جنبلاط يزور ليبيا ويتلقى وعدا بالتحقيق في قضية موسى الصدر

نائبه لـ «الشرق الأوسط»: الثورة الليبية حققت 95 في المائة من أهدافها

TT

حملت الزيارة التي قام بها أول من أمس إلى ليبيا، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، النائب وليد جنبلاط، على رأس وفد من حزبه، أكثر من دلالة سواء لجهة توقيت هذه الزيارة أم لجهة المواضيع التي بحثها مع قيادة المجلس الانتقالي الليبي، وفي مقدمتها قضية اختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب، والصحافي عباس بدر الدين، في العاصمة الليبية، طرابلس، عام 1978، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأعلن نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، دريد ياغي، الذي كان في عداد الوفد الذي رافق جنبلاط إلى بنغازي، أن «الزيارة جاءت تلبية لدعوة رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، التي سلمها موفده، عبد الله الزيداني، إلى النائب جنبلاط في بيروت قبل 10 أيام».

وقال ياغي لـ«الشرق الأوسط»: «رأينا أن تلبية هذه الدعوة مفيد لجهة تهنئة الإخوة في ليبيا على الانتصار الذي حققته ثورتهم الشعبية، وللبحث في العلاقات الثنائية بعدما بات الشعب الليبي حرا نتيجة انتصاره على الظلم والاستبداد، وفي ظل انتصارات (الربيع العربي) جاءت زيارتنا لتعبر عن تأييدنا للانتصار الذي تحقق في ليبيا». ولفت إلى أن «قيادة المجلس الانتقالي الليبي أشادت بتميز لبنان بالفكر والتعددية والحرية».

وأضاف ياغي: «لقد أبلغنا الجانب الليبي بأن نجاح العلاقات الثنائية بين البلدين يتطلب توضيح قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ووضع حد لهذا الأمر من خلال تحقيقات يقوم بها المجلس الانتقالي، وأبلغنا بأن هذا التحقيق سيجري فور استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا، وسيخضع لهذا التحقيق كل الأشخاص الذين يعتقد أنه كان لهم دور في إخفاء الإمام الصدر، وقد تفهم الإخوة في المجلس (الانتقالي) بأن جلاء هذه القضية وكشف مصير الإمام الصدر، وتوضيح الأمور الخفية في هذا الملف هو شرط أساسي لاستقامة العلاقات الثنائية وتمتينها».

وأشار القيادي الاشتراكي اللبناني إلى أن «ثورة الشعب الليبي انطلقت من قناعة هذا الشعب بضرورة كسر هذا الظلم، حققت أهدافها حتى الآن بنسبة 95 في المائة، لأن الظلم إذا ما دام يدمر، أما العدل فهو يعمر، والشعب الليبي لم ير في حقبة حكم (العقيد الليبي المخلوع معمر) القذافي إلا الفساد الكبير في السلطة وتوزيع الحروب والتنظيمات (المسلحة) في العالم أجمع، وكلنا يعرف أن القذافي بدأ ثائرا وانتهى هاربا من مكان إلى آخر».

وردا على سؤال عما إذا كان لدى المجلس الانتقالي الليبي معلومات عن مصير الإمام الصدر، باعتبار أن أغلب أعضاء قيادته كانوا في السلطة في عهد القذافي، أجاب ياغي: «لم تكن في ليبيا سلطة بل كان هناك متسلط اسمه معمر القذافي، الذي كانت لديه كتائب عسكرية كل واحدة منها يقودها واحد من أبنائه»، معلنا أن «نتائج زيارة ليبيا سننقلها إلى شركائنا في الوطن خصوصا ما يتعلق منها بقضية الإمام الصدر».

وعما إذا كان الحزب الاشتراكي يتعاطى مع الثورات القائمة في بعض الدول العربية بنفس المعيار، قال ياغي: «نحن مع خيارات الشعوب في الدول العربية وفي كل العالم، وإذا كان المقصود الانتفاضة القائمة في سوريا، فكان لنا رأي معين نظرا لخصوصية سوريا، ولموقعها الجغرافي والسياسي، بحيث كنا نتمنى أن يتم التوصل إلى حلول سياسية، لكن بالنتيجة نحن مع خيار الشعوب سواء في تونس أو مصر أو اليمن أو ليبيا وحتى في البحرين وسوريا وفي كل العالم».