«ويكيليكس»: الجيش الإسرائيلي شكا للأميركيين عدم استطاعته التعاطي مع مظاهرات فلسطينية سلمية

TT

كشفت وثائق نشرت في موقع «ويكيليكس» أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبروا عن مخاوفهم، العام الماضي، من عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة مظاهرات فلسطينية غير عنيفة، وطالبوا الحكومة بوضع خطة سياسية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وتمنع الحاجة إلى خروجهم في مسيرات شعبية سلمية نحو حواجز الجيش أو المستوطنات.

وجاءت أقوال المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين في محادثات مع دبلوماسيين أميركيين جرت في مطلع العام الماضي، قبل أن يطرح المسعى الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالوا أيضا إنهم محبطون من المظاهرات المتواصلة كتلك التي تحصل بشكل أسبوعي في بلعين، والدعوة التي يطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض، لانتقال الفلسطينيين إلى النضال الشعبي السلمي.

ونقل عن رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، قوله خلال لقاء مع السفير الأميركي في تل أبيب: «لا نستطيع مواجهة غاندي جيدا»، وذلك في إشارة إلى الزعيم الهندي غاندي واعتماده الاحتجاج غير العنيف ضد بريطانيا في الهند. وأشارت الوثائق أيضا إلى أن لقاءات شارك فيها قائد لواء المركز في الجيش، آفي مزراحي، حيث قال عنه الدبلوماسيون: «إنه محبط من المظاهرات المتواصلة في الضفة الغربية»، التي وصفها بـ«غير العنيفة»، كما صرح بأن جيش الاحتلال ينوي تشديد قبضته في مواجهة هذه المظاهرات. وبحسب مزراحي فإن «الفلسطينيين يشاركون في هذه المظاهرات بعد أن طلب منهم ذلك من قبل أشخاص مشبوهين».

كما تضمنت الوثائق تقديرات للدبلوماسيين الأميركيين ربطوا فيها بين تصريحات مزراحي واعتقال متضامنين أجانب وناشطي حقوق إنسان في يناير (كانون الثاني) 2010، وطردهم إلى خارج البلاد. ويتضح أيضا أن موظفين في وزارة الداخلية أكدوا للدبلوماسيين الأميركيين بأن الجيش طلب من وزارة الداخلية تفعيل وحدة «عوز» الخاصة في الوزارة لهذا الهدف، علما بأن وزارة الداخلية نفت العام الماضي مشاركة عناصرها في الاعتقالات، إضافة إلى أن النيابة العامة قالت أمام المحكمة العليا، لاحقا، إن تفعيل وحدة «عوز» في الضفة الغربية هو إشكالية من الناحية القانونية.

المعروف أن الحكومة الإسرائيلية لم تضع في حينه خطة سياسية لاستئناف المفاوضات. والجيش من جهته أقام وحدات خاصة لمواجهة المسيرات السلمية الفلسطينية، تدربت على أساليب الشرطة المدنية في قمع المظاهرات السلمية. وفي هذه الأيام تنتشر هذه القوات في مختلف المناطق المحتلة من الضفة الغربية.