شباب الثورة يتحدون «الجدار العازل» أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة برسومات الغرافيتي

بهدف توثيق جرائم تل أبيب عليه وفضح ممارساتهم

شاب مصري أمام الجدار العازل الذي يفصل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة عن الشوارع المحيطة بها وقد غطي الجدار بعبارات ورسومات غرافيتية تطالب بإسقاط إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

بعد أن بنت السلطات المصرية جدارا أمام البناية التي يقع بها مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، أطلق ناشطون سياسيون في مصر حملات مكثفة لعمل رسومات الغرافيتي وكتابة الشعارات المناهضة لإسرائيل، على «الجدار العازل» الذي يمتد بطول 100 متر وبارتفاع 3 أمتار، بهدف تحويل الجدار إلى لوحة كبيرة لتوثيق الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عليها.

وانتهت شركة المقاولات، المكلفة من قبل القوات المسلحة، من بناء جدار تم تشييده بكتل إسمنتية، في شارع يقود إلى كوبري الجامعة الذي تطل عليه بناية يقع بها مقر السفارة الإسرائيلية. واستمر تركيب الجدار لمدة يومين، وقالت السلطات المصرية: إن هدف إنشاء هذا الجدار تأمين العقارات المحيطة بالسفارة وتوفير الحماية لأفراد الأمن المكلفين بحماية المبنى. كما قام العمال أيضا بتركيب بوابتين حديديتين على السلالم المؤدية إلى مدخل السفارة لإحكام عملية التأمين، وانتهى العمال من طلاء الجدار بألوان العلم المصري، الأحمر والأبيض والأسود، في محاولة منهم للتأكيد أنه لا يمس الإرادة الوطنية بشيء، وكي لا يتعرض للهدم أو للتشويه.

جاء هذا الجدار بعد قرابة شهر من المظاهرات والاعتصامات التي نظمها المصريون أمام السفارة الإسرائيلية احتجاجا على مقتل 5 جنود مصريين على الحدود برصاص إسرائيلي، وبينما أبدت إسرائيل أسفها لقتل الجنود المصريين وأكدت أنه تم خطأ، دون أن تعتذر. وجاءت تلك المظاهرات ردا على عملية استهدفت الجنود الإسرائيليين؛ حيث طالب آلاف المصريين الذين تجمعوا لأيام أمام مقر السفارة بطرد السفير الإسرائيلي وغلق السفارة. ووجه فريق، يضم مجموعة من الفنانين، ويسمى «رسامي غرافيتي الثورة»، دعوة إلى المواطنين وكل الفنانين للنزول اليوم الأربعاء الساعة 12 ظهرا، لعمل حملة لرسم الغرافيتي على الجدار العازل، الذي أطلقوا عليه «جدار العار»، كما تشمل الحملة أيضا رسومات في شوارع وسط البلد.

وقال محمد المشير، القائم على الحملة: «إن الدعوة تشمل الجميع بمن فيهم غير الفنانين»، داعيا المواطنين للمشاركة ولو عبر إحضار أدوات الرسم والتصوير، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنهم سيقومون برسم مجازر إسرائيل على الجدار، بينما سيجعلون الرسومات الخاصة بالثورة المصرية في شوارع وسط البلد.

في المقابل، دعت حملات إلى هدم الجدار بالشواكيش خلال المظاهرة المليونية الجمعة المقبل؛ حيث دعت حركة «شباب الثورة العربية» إلى المشاركة في مسيرة هدم الجدار خلال «جمعة تصحيح المسار»، وقرروا عمل مسيرة تنطلق من ميدان التحرير باتجاه سفارة إسرائيل لهدمه، مطالبين كل شخص بإحضار «شاكوش» للمشاركة في هدم الجدار.

لكن «المشير»، وهو فنان تشكيلي شاب، قال إنهم رسامون وليسوا مخربين، رافضا الذهاب لتكسير الحائط، وقال: «سنجعله لوحة لجرائم إسرائيل أمام العالم، وسيندمون عليه». وأكد المشير أنه بدأ وزملاء له، أمس، ببعض الرسومات، لكن الشرطة العسكرية رفضت أن يستكملوها، مشيرا إلى أنهم مصممون على الحملة وسيحاولون أخذ تصريح أمني مسبق.

وقالت ماجي أسامة، من الرسامين، إنها بدأت مع مجموعة من الشباب في الرسم أمس، لكن عناصر الجيش المكلفين بحراسة السفارة الإسرائيلية اعترضوا على الغرافيتي وطالبوا الشباب بالرحيل، وقالوا: «ما ينفعش ترسموا فوق صورة علم مصر» المرسوم سلفا على الجدار.

واقترح بعض الشباب كتابة شعارات على الجدار مثل «جدار الخيبة والعار.. حطوا عازل حطوا جدار.. برضه حنكمل المشوار، على القدس رايحين شهداء بالملايين»، وغيرها من الشعارات التي ترفض الممارسات الإسرائيلية.