مصدر رسمي لـ «الشرق الأوسط»: أبناء القذافي ضيوف الجزائر وسيبقون لفترة

أنباء عن وجود عائلة العقيد الليبي في إقامة رئاسية غرب العاصمة الجزائرية

TT

يثير وجود زوجة العقيد الليبي معمر القذافي وأبنائه الثلاثة في الجزائر، جدلا مع استمرار ضغط المسؤولين الجدد في ليبيا للمطالبة بإعادتهم بغرض محاكمتهم. وتضاربت المعلومات حول مكان وجودهم، إذ هناك من يقول بأنهم في إقامة عسكرية في أقرب مدينة حدودية، ومصادر أخرى تتحدث عن وجودهم في إقامة رئاسية غرب العاصمة.

يتعاطى الشارع الجزائري هذه الأيام، مع قضية لجوء أفراد من عائلة القذافي إلى الجزائر. وقد تضاربت الأنباء بخصوص مكان وجودهم وحول مصيرهم، ومدى استعداد الحكومة لنقلهم إلى بلد آخر يريد احتضانهم. والأكيد أن أفراد أسرة القذافي، ضيوف لم تكن الجزائر تتمنى استقبالهم بسبب المشاكل التي تعرضت لها جراء الأزمة في ليبيا.

ويقول مصدر رسمي مطلع عن ظروف دخول عائلة القذافي لـ«الشرق الأوسط»، إن زوجة القذافي صفية ونجليه محمد وهانيبال وابنته عائشة، «فاجأونا باقترابهم من المركز الحدودي، وطلبوا إذنا بالدخول واستدعى ذلك اجتماعا سريعا لأبرز المسؤولين في البلاد، وتمت الموافقة على السماح لهم بالدخول». وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «كنا نعلم أن القرار سيجلب لنا مزيدا من الضغط، ولكن هناك جزئية هامة في هذه القصة، وهي أن قطاعا من قيادات المجلس الوطني الانتقالي الليبي، باركوا الخطوة، وأكدوا لنا أنهم كانوا سيعارضونها لو تعلق الأمر بالقذافي أو نجله سيف الإسلام».

وحول مكان وجودهم، ذكر المصدر «أنهم لا يزالون في المنطقة الحدودية، وسوف يبقون هناك لفترة». وحرص المصدر على التأكيد أن الجزائر لن تسلمهم كما يطالب قياديون من «الانتقالي». وأضاف: «قلنا منذ البداية، إن استضافتهم مرتبطة بظروف إنسانية». وراجت أخبار غير مؤكدة عن استعداد الحكومة الجزائرية لنقلهم إلى بلد يرغب في منحهم اللجوء. وحول ذلك قال المصدر: «حتى الآن لم يصلنا طلب من هذا النوع، وهم الآن ضيوفنا وسيبقون كذلك متى استلزم ذلك من وقت».

وذكرت مصادر من جنوب البلاد، أن أسرة القذافي توجد حاليا في إقامة داخل ثكنة عسكرية منذ دخولها صباح 29 أغسطس (آب) الماضي. وقد تم نقل زوجة القذافي صفية ونجليه محمد وهانيبال وزوجتيهما وأبنائهما، إلى الإقامة في البداية. أما عائشة فقد نقلت إلى عيادة حكومية حيث وضعت مولودا. والتحقت بباقي أفراد الأسرة بعد أربعة أيام.

وتردد أمس في العاصمة، أن طائرة عسكرية تحمل عائلة القذافي حطت بمطار بوفاريك العسكري (40 كلم جنوب العاصمة). ومنه انطلق موكب سيارات يقل «الضيوف»، نحو موقع سكني مخصص للرؤساء والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، يوجد في الضاحية الغربية للعاصمة. ويرجح، في حال تأكد نقلهم إلى العاصمة، بأنهم يوجدون في إقامة زرالدة التي توجد وسط غابة شاسعة تحتضن العشرات من الفيلات، وتؤوي في الغالب رؤساء الدول. في حين تحدثت مصادر أخرى، عن احتمال نقلهم إلى «نادي الصنوبر»، وهو منتجع سياحي سيشهد غدا انطلاق مؤتمر جهوي يبحث تهديدات الإرهاب في الساحل، وتداعيات أزمة ليبيا على المنطقة. وتشهد الإقامات الرئاسية الواقعة في معظمها غرب العاصمة، تعزيزات أمنية غير عادية منذ أسبوع، ما أوحى بأن ظرفا استثنائيا يميز المنطقة.

وقال جمعة القماطي ممثل «الانتقالي» لدى بريطانيا، أمس للموقع الإخباري «كل شيء عن الجزائر»، إن قرار استضافة عدد من أفراد عائلة القذافي «تصرف سلبي للغاية، وفي حال اتخاذ قرار آخر شبيه سوف نقرأه على أنه عمل عدائي ضد الشعب الليبي». وأوضح أنه يمكن أن يتفهم استقبال صفية وعائشة وأحفاد القذافي وأصهاره «ولكن الأمر مختلف مع محمد وهانيبال».