أميركا وباكستان تتعاونان في اعتقال زعيم كبير بـ«القاعدة»

مطلوب للأمن الموريتاني.. وبن لادن طلب منه ضرب الاقتصاد الأوروبي

يونس الموريتاني (رويترز)
TT

قالت باكستان أول من أمس إنها اعتقلت عضوا كبيرا في تنظيم القاعدة بمساعدة من الولايات المتحدة، مما يوجه ضربة جديدة للتنظيم الإسلامي المتشدد ويدفع الدولتين للتأكيد على أنهما يعملان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب.

ويشير اعتقال يونس الموريتاني في مدينة كويتا بجنوب غربي باكستان وتصريحات بشأن تعاون مخابراتي إلى أن الولايات المتحدة وباكستان نحيا جانبا خلافاتهما الناجمة عن الهجوم الأحادي الذي نفذته قوات أميركية في باكستان وقتلت خلاله زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2 مايو (أيار) الماضي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «هذا مثال لعلاقة الشراكة المستمرة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة وباكستان في محاربة الإرهاب، التي أخرجت كثيرا من الإرهابيين من ميدان المعركة خلال السنوات العشر الأخيرة». وأضاف في بيان صدر في ديترويت حيث كان الرئيس باراك أوباما في زيارة لإلقاء كلمة بمناسبة عيد العمال: «نشيد بالعمل الذي قامت به أجهزة المخابرات والأمن الباكستانية والذي أدى إلى القبض على القيادي الكبير في (القاعدة) الذي شارك في التخطيط لهجمات على مصالح الولايات المتحدة وكثير من الدول الأخرى».

وقال الجيش الباكستاني في بيان إن بن لادن طلب من يونس الموريتاني التركيز على أهداف ذات أهمية اقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، وأضاف: «كان يخطط لاستهداف مصالح اقتصادية منها أنابيب غاز ونفط وسدود لتوليد الكهرباء وضرب سفن وناقلات نفط بزوارق سريعة محملة بالمتفجرات في المياه الدولية».

وفي حين أن وضعه الدقيق داخل «القاعدة» ليس واضحا، إلا أن مسؤولي مخابرات غربيين قالوا العام الماضي إن الموريتاني شارك في مؤامرات لمهاجمة أهداف متعددة في أوروبا في صيف عام 2010.

وفسر المعلقون الباكستانيون اعتقال الموريتاني واثنين آخرين من كبار أعضاء «القاعدة» بأنه إنجاز مهم بعد شهور من العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وباكستان. وقال المحلل الأمني الباكستاني امتياز جول إن ذلك يشير إلى إعادة التعاون المخابراتي بين جهاز المخابرات الباكستانية والمخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وقال: «هذا ما يتطلبه الموقف.. العلاقات الباكستانية - الأميركية تدور بالكامل حول المخابرات المركزية الأميركية وجهاز المخابرات الباكستاني».

وقالت مصادر موريتانية مطلعة إن قيادي تنظيم القاعدة الذي اعتقل الاثنين في باكستان مطلوب للأجهزة الأمنية الموريتانية منذ عام 2005.

وأوضحت المصادر أن أبو يونس الموريتاني هو «عبد الرحمن ولد محمد الحسين»، 35 عاما، من مواليد مدينة «أبي تلمي»، التي تبعد 150 كيلومترا إلى الشرق من نواكشوط، وشارك في عمليات جهادية وقتالية إلى جانب حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.

وبحسب المصادر، فإن عبد الرحمن ولد محمد الحسين» واسمه المعروف به هو «الحاج ولد عبد القادر» كان قد شارك في هجوم على قاعدة للجيش الموريتاني في 4 يونيو (حزيران) عام 2005 تبنته الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال التي تحولت لاحقا إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وقتل فيه 17 عسكريا موريتانيا.

وكان أبو يونس الموريتاني مكلفا من قبل أسامة بن لادن زعيم التنظيم الذي قتلته القوات الأميركية، للتخطيط لهجمات في أوروبا والولايات المتحدة.

وسبق للأمن الموريتاني أن نشر صورة له في أبريل (نيسان) 2008 إثر تفكيك فرع محلي لـ«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في نواكشوط.

وقال الجيش الباكستاني الذي كان قد اتخذ خطوات للحد من أنشطة المخابرات المركزية الأميركية بعد الحرج الذي تعرض له جراء الغارة التي قتلت بن لادن إن الاعتقالات التي جرت في كويتا نفذت بمساعدة فنية من المخابرات الأميركية. وأضاف: «تواصل أجهزة المخابرات الباكستانية والأميركية العمل بشكل وثيق لتعزيز أمن بلديهما.