إيران تتراجع عن تصريحاتها بشأن السماح للوكالة الدولية بتفتيش منشآتها

طهران تقدم شكوى ضد روسيا في العدل الدولية.. وتصف تصريحات ساركوزي حول برنامجها النووي بـ«السطحية» و«الفجة»

TT

بعد يوم واحد من إعلان استعدادها لمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحق في الإشراف الكامل على منشآتها النووية إذا ما رفعت الأمم المتحدة العقوبات المفروضة عليها، تراجعت طهران عن موقفها، حيث أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أمس، أن بلاده «لن تقدم المزيد من الالتزامات». وبينما أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن بلاده وروسيا ستدشنان الأسبوع المقبل محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران، أعلنت الجمهورية الإسلامية أنها قررت تقديم شكوى ضد موسكو بسبب ما اعتبرته تراجعا عن تنفيذ اتفاقيه تسليم مجموعه صواريخ «إس 300» البالستية إليها، كما وجهت انتقادات حادة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووصفت تصريحاته المناوئة لها بأنها «سطحية» و«فجة».

وكانت تصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباس دواني أول من أمس لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) قد أثارت تكهنات باحتمال موافقة إيران في هذه الحالة على البروتوكول الإضافي للوكالة، والذي يتيح لمفتشي الهيئة الأممية إجراء عمليات تفتيش مفاجئة لكل المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية.

إلا أن عباسي قال أمس لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أيضا: «لا، تعاوننا مع الوكالة سيكون وفق المعايير العادية (وليس البروتوكول الإضافي) ولن نقبل بأي التزامات إضافية».

تجدر الإشارة إلى أن تعاون إيران مع الوكالة يتم حاليا على أساس معاهدة حظر الانتشار النووي، وليس البروتوكول الإضافي، ولذلك فإن عمليات التفتيش الدولية تكون محدودة وبتنسيق مسبق مع طهران.

وحتى الآن، أصدر مجلس الأمن الدولي أربعة قرارات بفرض عقوبات بحق إيران لرفضها الانصياع لطلبات الأمم المتحدة لتعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

وكان عباسي قد طالب الوكالة بتجاهل الاتهامات المبنية على معلومات استخباراتية غربية بأن إيران تطور برنامجا سريا لتصنيع أسلحة نووية، ووصف هذه الاتهامات بأنها «زائفة».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده وروسيا ستدشنان الأسبوع المقبل محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران. وقال صالحي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): «تجري إيران وروسيا الافتتاح التمهيدي لمحطة بوشهر الاثنين المقبل 12 سبتمبر (أيلول)»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف الوزير الإيراني أن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو سيحضر الاحتفال، وربما أيضا رئيس المنظمة الروسية للطاقة الذرية.

وأوضح صالحي أنه سيتم ربط أول محطة نووية في إيران بشبكة الكهرباء الوطنية الاثنين المقبل، ولكن بنسبة 40 في المائة فقط من قدرتها الإنتاجية التي تصل إلى ألف ميغاوات.

وتعمل المحطة النووية الإيرانية الروسية المشتركة في مدينة بوشهر على الخليج بوقود نووي روسي الصنع وسوف يتم إعادة المخلفات النووية إلى روسيا.