مؤسس سنغافورة ينفي ما جاء في «ويكيليكس» بأنه وصف الإسلام بالـ«بغيض»

برقيات مسربة: بورما تصدر الأرز إلى كوريا الشمالية مقابل الأسلحة

TT

أظهرت برقية لوزارة الخارجية الأميركية نشرها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت أن واشنطن كانت ترغب في عام 1989 أن تستقبل الصين عددا من أبرز قادة الخمير الحمر «غير المرغوب بهم» بينهم بول بوت، كجزء من جهود لإنهاء الصراع في كمبوديا. وجاءت تلك الجهود بعد فشل محادثات دولية لإحلال السلام بعد عشر سنوات من الإطاحة بحكومة بول بوت على يد قوة مشتركة من القوات الفيتنامية والمنشقين عن الخمير الحمر.

ونصت البرقية في جزء منها لنقاط حوار موظفي السفارة الذي بدأ مع الصين على أن «الوجود المستمر في كمبوديا لقادة بارزين في الخمير الحمر مثل بول بوت، ووزير الخارجية إينج ساري وقائد الجيش تا موك أمر مزعج بشكل خاص».

وقالت البرقية إنه «سيكون من المفيد للجهود الرامية لإيجاد حل لهذا الصراع تشجع حكومتكم بشدة على إعادة توطين قادة الخمير الحمر غير المقبولين في الصين»، مضيفة أنه يتعين على بكين أيضا خفض المساعدات العسكرية للخمير الحمر. وجاءت البرقية الصادرة في سبتمبر (أيلول) 1989 من مكتب نائب وزير الخارجية آنذاك لورانس إيغلبرغر.

يذكر أنه بعد الإطاحة بالخمير الحمر من السلطة في عام 1979، انسحبت الحركة إلى غرب كمبوديا بطول الحدود التايلاندية، حيث خاضت حربا لسنوات ضد الحكومة التي نصبتها فيتنام في بنوم بنه.

إلى ذلك، نفى مؤسس سنغافورة أمس أنه أشار إلى الإسلام على أنه «بغيض» كما جاء في البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة التي كشف موقع «ويكيليكس» النقاب عنها. وذكرت إحدى مراسلات السفارة الأميركية المسربة، التي نشرها «ويكيليكس» الأسبوع الماضي، أن لي كوان يو «وصف الإسلام بأنه دين بغيض» خلال اجتماع مع السيناتور هيلاري كلينتون عندما قامت بزيارة بلاده عام 2005. وقال «لي» أمس: «هذا خطأ»، مضيفا أنه عاد إلى ملاحظات بشأن الاجتماع وضعتها وزارة الخارجية السنغافورية. وأكد أنه «لا يمكن أن تكون (البرقية) سجلت لي وصفي للإسلام بأنه بغيض أو أنني قلت شيئا يمكن أن يحمل هذا الانطباع». وذكر «لي»، 87 عاما، أنه وكلينتون تناقشا بشأن الإرهابيين و«الواعظين الجهاديين الذين أجروا لهم غسل مخ». وقال إن «إسلامهم نسخة محرفة، لا تعترف بها الأغلبية العظمى من المسلمين في سنغافورة».

ويمثل المسلمون نحو 15% من سكان سنغافورة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة. وتمثل المدينة الدولة مجتمعا متعدد العرقيات يهيمن عليه الصينيون بجانب أقليات من مسلمي المالاي والهنود.

وكان «لي» قد نصح المسلمين بأن يكونوا «أقل تزمتا في تطبيق التعاليم الإسلامية» من أجل اندماج أفضل. وبعدما أثار ذلك غضب المجتمع المسلم، تراجع «لي» عن تلك التعليقات ووصفها بأنها قديمة.

إلى ذلك، أفادت وثيقة دبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» أن بورما صدرت الأرز إلى كوريا الشمالية مقابل الحصول على شحنات أسلحة، في إشارة جديدة إلى وجود علاقات محتملة بين الدولتين العدوتين لواشنطن. وتؤكد وثيقة السفارة الأميركية في رانغون التي يعود تاريخها إلى عام 2009 أن الفريق العسكري الحاكم صدر نحو 20 ألف طن من الأرز إلى كوريا الشمالية عبر شركة «ميانمار إيكونوميك هولدينغز ليمتد» التي يسيطر عليها العسكريون.

وأفاد رجل أعمال مقرب من الملف أن النظام البورمي «صدر الأرز ومنتجات زراعية أخرى إلى كوريا الشمالية خلال أكثر من خمس سنوات، مقابل (الحصول) على أسلحة» وخدمات، كما أوضحت المذكرة التي أشارت إلى «أسلحة تقليدية». ولم يتم إبلاغ الأمم المتحدة بشأن هذه الشحنات للسلع الغذائية، بحسب المصدر نفسه الذي أوضح أن الأرز «كان من نوعية رديئة يكاد يكون غير صالح للاستهلاك». وأضافت الوثيقة نقلا عن المصدر نفسه: «على الرغم من أن القوانين التجارية البورمية تفرض أن يحصل الباعة على رسالة اعتماد قبل التصدير، فإن أيا من شحنات الأرز المرسلة إلى كوريا الشمالية لم تتبعها».

وكانت برقيات دبلوماسية أخرى نشرها موقع «ويكيليكس» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي كشفت أن الولايات المتحدة تشتبه منذ بداية الألفية الثانية في إعداد الفريق العسكري الحاكم برنامجا نوويا وتخشى منذ تلك الفترة تطورا في علاقاته مع بيونغ يانغ.