المتمردون الأكراد يعلنون وقفا مشروطا لإطلاق النار.. وإيران ترفض

التلفزيون الإيراني: 22 قتيلا في عمليات على الحدود الإيرانية

TT

وعلى الصعيد الأمني قالت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء إن الحرس الثوري الإيراني رفض الاثنين وقفا لإطلاق النار أعلنه حزب الحياة الحرة لكردستان ووصفه بأنه لا معنى له طالما بقيت قوات الحزب على الحدود مع إيران. وحزب الحياة الحرة لكردستان منبثق عن حزب العمال الكردستاني الانفصالي التركي الذي قصفت الطائرات التركية قواعده في المنطقة الكردية شمال العراق الأحد. وقالت إيران السبت - حسب مصادر وكالة أنباء «رويترز» - إن قواتها قتلت 30 من مقاتلي حزب الحياة الحرة لكردستان وأصابت 40 خلال قتال استمر عدة أيام. واستقبل الحرس الثوري بالريبة إعلان حزب الحياة الحرة لكردستان على موقعه الإلكتروني عن وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن الكولونيل حميد أحمدي قوله «نريد منهم مغادرة حدودنا.. وإلا فسيكون إعلان حزب الحياة الحرة لكردستان الإرهابي عن وقف إطلاق النار بلا أي معنى». وأضاف أن الإعلان غير واضح وناقص، وأردف أن الحزب سيعلن عن الانسحاب من الحدود الإيرانية دون أن يفصح عن كيف علم بهذه الخطوة مقدما. وأضاف «قد نرد.. إذا لم ينسحبوا من حدودنا».

وكان حزب الحياة الحرة (بيجاك) الكردي المعارض للنظام الإيراني قد أعلن استعداده لـ«وقف إطلاق النار» والدخول في مفاوضات مع إيران لمعالجة المشاكل بأسلوب ديمقراطي بدون أي تدخلات خارجية، حسب ما أفاد به بيان على موقع الحزب.

وجاء في البيان الذي نشر مساء الأحد، أنه «بناء على دعوة مجموعة من الأطراف والشخصيات التي توسطت لوقف الحرب بيننا وبين إيران وأدت دورها، وعلى أساس إيماننا بالحل الديمقراطي والسلمي قررنا إعلان وقف إطلاق النار إذا وافقت جمهورية إيران الإسلامية على هذا الموقف». وأضاف أن «هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 (09:00 تغ) من يوم 5 من سبتمبر (أيلول)» الحالي. وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أن وحدات من الحرس الثوري الإيراني قتلت 22 مقاتلا كرديا إيرانيا من حزب «بيجاك» في عمليات جديدة ضد هذه المجموعة الانفصالية الواقعة في المنطقة الحدودية مع العراق.

بدوره، أكد شيرزاد كمانجر المتحدث باسم حزب الحياة الحرة للصحافيين الاثنين، أن الحزب «قام بمبادرة لوقف إطلاق النار لمدة محددة للبدء في المفاوضات مع الجانب الإيراني لكي نستطيع معالجة المشاكل بيننا». ولم يكشف كمانجر عن رد فعل الجانب الإيراني.

وأشار حزب «بيجاك» في بيان له إلى أنه «في حال عدم استجابة إيران لوقف إطلاق النار فستكون جمهورية إيران الإسلامية مسؤولة عن أي ردود فعل وأوضاع جديدة تظهر نتيجة لذلك». وأضاف أن «قرارنا يخدم السلام والاستقرار والحل الديمقراطي».

إلى ذلك، أشار بيان «بيجاك» إلى أن «الأحداث الأخيرة تدل على أن الحرب لن تعالج مشاكلنا بل تعمقها أكثر، وأن الحل هو باتباع الأسلوب الديمقراطي لمعالجة المشاكل». كما شدد البيان على ضرورة معالجة الأزمة بعيدا عن التدخلات الخارجية، بالقول «نحن في (بيجاك) نؤمن بأن التدخل الخارجي لن يحل المشاكل وإنما سيؤزم الأوضاع أكثر». وتابع «كما نتمنى أن تتخذ إيران طريق السلام والديمقراطية في معالجة المسألة الكردية».

وأعلن مسؤولون محليون من كردستان العراق السبت عن استئناف الضربات الإيرانية في الأراضي العراقية، موضحين أن راعيا قتل ودمرت عدة منازل في المنطقة الحدودية. وكانت بغداد طلبت في يوليو (تموز) من إيران وقف عمليات القصف هذه، لكن الحرس الثوري الإيراني أكد أن العمليات ضد حزب «بيجاك» ستتواصل حتى ينشر العراق قواته على طول الحدود المشتركة لمنع تسلل المتمردين. وحزب «بيجاك» (حزب من أجل حياة حرة في كردستان) المرتبط بالحركة الانفصالية الكردية المسلحة في تركيا (حزب العمال الكردستاني)، يخوض مواجهات مسلحة مع القوات الإيرانية التي ترد بقصف المناطق الحدودية الجبلية في كردستان العراق حيث ينشط المقاتلون الانفصاليون.

وفي السياق ذاته، أعلنت مصادر عراقية كردية الاثنين مقتل امرأة وإصابة شخصين بجروح جراء القصف المدفعي الإيراني الذي وقع مساء الأحد على مناطق في إقليم كردستان العراق الشمالي في إطار استهداف عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك). وقال كرمانج عزت قائمقام قضاء سوران لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «امرأة قتلت وأصيب شخصان بجروح جراء القصف المدفعي الإيراني الذي استهدف مساء أول من أمس (الأحد)، عدة مناطق حدودية تابعة لناحية سيدكان» شمال مدينة أربيل (320 كلم شمال بغداد).

وأوضح أن «قصفا مدفعيا متقطعا استهدف مناطق قريبة من الحدود مع إيران، نحو التاسعة مساء أمس (06:00 تغ الأحد)»، مؤكدا أن «القصف تكرر مجددا صباح اليوم (أمس)» الاثنين. وأكد الطبيب مقصود إسماعيل مدير «مستشفى سوران» وفاة امرأة (هيمن صديق، 32 عاما) وجرح رجلين جراء القصف الإيراني. وشن الحرس الثوري الإيراني في 16 يوليو هجوما واسعا في المناطق الحدودية مع العراق ضد قواعد المتمردين الأكراد الإيرانيين في حزب «بيجاك».

وقد أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني الاثنين أن وحدات من الحرس الثوري الإيراني قتلت 22 مقاتلا كرديا إيرانيا من حزب «بيجاك» في عمليات جديدة ضد هذه المجموعة الانفصالية الواقعة في المنطقة الحدودية مع العراق.

وقال التلفزيون إن 27 مقاتلا آخر من «بيجاك»، أبرز حركة انفصالية مسلحة كردية إيرانية، قتلوا في هذه العمليات التي جرت في جبال زرادشت. وهذه العمليات التي أطلقت الجمعة ستتواصل «حتى القضاء على كل العناصر المناهضة للثورة، والإرهابية»، كما قال الكولونيل حميد أحمدي من الحرس الثوري بحسب ما نقل عنه التلفزيون. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية أعلنت السبت مقتل عنصرين من الحرس الثوري قبل ذلك بيوم في عمليات ضد «بيجاك». وأطلقت إيران في يوليو سلسلة عمليات من جانبها على الحدود لكن أيضا في الأراضي الكردية العراقية. وبحسب السلطات فإن عشرات المقاتلين من «بيجاك» قتلوا ودمرت عدة قواعد للمتمردين بينها ثلاث في الأراضي العراقية.