تقارير عن علاقة بين إيران و«القاعدة» يعود تاريخها لعشر سنوات مضت

لندن سلمت مطلوبين لنظام القذافي وتعيد علاقاتها الدبلوماسية كاملة

عبد الحكيم بلحاج (أ.ف.ب)
TT

كشفت وثائق اطلعت عليها صحيفة «الديلي التلغراف» اللندنية ونشرت تقريرا عنها أمس، عن علاقة وروابط قوية بين إيران وتنظيم القاعدة يعود تاريخها لما يقرب عقدا من الزمان.

وفي تفاصيل هذه الوثائق، التي أرسلتها الاستخبارات البريطانية ووجدت في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، الذي انشق في مارس الماضي، أن الإيرانيين قدموا أسلحة ومتفجرات لحركة طالبان في أفغانستان.

وفر عدد من ناشطي «القاعدة»، بمن فيهم أفراد من عائلة اسامة بن لادن، الى طهران بعد سقوط نظام طالبان في أفغانستان.

إلى ذلك، قالت مصادر بريطانية إن اللجنة المستقلة المكلفة بالتحقيق في ممارسات أجهزة الاستخبارات البريطانية، ستدرس تقارير تحدثت عن تعاون وثيق بين لندن وأجهزة العقيد القذافي الاستخباراتية، وعن تسليمها سجناء.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم اللجنة قوله: «إن تحقيقاتنا تتعلق بمستوى تورط السلطات البريطانية ومعرفتها بسوء المعاملة التي خضع لها معتقلون، بما في ذلك تسليمهم» لليبيا.

وأضاف المتحدث: «بالتالي سندرس ادعاءات مفادها أن بريطانيا قد تكون ضالعة في تسليم ليبيا سجناء، وهذا يدخل ضمن مهمتنا»، موضحا أن اللجنة ستطلب «من الحكومة والوكالات الحكومية معلومات أكثر في أقرب فرصة».

وكانت وثائق سرية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، قد كشفت عن أن الأميركيين والبريطانيين تعاونوا بشكل وثيق، خلال العقد الماضي، مع استخبارات النظام الليبي، حتى إنهم قاموا بتسليمه سجناء لاستجوابهم.

وبين هؤلاء السجناء رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج، الذي طالب لندن وواشنطن بالاعتذار. وتفيد الوثائق بأن البلدين سلما بلحاج للنظام الليبي في عام 2004 عندما كان معارضا له، وتعرض للتعذيب.

وكشفت وثائق عثرت عليها «هيومان رايتس ووتش»، وجرى تعميمها نهاية الأسبوع الماضي، عن رسائل متبادلة بين عناصر في الاستخبارات البريطانية ورجال أمن في النظام الليبي. وذكرت «ذي تلغراف» البريطانية، أمس، استنادا إلى تلك الوثائق، أن ضابطا كبيرا في الاستخبارات البريطانية، بعث إلى موسى كوسا، حين كان رئيسا للمخابرات الخارجية في ليبيا، وإلى وزير الخارجية الليبي، مهنئا بسلامة وصول المدعو أبو عبد الله صادق، من ماليزيا، بفضل جهود كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية. وأبو عبد الله صادق، كان الاسم الذي استخدمه عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس حاليا، حين كان يتزعم «الجماعة الإسلامية المقاتلة» المحظورة في ليبيا. مشيدا بالعلاقة المميزة التي أقامتها بريطانيا مع ليبيا في السنوات الأخيرة. وجاء في الرسالة، التي بعث بها مارك آلين، رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف بـ«إم 16»، حسب «ذي تلغراف»: «إنني سعيد جدا، وأنا ممتن لك على مساعدتك للضابط الذي أرسلناه الأسبوع الماضي».

وكان عبد الحميد بلحاج، قد صرح بأنه علق من يديه في زنزانته في أحد السجون الليبية، وتعرض للضرب. وقد أطلق سراح بلحاج، بعد مرور خمس سنوات في السجن، بعد أن أعلنت «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» تخليها عن العنف. وصرح بلحاج قبل أيام، بأنه يسعى إلى الحصول على اعتذار من بريطانيا وأميركا، وربما سعى إلى رفع قضية ضدهما.

وتضمنت الوثائق التي نشرت، معلومات أخرى، بضمنها تعاون بريطانيا مع أجهزة الأمن في الصين، ضد إسلاميين متطرفين. وبينما كان تعاون المخابرات البريطانية مع المخابرات الليبية معروفا في خطوطه الرئيسية، فإن أخبار التعاون الغامض بين بريطانيا والمخابرات الصينية شكل صدمة لـ«هيومان رايتس ووتش»، حسب «ذي تلغراف» البريطانية.

وكانت لجنة «غيبسون» التي تحمل اسم القاضي المتقاعد الذي يتولاها، كلفت قبل عام، من قبل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالنظر في اتهامات تطال جهازي «إم آي - 5» و«إم آي - 6»، بالتآمر بهدف التعذيب في إطار الحرب على الإرهاب، بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول).

وكانت الاتهامات بسوء المعاملة التي نشرتها الصحف، قد صدرت عن إثيوبي اعتقل في غوانتانامو لأكثر من أربع سنوات. وأكد الإثيوبي، أن عميلا في جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (إم آي - 5) زود مجموعة الأسئلة التي طرحت عليه أثناء استجوابه، الذي أرفق بممارسات تعذيب بعد توقيفه في 2002. ولم تبدأ اللجنة بعد أعمالها.

من جهة أخرى وصل إلى طرابلس، ممثل بريطانيا الخاص لدى ليبيا لإعادة الوجود الدبلوماسي الكامل للبلاد في العاصمة الليبية.