شخصيات إسرائيلية تبارك للرئيس أبو مازن جهوده من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الكاتب صيفي رخليفسكي: كان على الإسرائيليين أن يفرحوا ويخرجوا إلى الشوارع يرقصون بهذا الاعتراف

TT

توجهت 23 شخصية إسرائيلية بارزة إلى رام الله، أمس، والتقوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليباركوا توجهه إلى الأمم المتحدة طلبا للاعتراف بفلسطين دولة على حدود 1967. وقالوا إنهم يحيون هذه المبادرة لأنها «مصلحة فلسطينية وإسرائيلية مشتركة». وقال الأديب، صيفي رخليفسكي، إنه «كان على المواطنين الإسرائيليين أن يفرحوا ويخرجوا إلى الشوارع يرقصون بهذا الاعتراف، لأنه يكمل شق الاعتراف بالدولة العبرية».

وكان هؤلاء، وبينهم 17 شخصية من الحائزين على «جائزة إسرائيل»، وهي أعلى الجوائز الرسمية التي تمنح في إسرائيل للمبدعين في كل مجالات العلم والثقافة، بادروا قبل أربعة أشهر للترحيب وبطريقة فريدة بالقرار الفلسطيني المطالب باعتراف الأمم المتحدة.. فقد تجمعوا في الحي الذي كان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الأول قد اجتمع فيه في تل أبيب يوم 14 مايو (أيار) 1948، وأعلن فيه عن قيام إسرائيل. وهناك أعلنت المجموعة عن مباركتها لقيام دولة فلسطين. وأثار نشاطهم غضبا شديدا لدى الحكومة وسائر قوى اليمين والعنصرية، ممن لا يطيقون مجرد المقارنة بين إسرائيليين وفلسطينيين. ولكنهم مضوا في هذا النشاط وأقاموا عدة لقاءات في إسرائيل وخارجها بهدف مساندة القيادة الفلسطينية في قرارها.

واختارت هذه الشخصيات أمس الوصول إلى رام الله لمباركة الرئيس أبو مازن بشكل شخصي على ما تحقق من إنجازات دبلوماسية في سبيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مؤكدين أن هذه هي مصلحة إسرائيلية. وقال رخليفسكي: «نحن مجموعة مثقفين يؤمنون بأنه من حق كل شعب أن يقيم دولة مستقلة، والشعب الفلسطيني يستحق هذا لا أقل من أي شعب. ونحن نشعر، لأسباب ضميرية وآيديولوجية، أن الحلم الصهيوني بإقامة دولة فلسطينية يكون ناقصا والاستقلال الإسرائيلي يكون مشوها، إذا لم تقم دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل». وأضاف: «لقد كان شعبنا يحلم أن تقام دولة فلسطينية سنوات طويلة منذ قيام إسرائيل وحتى الثالث من يونيو (حزيران) 1967. ولكن الحرب الجنونية التي جاءت بالاحتلال الجنوني في 4 يونيو من تلك السنة، أسكرتنا وأدخلتنا في وهم أرض إسرائيل الكاملة. وقد كان على إسرائيل أن تصحو من سكرتها وأن تسارع إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل أي دولة أخرى، حال إعلان الفلسطينيين عن نيتهم طرح المشروع على الأمم المتحدة، وأن تدعو دول العالم لتسير وراءها في هذا الموقف النبيل، لأن مثل هذا الاعتراف يعزز شرعية الوجود الإسرائيلي أيضا. ولكن للأسف، لدينا حكومة تنغمس في سياسة ومفاهيم الحرب والاحتلال».

ومن بين الشخصيات التي شاركت في اللقاء، إضافة إلى رخليفسكي، هناك البروفسور يهودا باوار، أحد كبار المؤرخين للمحرقة النازية لليهود، والأديب يورام كانيوك، والبروفسور جابي سلمون، والبروفسور ايتمار بروكتشيه، والفنانون داني مكرفان، وميخا أولمان، وديفيد طرتكوبر، وياعيل ديان ابنة الزعيم التاريخي موشيه ديان، عضو الكنيست السابقة، وعضو بلدية تل أبيب، وغيرهم.

من جهته، قال عضو الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي «هذا الوفد مناهض للاحتلال الإسرائيلي وجاء ليعبر عن رأيه من خلال لقاء مع الرئيس محمود عباس بدعم التوجه الفلسطيني وحق الاستقلال الفلسطيني، وضد الموقف الرسمي الإسرائيلي لحكومة بنيامين نتنياهو لأنه معاد للطلب الفلسطيني».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبادرة شبيهة تتبلور في إسرائيل لتجنيد تأييد جماهيري للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويشرف على هذه المبادرة الأديبان يهوشع سوبول، وهو كاتب مسرحي، ومحمد علي طه، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في إسرائيل، ويشارك فيها رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي، والشاعر سميح القاسم، والكاتب عصام خوري. وقد وضعوا نصا يطالب الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا، على أساس حدود 1967 بما في ذلك القدس الشرقية. ومن المفترض الإعلان عن هذه العريضة في مؤتمر يهودي - عربي يعقد بالناصرة في السابع عشر من الشهر الجاري.

وعقب سوبول على هذا النشاط قائلا: «استمرار الجمود السياسي يخلق أرضية خصبة للمتطرفين من الجانبين لجر المنطقة إلى سفك دماء وحروب كارثية مع أي إمكانية للسلام في المستقبل المنظور. وهذا يتناقض مع إرادة شعوب المنطقة، التي هبت في الشهور الأخيرة تطالب بأن تصبح حياتها إنسانية وطبيعية. إن السلام هو أهم ضمان للعدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي والرفاه. وأنا شخصيا أؤمن بكل جوارحي أن إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة أيضا لإسرائيل».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عدد الشخصيات اليهودية الموقعة على العريضة تجاوز 600 حتى الآن، ويتوقع إضافة عدد مماثل خلال الأسبوعين القادمين.