«مجاهدين خلق» يتحدون ضغوط النظام الإيراني

المنظمة تعقد مؤتمرها السنوي وتنتخب زهرة أخياني أمينا عاما لها

TT

بمناسبة حلول الذكرى السابعة والأربعين لتأسيسها، عقدت منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة مؤتمرها السنوي داخل معسكر أشرف قرب مدينة بعقوبة العراقية وانتخبت أمينا عاما جديدا لها.

وفي اتصال مع الدكتور محمد إقبال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة في المعسكر، أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه على الرغم من الظروف القاسية والصعبة التي يواجهها سكان المعسكر من أعضاء المنظمة، والتهديدات المستمرة عليهم من قبل أجهزة الأمن العراقية بضغوط من النظام الإيراني، فقد تحدى أعضاء المنظمة كل تلك الصعاب وعقدوا مؤتمرهم السنوي بالتزامن مع حلول الذكرى السابعة والأربعين لتأسيسها، وتم انتخاب السيدة زهرة أخياني أمينا عاما جديدا للمنظمة. وأوضح إقبال أن «أخياني فازت من بين 11 مرشحة بأمانة المنظمة لمدة عامين من خلال انتخابات جرت على ثلاث مراحل وحصلت على نسبة 67.5 في المائة من الأصوات، وستتولى بذلك قيادة المنظمة خلال العامين القادمين، وقد عقد المؤتمر برئاسة صديقة حسيني الأمين العام السابق للمنظمة». وأشار إلى أنه «حسب النظام الأساسي، يتم انتخاب الأمين العام لمنظمة مجاهدين خلق الإيرانية على ثلاث مراحل. فيتم التصويت على المرشحين في المرحلة الأولى من قبل أعضاء مجلس القيادة وفي المرحلة الثانية من قبل جميع الأعضاء في مختلف الأقسام والدوائر بطريقة التصويت السري، وفي المرحلة الثالثة يتم التصويت علنا في المؤتمر العام. ففي المرحلة الأولى من التصويت التي أجريت يوم 5 أغسطس (آب) 2011، حصلت السيدة زهرة أخياني على الأغلبية النسبية لأصوات مجلس القيادة واجتازت بقية المراحل بأعلى الأصوات أيضا لتكون أمينا عاما للمنظمة». ونقل إقبال أن أخياني وجهت كلمة بعد فوزها أشارت فيها إلى أن «هذه الانتخابات مثال حي على ثبات ومتانة صفوف منظمة مجاهدين خلق الإيرانية وتنظيماتها، وهي المنظمة التي تجسد اليوم أماني وطموحات الشعب الإيراني التاريخية للديمقراطية والسلطة الشعبية. وسأعمل جاهدة لتحقيق أماني وتطلعات شعبي».

وكانت زعيمة المنظمة مريم رجوي قد وجهت برقية تهنئة إلى أخياني قالت فيها «إنه في الوقت الذي يجتاح فيه الصراع على السلطة والخوف من السقوط جميع أركان النظام الإيراني، فإن هذه الانتخابات تظهر ذروة الديمقراطية الداخلية والازدهار ورص الصفوف ووحدتها داخل منظمة مجاهدين خلق، باعتبارها المعارضة الرئيسية والمنظمة للنظام، وأن هذه الانتخابات هي رسالة إلى الشعب الإيراني ودعوة بضرورة الانتفاض والصمود بوجه النظام الحاكم حتى تحقيق النصر النهائي».

وكشف المتحدث الإعلامي أن «أخياني تبلغ من العمر 48 عاما وهي من مدينة (شاهرود) (شمال شرقي إيران)، ولها بنت في الـ29 من عمرها. وانضمت إلى منظمة مجاهدين خلق الإيرانية قبل 32 عاما أي بعد الثورة الإيرانية ضد الملكية، وانتخبت في عام 1989 نائبة لرئيسة الهيئة التنفيذية للمنظمة، وانتخبت في عام 1991 عضوا في الهيئة التنفيذية، وفي عام 1993 عضوا في مجلس قيادة مجاهدين خلق. وكانت خلال المدة من عام 1997 إلى عام 1999 مندوبة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ألمانيا».

وتعد منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة أحد أهم القوى المعارضة للنظام الإسلامي في إيران، وتأسست على يد محمد حنيف نجاد في السادس من سبتمبر (أيلول) عام 1965، وعاش مؤسسها في أجواء الحركة الوطنية الإيرانية التي قادها الزعيم التاريخي الإيراني الدكتور محمد مصدق، وأصبح عضوا في تلك الحركة، ثم أصبح عضوا في «حركة الحرية» بقيادة المهندس مهدي بازركان، وتعرض حنيف إلى الاعتقال من قبل جهاز الـ«سافاك» عام 1963 وهناك وجد الحاجة لتأسيس منظمة تتجاوز الأطر التقليدية في الحركة السياسية الإيرانية. وكان مسعود رجوي الذي قاد المنظمة في ما بعد قد انضم إليها عام 1967 عندما كان في 23 من عمره.

وأطلق مؤسسو المنظمة اسم «سازمان مجاهدين خلق إيران» عليها، متأثرين بكلمة «خلق» القرآنية التي تعني «الشعب»، واسم المنظمة يعني «منظمة مجاهدي الشعب الإيراني» وزينوا أعلى علامة المنظمة بالآية الكريمة «وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما».