الأميركون يسابقون الزمن لثني الفلسطينيين عن مجلس الأمن.. وعريقات: لا تراجع

كلينتون طلبت من أبو مازن التعاون.. وبلير التقاه.. وهيل يلتقيه اليوم

TT

قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إنه لا تعارض أو تناقض بين العودة إلى طاولة المفاوضات وطلب عضوية الدولة في مجلس الأمن في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي. وأضاف عريقات في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لا تناقض بين الأمرين، فالمسألة ليس إما هذا أو ذاك».

وجاء حديث عريقات تعقيبا على محاولات أميركية وأوروبية وصفت بأنها محاولات الفرصة الأخيرة للاتفاق على استئناف مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قبل التوجه إلى مجلس الأمن طلبا للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في مسعى لثني الفلسطينيين عن هذه الخطوة.

وتلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أول من أمس في وقت متأخر، اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بينما التقى مبعوث الرباعية الدولية توني بلير أمس، في ما يفترض أن يتلقي اليوم في مقر الرئاسة في رام الله ديفيد هيل القائم بأعمال المبعوث الأميركي لعملية السلام، ومسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دينيس روس، على أن يلتقي مفوضة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون خلال أيام.

واستقبل أبو مازن بلير في رام الله، بعد لقاء الأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، وهكذا سيفعل هيل وروس اليوم.

وتأتي المحاولات الأميركية والأوروبية الأخيرة لإطلاق المفاوضات، على الرغم من أن التقديرات في تل أبيب وواشنطن تشير إلى أن فرص التوصل إلى بيان يكون مقبولا على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ضئيلة جدا، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر أميركي لم تسمه، رجح أنه حتى في حال صدور بيان للجنة الرباعية متفق عليه، فإن ذلك لن يثني السلطة عن التوجه للأمم المتحدة.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن بلير والوفد الأميركي على تنسيق تام على الرغم من أن لقاءات الطرفين تعقد على حدة، وهدفهما هو بلورة بيان للرباعية بموافقة السلطة وإسرائيل يدعو لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. وليس معروفا كيف ستكون نتائج لقاءات أبو مازن بالمسؤولين الأميركيين الذين جاءوا يحملون معارضة صريحة للتحرك نحو مجلس الأمن، ويفترض أنهم يحملون مقترحات لاستئناف المفاوضات، بعد مكالمة كلينتون التي طلبت من أبو مازن التعاون مع الإدارة الأميركية.

وقال عريقات إن «كلينتون لم تتطرق إلى التفاصيل، لكنها طلبت التعاون، ولا نعرف إذا كان هيل وروس يحملان أي مقترحات أو مواقف جديدة، سنرى ذلك غدا (اليوم)».

وردا على سؤال ما إذا كان أي مقترح مقبول يحمله المبعوثان الأميركيان، يعني التراجع عن الذهاب إلى مجلس الأمن، قال عريقات «العودة للمفاوضات إذا ما قبلت إسرائيل بالمرجعيات ووقف الاستيطان لا تتعارض مع التوجه إلى المجلس الأمن».

وأردف «قلت لكم قبل ذلك إن قطارنا على أبواب نيويورك، والآن أقول إنه وصل نيويورك، ولا تراجع أبدا». ودعت منظمة التحرير الفلسطينية أمس، كافة الأحزاب والاتحادات الشعبية والمنظمات الأهلية والأمة العربية وقواها السياسية والاجتماعية إلى دعم التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة. وقالت في بيان إن المنظمة وجهت رسائل إلى كافة الأحزاب والاتحادات الشعبية والمنظمات الأهلية العربية، دعت فيها جماهير الأمة العربية وقواها السياسية والاجتماعية إلى التحرك الداعم للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة في سبتمبر لقبول عضوية فلسطين فيها على قدم المساواة مع بقية دول وشعوب الأرض. وحثت «جماهير الأمة العربية وقواها» إلى مساندة جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات بالمشاركة في الفعاليات والنشاطات التي ستنطلق وفق برنامج تحدده القوى والجهات، كل حسب ظرفه. وكان أبو مازن طلب تحركا شعبيا مساندا، وأكده مرة أخرى أمس. وفي ذات السياق، أظهر استطلاع للرأي جرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، معارضة شعبية لأي قرار محتمل قد يتخذه الرئيس محمود عباس بالتراجع عن الذهاب إلى مجلس الأمن، بينما توقع أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع أن تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة.

وبين الاستطلاع الذي نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، نسبة عالية من الفلسطينيين الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة كلاعب سلبي في جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما فضلت غالبية المستطلعين العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل.

وقال الدكتور نبيل كوكالي، رئيس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، إن أغلبية الجمهور الفلسطيني الذين تصل نسبتهم نحو (53.0%) يعارضون أي قرار يمكن أن يتخذه الرئيس أبو مازن بالتراجع عن الذهاب إلى الأمم المتحدة. وبين كوكالي أن هناك جدلا بين مؤيدي ومعارضي القرار الفلسطيني بالتوجه للمنظمة الدولية لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ففي حين يرى 59.3% من المستطلعين بضرورة العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل للوصول إلى سلام دائم معهم ثم الذهاب إلى الأمم المتحدة، فإن 35.0% يؤيدون الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون توقيع اتفاقية سلام مع الإسرائيليين. ويعتقد 49.2% من المستطلعة آراؤهم، أن على الرئيس أبو مازن أن يبذل جهدا أكبر للحصول على الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الشهر، وقال 26.5% إنه عمل ما فيه الكفاية، بينما أجاب 16.9%، بـ«أنه لا يعمل على الإطلاق»، وامتنع 7.4% عن إجابة هذا السؤال.