هولندا: قراصنة يزورون تراخيص أمنية ويتجسسون على مستخدمي الإنترنت في إيران

طهران تغلق مطبوعتين إصلاحيتين لنشر دعاية مناهضة للنظام

TT

كشف تقرير قدمته الحكومة الهولندية، نُشر أمس، عن أن نحو 300 ألف مستخدم للإنترنت في إيران تعرضوا للتجسس الشهر الماضي من قبل متسلل واحد أو عدد من المتسللين الذين سرقوا شهادات أمن مواقع الإنترنت من شركة تكنولوجيا معلومات هولندية. وأوضح أن قراصنة معلوماتية زوروا 531 ترخيصا أمنيا عبر الإنترنت بواسطة الشركة الهولندية التي تسلم هذه التراخيص، وذلك بهدف «اعتراض محادثات خاصة في إيران».

وقالت شركة تكنولوجيا المعلومات الهولندية «فوكس آي تي» التي كتبت التقرير: إنه باستخدام شهادة مسروقة رصد القراصنة الأشخاص الذين زاروا موقع «غوغل» وسرقوا كلمات المرور الخاصة بهم وتمكنوا من الدخول على خدمات أخرى مثل موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وتضمن شهادات أمن الإنترنت للمتصفح الاتصال الآمن بأي موقع على الشبكة، لكن شهادة مسروقة تمكن القراصنة من أن يصوروا للمتصفح أنه متصل بأي موقع بشكل آمن دون أن يعرف أنه مراقب.

والتقرير الذي أرسله وزير الداخلية الهولندي هنك دونر للبرلمان الهولندي أكد بيانا أصدرته «غوغل»، الأسبوع الماضي، عندما قالت إنها تلقت تقارير عن هجمات على مستخدمي «غوغل» وإن «الأشخاص المتضررين كانوا في إيران في المقام الأول».

وقالت شركة «فوكس آي تي»: «إن قائمة النطاقات وحقيقة أن 99% من المستخدمين في إيران تشير إلى أن هدف المتسللين اعتراض الاتصالات الخاصة في إيران».

وقال أفشين إليان، الذي فر من إيران في الثمانينات، وهو أستاذ بكلية القانون في جامعة ليدن: إن شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل «تويتر» و«يوتيوب» استخدمت خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009، وإن السلطات الإيرانية تحاول محاربة المعارضة على شبكة الإنترنت.

وقال إليان على مدونته على موقع مجلة «السفير» الهولندية على الإنترنت: «تريد طهران أن تكون على علم بأنشطة المعارضة داخل إيران وخارجها. باستخدام تلك المعلومات يمكن العمل بقوة ضد المعارضة».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال مسؤول أميركي: إن هناك مؤشرات على أن إيران كانت تساعد سوريا في إخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة بتقديم المشورة بشأن مراقبة ومنع استخدام الإنترنت.

وقال دونر للصحافيين إنه لم يتمكن من تأكيد أن الشهادات التي سرقت من شركة «ديجنوتار» الهولندية لتكنولوجيا المعلومات اخترقت من قبل السلطات الإيرانية.

وأضاف دونر: «الشيء الوحيد الذي توصلنا إليه هو أن الناس الذين شكوا كانوا في إيران».

وقالت الحكومة الهولندية، الأحد: إن مواقع الدولة الهولندية على الإنترنت لم تعد آمنة بعد الهجوم على شركة «ديجنوتار»، وإن الحكومة تحقق فيما إذا كان اختراق المواقع عن طريق إيران.

وقالت شركة «فوكس آي تي»: إن المتسلل أو المتسللين زوروا أيضا شهادات أمن لموقع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على شبكة الإنترنت ووكالة المخابرات المركزية الأميركية وجهاز المخابرات البريطاني ومواقع أخرى مثل موقع «إيه أو إل» وموقع «مايكروسوفت».

إلى ذلك، حظرت اللجنة المكلفة بمراقبة الصحافة في إيران، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، لمدة شهرين، صدور صحيفة «روزغار» (الزمان)، إحدى أبرز الصحف الإصلاحية، لنشرها «دعاية» مناهضة للنظام و«أسرار دولة»، كما أعلن مكتب مدعي طهران، كما حظرت صحيفة ثانية لسماحها بتحولها إلى ساحة لنقاش الإصلاحيين حول المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وذكرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أنه «تم حظر صدور الصحيفة لنشرها دعاية ضد النظام وأسرار دولة»، من دون أي توضيح آخر، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وظهرت «روزغار» في أكشاك بيع الصحف في 3 فبراير (شباط) 2010، منضمة بذلك إلى نحو 6 صحف إصلاحية تناضل من أجل استمرارها في بيئة غير ملائمة لوسائل الإعلام في الجمهورية الإسلامية.

كانت الصحيفة قد سمحت، إلى جانب صحيفة «اعتماد» (الثقة) التي تعرضت هي الأخرى لقرار بحظر صدورها حتى يونيو (حزيران)، بإطلاق نقاش بين الإصلاحيين حول احتمال مشاركتهم في الانتخابات التشريعية في مارس (آذار) 2012.

وقد أقفلت عدة منشورات على علاقة بالحركة الإصلاحية في إيران بعد وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى السلطة في 2005.