صفحة الثورة السورية عبر «فيس بوك» تطلق أسبوع «المراقبين الدوليين»

ناشطون يحذرون من «التكرار والملل».. وآخرون يدعون لإعلان «الثورة بالحجارة»

TT

بعدما تخطى عدد المنتسبين إليها الـ276 ألفا وتحولها مركزا أساسيا للثوار وأخبارهم على شبكة الإنترنت، تطلق «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيسبوك» حملة واسعة تحت اسم «أسبوع المطالبة بدخول مراقبين دوليين إلى المدن السورية»، معلنة الانتقال لمرحلة التصعيد السلمي. القيمون على الصفحة يختصرون نوعا كهذا من التصعيد بخطوات محددة وواضحة، تقتضي أولا الاستمرار بالعمل الجدي والتركيز على نشر المنشورات المعممة على صفحة الثورة، ثانيا، دعم الحملة المعلنة من قبل الناشطين والتي تركّز هذا الأسبوع على وجوب دخول مراقبين دوليين من خلال رفع لافتات خلال المظاهرات تدعو لذلك وحثّ المعارضة الخارجية على استصدار قرار من خلال مجلس الأمن الدولي يتبنى هذه المطالب، ثالثا، العمل على فك أسر المعتقلين، رابعا، توسيع رقعة الاعتصامات أمام السفارات في الخارج، خامسا، التركيز على التصوير بدقة عالية وعلى البث الحي والمباشر، وسادسا، شن حملة من خلال شبكة الإنترنت على المواقع العربية والأجنبية لحثّها على دعم الثورة ومطالبها المحقة.

ويرد القيمون على الصفحة الرسمية للثورة سبب تسمية هذا الأسبوع بأسبوع المراقبين الدوليين، بوجوب العمل على توعية الشارع السوري بأن المطالبة بدخول المراقبين لا تعني الموافقة على تدخل عسكري في سوريا باعتبار أن البعض لم يعد يفرّق بين كل دعوات المعارضين بالتدخل الدولي أو الحظر الجوي أو الضربات العسكرية أو غيرها وبات يضعها كلها في خانة «حماية المدنيين». ويشدّد الناشطون على أن «الأجدى للثورة اليوم المطالبة بدخول مراقبين دوليين يفضحون جرائم النظام، يحرجون روسيا والصين دوليا، يضمنون توسع وازدياد زخم المظاهرات باعتبار أن وجود هؤلاء خلال المسيرات يشكل ضمانة للمتظاهرين ويقلل من جرائم النظام ويحمي المدنيين السلميين بشكل أو بآخر».

ويشرح أحد الناشطين أهداف دخول المراقبين الدوليين قائلا: «هذا التحرك سيحرج النظام وسيلقى آذانا مصغية لدى المجتمع الدولّي (طبعا إن قمنا به بالشّكل الصّحيح) كما سيعطي الشعب الأمان وسيسهّل على الناس المشاركة في المظاهرات لأن أي هجوم عليهم سيسجل وسيكون له حساب. هذا سيحدّ من قدرة النظام على القمع بنسبة كبيرة وسيضمن تضخم المظاهرات»، وأضاف «وإذا رفض النظام أي قرار للأمم المتحدة بهذا الصدد فستسقط آخر ورقة توت عنه لأنّنا لا نطالب لا بتدخل عسكري ولا بلجنة تحقيق بل نطالب فقط بمراقبين علينا وعلى النظام».

وبإطار النقاشات الحاصلة على صفحة «فيس بوك» للتعليق على برنامج عمل المعارضة للأسبوع الحالي، يحذّر علي النعيمي من وصول الثورة لأخطر مراحلها، مرحلة «الملل ومكانك راوح»، ويقول: «يخرج المتظاهرون يوميا، يسقط أكثر من 20 شهيدا، الجيش ينحاز بشكل كامل للنظام ونشهد بأعيننا انهيار اقتصادنا وبالتالي روتينا قاتلا يهدّد بالإطاحة بالثورة» معتبرا أن المطلوب «إذا أردنا الإبقاء على سلمية المظاهرات، السعي لإقامة جناح عسكري يضم العناصر المنشقة عن الجيش التي قد نحتاجها يوما ما».

بدوره، يقترح كرم العربي الانتقال لمرحلة «الثورة بالحجارة» ويضيف:«يجب أن ترشق المرافق الحزبية والأمنية الداعمة لنظام الطاغية ووسائل النقل التي تخدمهم بالحجارة مع الحفاظ على سلمية الثورة بعدم الاعتداء على الأشخاص وعدم حمل أي سلاح».

ويشدّد أحد الناشطين الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه على أهمية «تشكيل هيكلة الثورة وبالتالي إنتاج مجلس قيادي» لافتا إلى أن «الحراك السياسي متأخر كثيرا ولا يواكب حراك الشارع»، ويضيف: «على المعارضة التوحد سياسيا، أما على الأرض فالثورة يلزمها خطة عمل متجددة وخلاقة تقيها الدخول في روتين يقضي عليها». ويقول «سوري ناقم»: «المطلوب التوصل لطريقة اتصال مع كبار الشخصيات في الداخل ممن يسيطرون على مراكز حساسة في الجيش والدولة لحثّها على الانشقاق، حربنا ليست فقط مع الأسد بل مع أطراف دولية إقليمية ترى في سقوطه خطرا علينا. يجب أن نثبت لها العكس وأننا قادرون على إدارة شؤوننا بذاتنا بعد انهيار النظام».