بان كي مون: فات الأوان لاتخاذ إجراءات حاسمة للأسد مع استمرار القتل

7 قتلى في حمص.. وتشييع يتحول إلى مظاهرة في حلب

مظاهرات في الرستن في ريف حمص أمس في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت»
TT

فتحت القوات السورية النيران على مدنيين في الرستن بريف حمص، وقتلت شخصين بينهما صبي يبلغ من العمر 15 عاما، بينما عثر على جثث 5 أشخاص بينهم امرأة، في وسط حمص، بحسب ما أكد ناشطون، أمس.

وجاء ذلك في وقت حث فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، العالم لكي يتحرك لوقف العنف في سوريا. وفي أقوى تصريح له حتى الآن ضد النظام السوري، قال بان كي مون في كلمة ألقاها في نيوزيلندا خلال حضوره اجتماعا لقادة تحالف المحيط الهادي، إن على الرئيس السوري، بشار الأسد، أن يأخذ «إجراءات شجاعة وحاسمة قبل فوات الأوان». ولكنه أضاف لاحقا، بحسب ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس»: «لقد فات الأوان أصلا، في الواقع.. إذا أخذ الأمر أياما أكثر، فإن عدد القتلى سيرتفع».

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 2200 شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الانتفاضة منتصف مارس (آذار) الماضي. ورغم عدم دعوته إلى تدخل عسكري دولي لوقف العنف ضد المدنيين في سوريا، فقد شدد على أن الوقت حان لأعضاء الأمم المتحدة للتوحد واتخاذ «خطوات متماسكة». وقال بان كي مون إن آمال الشعب السوري يجب أن «تحترم وأن تلقى آذانا مصغية».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد تحدث إلى الأسد عبر الهاتف في 17 أغسطس (آب) الماضي، وعبر عن قلقه البالغ من استخدام الأمن للعنف المفرط ضد المدنيين. وتوقف الأسد لمدة عن تلقي اتصالات بان كي مون، وقال له في آخر اتصال إن العمليات العسكرية توقفت.

وفي سوريا، استمر العنف ضد المدنيين، وقالت لجان التنسيق المحلية إنه جرى إطلاق نار عند أحد الحواجز في الرستن، أدى إلى مقتل كل من عدنان فرزات (29 عاما)، وزكريا فرزات (15 عاما)، وسقوط أكثر من 11 جريحا.

وعثر على جثث 5 أشخاص في حمص في أعقاب إطلاق النار الكثيف من قبل قوات الأمن ضد احتجاجات نظمت ليلة أمس في عدة مناطق بالمحافظة. وفي ضاحية زملكا في العاصمة دمشق، تلقت أسرة جثة أحد أبنائها الذي أصيب وألقي القبض عليه يوم الجمعة الماضي خلال احتجاج مناهض للحكومة في المنطقة.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تسلم «ذوي مواطن أصيب في زملكا بجراح إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق مظاهرة الجمعة، جثمانه الذي سيشيع اليوم». ولفت المرصد إلى أن الشاب «تم إسعافه بعد إصابته بنقله إلى مشفى الفاتح في كفر بطنا، إلا أن عناصر الأمن داهمت المشفى واعتقلته».

ومن جهة ثانية، نقل المرصد عن معارض وسجين سياسي سابق من مدينة حمص أن جثامين 5 مواطنين بينهم سيدة عثر عليها صباح أمس في سوق الحشيش وحمام الباشا، ونقلت الجثامين إلى المشفى الوطني في المدينة، مشيرا إلى أنهم «مجهولو الهوية».

وفي الزبداني (ريف دمشق)، ذكر المرصد أن «أجهزة الأمن نفذت مساء أمس حملة مداهمة واعتقالات أسفرت عن اعتقال 9 أشخاص، كما اعتقلت قوات الأمن فجر اليوم في مدينة داريا 5 نشطاء».

وأفاد بأن «مظاهرات ليلية خرجت أمس في عدة أحياء من حمص كما في البياضة والخالدية وجورة الشياح والغوطة وشارع الملعب وباب عمرو»، مشيرا إلى أن «الأمن أطلق النار على متظاهرين في حي القرابيص». ولفت إلى أن «إطلاق الرصاص لم يتوقف في أحياء أخرى من المدينة». وأضاف المرصد: «كما خرجت مظاهرات ليلية في مدن الرستن وتلبيسة والقصير والحولة»، التي تقع في ريف حمص.

وفي نوى بدرعا، نفذت القوات الأمنية حملة مداهمات لمنازل من شاركوا في مظاهرة أول من أمس، واعتقلت العديد من السكان. كما تم إحراق أكثر من 20 دراجة نارية من قبل عناصر الجيش والأمن لاستفزاز الأهالي. كذلك، نفذ الأمن حملة مداهمات للمنازل واعتقالات عشوائية في الزبداني بريف دمشق، وفي اللاذقية، حيث اعتقل العشرات في حي مسبح الشعب قرب المسمكة. وفي دير الزور، اعتقل الناشط الحقوقي وعضو إعلان دمشق، عادل الحفية، أمس، من قبل قوات أمنية، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة. وفي حماه، نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في منطقة الحاضر، ووصلت تعزيزات أمنية وسيارات عسكرية محملة بجنود مسلحين إلى الأمن العسكري.

وفي حلب، قالت لجان التنسيق المحلية إن الآلاف خرجوا في تشييع الشيخ إبراهيم سلقيني من الجامع الكبير، وسرعان ما تحول التشييع إلى مظاهرة هتفت بإسقاط النظام. وأضافت اللجان أن عددا كبيرا من الأهالي انضم لتشييع الشيخ سلقيني، وعندما وصل المشيعون إلى المقبرة «باشر (الشبيحة) بمهاجمة جموع المتظاهرين خارج المقبرة، في حين قام الأمن باعتقال عدد كبير من المشيعين والاعتداء عليهم». وفي دمشق، خرج المئات في برزه ينادون برحيل الأسد رغم الوجود الأمني الكثيف.

ويأتي ذلك غداة مقتل 13 شخصا في سوريا، بينهم 12 في حمص وريفها (وسط) خلال عمليات أمنية، بينما اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماه (وسط) وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة، حسب ما أفاد ناشطون حقوقيون.