جنازة الشيخ إبراهيم سلقيني.. تحيي الثورة في حلب

ناشطون سوريون يشككون في موته بشكل طبيعي

حلب: مظاهرة حاشدة في تشييع الشيخ إبراهيم السلقيني بجانب القلعة (أوغاريت)
TT

لم يطو تشييع مفتي حلب الشيخ إبراهيم سلقيني أول من أمس ملف وفاته التي يؤكد ناشطون سوريون أنّها لم تكن وفاة طبيعية وأن للنظام السوري يدا فيها. ويسرد الناشط السوري محمد السرميني تفاصيل ما حصل، موضحا أنّه «بعد تعرض رجال الأمن لمسجد في منطقة كفرسوسة وبعد اعتدائهم على الشيخ أسامة الرفاعي، كان للمفتي سلقيني خطبة مطولة تحدث فيها بشكل عام عن الأحداث الحاصلة، قال فيها إنّه لم يعد يجوز السكوت عن الظلم وعن دماء الشهداء الطاهرة، فزاره بعدها مباشرة أحد رجال الأمن حاملا رسالة تهديدية أصيب بعدها مباشرة بجلطة دماغية». ويلفت السرميني إلى أنّه «وإثر ذلك دخل مباشرة إلى المستشفى حيث مكث أسبوعا تحت رقابة مشددة من رجال الأمن لدرجة أنّه تم منع أفراد عائلته في بعض الأحيان من زيارته». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعدها تقرر إجراء عملية في الدماغ وقد أفاد التقرير الطبي في حينها أنّه ونتيجة جرعة زائدة من المخدر توفي الشيخ قبل إجراء العملية لأن جسده لم يحتمل كمية المخدر».

ويؤكد السرميني أن «لدى الكثيرين شكوك حول إمكانية أن يكون رجال الأمن وراء الجرعة الزائدة من المخدر التي أودت بحياة المفتي»، مطالبا بإجراء «تحقيق شفاف بهذا الخصوص».

ويشرح السرميني أن «جنازة الشيخ سلقيني أول من أمس كانت إلى حد بعيد أشبه بمظاهرة كبرى؛ إذ تخطى عدد المشاركين فيها الـ15 ألفا». وقد أظهر أكثر من فيديو نشر عبر موقع «يوتيوب» عشرات الآلاف يصرخون ويصفقون داعين لإسقاط النظام خلال الجنازة. ومن الهتافات التي تم تردادها: «بشار ما منريدو والسوري يرفع إيدو، اليوم يومك يا حلب، يا حلب ثوري ثوري وهزّي القصر الجمهوري..». ويعتبر السرميني أن «جنازة الشيخ سلقيني شكّلت إلى حد بعيد نقطة تحول بالحراك في حلب»، لافتا إلى أنّه خلالها «دخل آلاف من عناصر الجيش إلى حلب حيث وقع عدد من الاشتباكات». وأضاف: «الوضع في حلب حاليا أشبه بالنار تحت الرماد، نحن نعوّل على الانتفاضة الحلبية التي ستكون بمثابة نقطة تحول بمسار الثورة السورية كونها تتمتع بثقل وتعداد سكاني كبير».

وقد أنشأ الناشطون عبر موقع «فيس بوك» أكثر من صفحة للمفتي سلقيني انضم إليها المئات، وقد عنونت إحداها «الشبيحة قتلوا الشيخ سلقيني ولم يمت طبيعي» وقد اعتبر المنتسبون إليها أن «موت الشيخ سلقيني أحيا الثورة بحلب وردّ الكثيرين من الذين ضلوا طريقهم إلى سبيل الحق». وقد شكّلت جنازة الشيخ سلقيني عنصرا دافعا للحراك الشعبي في حلب، فقال جرير عطية على الصفحة الخاصة بمفتي حلب على موقع «فيس بوك»: «حلب قصدنا وأنت السبيل، انفضي عنك غبار التهم ولقّني من استباحوا دماء أخواتك درسا يسجل في صفحات تاريخ حلب المضيء أبدا».

بدورها قالت سهى تامر: «حلب الشهباء شدّي الهمة فدخولك للثورة سيحسم الأمر». وتوجهت إحدى المواطنات السوريات لمن سمتهم «دعاة السلمية» بالقول: «يا دعاة السلمية والصبر ألا تسمعون صوت المدافع يملأ سماء حمص؟ الناس تستغيث على المآذن ومنابر المساجد، فلترسلوا لهم أطنانا من الصبر والسلمية.. لن نسامحكم».