5 أحزاب مغربية تبدأ خطوات إنشاء «تحالف يساري» عريض

اتفقوا على عدم ترشيح منافسين لقادة التحالف

TT

تسعى 5 أحزاب يسارية مغربية إلى إعادة إحياء مشروع إنشاء «تكتل يساري» تم تجميده مند 4 سنوات، استعدادا للاستحقاقات المقبلة؛ حيث ستجرى انتخابات تشريعية يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأعلنت الأحزاب الخمسة، وهي: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب الاشتراكي، وحزب اليسار الأخضر، في بيان مشترك، عزمها «إحياء مبادرات التنسيق والعمل المشترك للدفع بمسلسل الإصلاح الشامل في المغرب، والمساهمة في تفعيل المضامين المتقدمة للدستور الجديد». وأضاف البيان أن الأحزاب الخمسة ترى أن التحولات النوعية التي يشهدها المغرب، والتي سرع من وتيرتها الحراك الاجتماعي الذي عرفته المنطقة العربية، أصبحت تفرض عليها ضرورة «العمل على توحيد قوى اليسار ككتلة منسجمة فكريا وسياسيا ومؤهلة لمعالجة القضايا الكبرى للبلاد بتبني مضامين الإصلاح الشامل، والمساهمة الفعلية في محاربة مظاهر الفساد بكل أشكاله، وتوفير الشروط الملائمة لكسب معركة القضاء على الفقر والبطالة والأمية والهشاشة والإقصاء».

وقال مصطفى عديشان، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية: إن قيادات الأحزاب الخمسة عقدت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية من أجل إرساء أسس التنسيق بينها. وأوضح عديشان لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات الأحزاب الخمسة عبرت عن إرادتها في وضع أسس دائمة وثابتة وغير مرتبطة بتقلبات الظروف السياسية للتنسيق والعمل المشترك. وأشار إلى تشكيل لجنة تشاورية دائمة بين الأحزاب الخمسة، وإطلاق مبادرة من أجل تنظيم ندوة تتمخض عن وضع أرضية للعمل المشترك بين الأحزاب اليسارية. وأضاف أن المشاركة في الندوة ستكون مفتوحة أمام باقي الأحزاب والتيارات اليسارية.

كان مشروع إنشاء «قطب يساري» قد طُرح عام 2008، عقب انتخابات 2007، التي عرفت تراجعا قويا في نتائج الأحزاب اليسارية، وضعفا كبيرا في المشاركة في الانتخابات. ونظمت في ذلك الوقت ندوة ضمت 7 أحزاب يسارية، منها: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي.. وإثر تلك الندوة تم إطلاق مبادرة سياسية من أجل العمل المشترك بين الأحزاب اليسارية السبعة التي شاركت فيها، غير أن هذا التنسيق سرعان ما توقف.

وعن سبب توقف تنسيق 2008، قال عديشان: «التوقف كان بسبب انشغال الأحزاب، في تلك الفترة، بعقد مؤتمراتها، ثم انخراطها في الإعداد لانتخابات 2009، لكن اليوم تغيرت الظروف، فهناك حراك اجتماعي، ودستور جديد، وتحولات كبيرة. وهناك اقتناع لدى القيادات بضرورة وضع أسس تنسيق محصنة من تقلبات الظرفية».

وحول الإعداد للانتخابات المقبلة، أشار عديشان إلى أن قيادات الأحزاب الاشتراكية الخمسة تحدثت عن هذا الموضوع خلال الاجتماعين السابقين، إلا أنها أكدت أن التنسيق يجب ألا يتم على أسس ظرفية.

وحول ما إذا كانت الأحزاب الخمسة تعتزم التقدم إلى الانتخابات بلوائح ومرشحين مشتركين، قال عديشان: «الوقت ما زال مبكرا للحديث عن مثل هذه المواقف؛ فتقديم مرشحين مشتركين يرتبط بما تتيحه القوانين الانتخابية، خاصة البنود التي تتعلق بالتحالفات الحزبية، التي لم تتضح بعدُ». غير أن عديشان أكد لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات الأحزاب الخمسة اتفقت على مجموعة من المبادئ المتعلقة بالانتخابات، خاصة مبدأ عدم مزاحمة الأمناء العامين للأحزاب اليسارية في الدوائر الانتخابية التي سيرشحون فيها.