيت يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين التابعين لإحدى رحبات الإصلاح بالقرب من محردة (وسط)».

وأضاف المصدر أن الكمين أسفر عن «استشهاد ضابط وخمسة صف ضابط وثلاثة موظفين مدنيين يعملون في الرحبة وإصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطيرة».

وأوضح المصدر أن «دورية أمنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماه (وسط) الغاب (شمال غرب) حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة من الإرهابيين»، مشيرا إلى أن «الاشتباك أسفر عن جرح أحد عناصر الدورية الأمنية ومقتل ثلاثة مسلحين وإصابة الرابع بجروح خطيرة».

وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس (آذار) أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الأمم المتحدة. وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.