مواجهات عنيفة بين الشرطة البريطانية واليمين المتطرف

اعتقال 60 شخصا في وقفات نظمها «مناهضون للإسلاميين»

عناصر اليمين المتطرف في بريطانيا يرفعون لافتات بشرق لندن أول من أمس تطالب الإسلاميين بحب بريطانيا أو مغادرتها (أ.ب)
TT

أعلنت الشرطة البريطانية أن ستين شخصا اعتقلوا في لندن أول من أمس بعد حوادث تسببت فيها مجموعة يمينية متطرفة نظمت تجمعا على الرغم من منع التظاهر الذي فرض بعد أعمال الشغب في البلاد في أغسطس (آب) الماضي.

وأعلنت الشرطة أولا اعتقال 16 شخصا «لجنح عدة، بينها مشاجرات، والإخلال بالنظام العام، والاعتداء على شرطي»، في حشد ضم ألف ناشط من رابطة الدفاع الإنجليزية.

واعتقل 44 شخصا في حي إيست لندن عندما نزل ناشطون في الرابطة من حافلة وتشاجروا مع شبان في الحي، كما ذكرت الشرطة في المساء. ورفع عناصر الجماعات العنصرية أعلام إسرائيل وأميركا ولافتات ضد بناء المساجد، وهتفوا هتافات معادية للإسلام وضد ما عدّوه «نمو الإسلام في بريطانيا».

ونظمت المظاهرة رابطة الدفاع الإنجليزية المعادية للإسلام ضد ما وصفته بانتشار الإسلام الراديكالي في بريطانيا، وبررت الرابطة اختيارها منطقة تاور هاملتس للتظاهر بسبب أنها اشتهرت سابقا على أنها الجمهورية البريطانية الإسلامية.

وحذرت الرابطة اليمينية من نمو ما سمته التطرف الأصولي دون رادع، وأبرزت الكثير من الحالات التي قالت إنها تبين كيف أصبحت تاور هاملتس ليست مجرد غيتو إسلامي، «ولكن هو مكان للإسلام الراديكالي ومنه تنطلق الدعوات على نحو متزايد للأسلمة».

وزعمت الرابطة المتطرفة أن هناك ازديادا في محاكم الشريعة التي قالت إنها تتعارض مع المبادئ الأساسية للديمقراطية، التي بموجبها يتم التعامل مع غير المسلمين والنساء كمواطنين من الدرجة الثانية، وأكدت أنه يجب وقف قوانين الشريعة الإسلامية في بريطانيا.

وقال زعيم الرابطة ستيفن لينون في خطاب أمام الحشد في الدغيت في إيست لندن إنه لم يحترم أمرا بالتقدم إلى الشرطة أول من أمس بموجب قرار قضائي مرتبط بإدانته لأعمال شغب وقعت خلال مباريات لكرة القدم. وأضاف أن «النتيجة المرجحة هي أنهم سيودعونني السجن»، مؤكدا أنه مستعد لمخالفة أي قيود تفرض على «حقوقه الديمقراطية في الاعتراض على النشاط الإسلامي في بريطانيا».

وتجمع نحو 1500 من المتظاهرين «المناهضين للفاشية» قرب تجمع اليمين المتطرف في حي وايتشابل، بينما يراقب نحو ثلاثة آلاف شرطي المظاهرتين في هذا القطاع الذي يضم عددا كبيرا من الأقليات الإثنية. وأصيب صحافيان وجرح آخر خلال اشتباكات بين الشرطة البريطانية وعناصر جماعات يمينية متطرفة ظهر أول من أمس في تاور هاملتس شرق لندن، وذلك عندما تصدت الشرطة لمئات من الجماعات اليمينية، الذين حاولوا اختراق حواجز الشرطة بعد أن هاجموا الصحافيين بمواد حارقة ومقذوفات.

في المقابل شارك نحو ألفي شخص من المناهضين للفاشية يتقدمهم رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود وبوذيون وسيخ وعدد من رؤساء المنظمات السياسية والنقابات، وممثلون عن مؤسسات المجتمع المحلي والاتحادات النسوية والطلابية في مظاهرة استنكرت عنصرية رابطة الدفاع الإنجليزية والحزب القومي البريطاني، وطالبت بحظر نشاط الرابطة المتطرفة». واستجابت وزيرة الداخلية تريزا مايو لطلب شرطة لندن لفرض حظر شامل على جميع المسيرات لمدة شهر في ست مناطق من لندن، وهي تاور هاملتس ونيوهام وهاكني وإيسلنغتون ووالتهام فورست وستي لندن».