اليمن: وزارة الدفاع تحذر من المساس بـ«الشرعية الدستورية».. واستمرار الحشود العسكرية في صنعاء

مقتل 4 جنود و10 مسلحين من «القاعدة» في مواجهات بجنوب البلاد

متظاهرون يمنيون يرفعون شارات النصر ويهتفون ضد حكم الرئيس اليمني الذي امتد لـ 33 عاما في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

حذر نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن عبد ربه منصور هادي من خطورة الأوضاع التي يمر بها اليمن، مع التصعيد الشعبي الذي تقوده المعارضة للإطاحة بنظام الحكم، في الوقت الذي قالت فيه القوات المسلحة الموالية للرئيس علي عبد الله صالح إنها ستردع كل من يعتدي على «الشرعية الدستورية».

ووقفت اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، أمس، أمام تكليف الرئيس صالح بمناقشة آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية والحوار مع أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك».

وقال هادي خلال ترؤسه للاجتماع إن «التصعيد الأخير أخذ يزيد الأزمة اشتعالا وخطورة إضافية في غاية بالغة من الإزعاج والتخوف»، وإن «الوطن اليوم يعيش محنة حقيقية طالت الجميع دون استثناء وباتت هذه الأزمة تؤرق الكبير والصغير»، وفي وقت لم تتمكن فيه اللجنة من الخروج برؤية أو قرارات بشأن الآلية وأقرت استمرار اجتماعها اليوم.

وإزاء هذا الاجتماع والحوار معها، قالت أحزاب «اللقاء المشترك» إن موقفها واضح من المبادرة الخليجية وإنها وقعت على المبادرة الخليجية، وإن «الذي حال ويحول دون تنفيذ المبادرة الخليجية منذ توقيعها في مايو (أيار) الماضي، حتى اليوم، هو عدم توقيع علي عبد الله صالح عليها».

وفي سياق التحركات الدبلوماسية الغربية للتوصل إلى تسوية للوضع في اليمن، التقى وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، الذي نفى بظهوره أنباء استقالته من منصبه، أمس، بالسفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين الذي عاد مؤخرا إلى اليمن، وحسب مصادر رسمية فإن «اللقاء» بحث «آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية والسبل الكفيلة بحل الأزمة السياسية»، وعاد، اليومين الماضيين، إلى صنعاء سفراء أميركا وعدد من الدول الغربية الذين كانوا غادروها مؤخرا بعد أن سدت أفق التوصل إلى تسوية سياسية.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر صحافية مقربة من القائد العسكري المؤيد للثورة، اللواء علي محسن الأحمر إن دبلوماسيين خليجيين كشفوا أن اللقاء الذي جمعهم بوزير الخارجية الدكتور القربي قبل بضعة أيام، شابه الفتور ولم يناقش السفراء موضوع المبادرة الخليجية مع الوزير اليمني واكتفوا بالاستماع فقط، وذكرت يومية «أخبار اليوم» المقربة من علي محسن الأحمر أن السفراء الخليجيين عبروا عن استغرابهم لتكليف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لقيادة حزبه الحاكم بمناقشة ووضع آلية تنفيذية للمبادرة قبل أن يوقع عليها.

وفي صنعاء، استمر التصعيد الأمني والعسكري، كما استمرت الحشود العسكرية المتبادلة من قبل القوات الموالية للنظام في الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وأيضا من قبل القوات العسكرية المؤيدة للثورة، وكذا من قبل القبائل التابعة لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، حيث أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الأخيرة نشرت المئات من المسلحين في حي الحصبة الذي يعد مقرها الرئيسي والذي تسيطر عليه، وأن المسلحين معززون بآليات عسكرية متنوعة.

وفي الطرف الآخر، قامت قوات الحرس الجمهوري بقطع الكثير من الطرقات المؤدية إلى حي الحصبة و«ساحة التغيير« بالخرسانات والأتربة والمتاريس، كما نشرت المزيد من الجنود والآليات العسكرية المدرعة الثقيلة.

من جانبها، حذرت وزارة الدفاع اليمنية والقوات المسلحة التي ما زالت موالية للرئيس صالح من الاعتداء على «الشرعية الدستورية»، وأصدرت الوزارة بيانا قالت فيه إن «القوات المسلحة بكل وحداتها وجميع منتسبيها وقوات الأمن حريصة كل الحرص على استتباب الأمن والاستقرار في كل المحافظات والمديريات، كما أنها حريصة على أمن المواطنين وعدم السماح لتعرضهم لأي اعتداء من قبل أي كان».

ونفت وزارة الدفاع اليمنية وجود نية لدى قواتها المسلحة في الاعتداء على أية منطقة من مناطق البلاد أو أي مواطن «كما تروج له بعض الأبواق المأجورة والمهزومة وتحاول الإساءة إلى القوات المسلحة والأمن وتشويه صورة منتسبيها الأبطال وخلق حالة من العداء بينهم وبين المواطنين تحقيقا لأهداف سياسية مشبوهة ومفضوحة»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر في الوزارة قوله إن القوات المسلحة والأمن «ومعها كل المواطنين الشرفاء من أبناء شعبنا اليمني ستردع كل من سيعتدي على الشرعية الدستورية أو على المواطنين الأبرياء أو يتعرض للممتلكات العامة والخاصة أو يعتدي على المعسكرات وأفراد القوات المسلحة والأمن في أي مدينة أو منطقة أو قرية، ولن تقف مكتوفة الأيدي وستتصدى بكل بسالة وشجاعة وحزم وقوة لكل من يحاول إقلاق الأمن والسكينة العامة للمجتمع».