لقاء في الرباط يخلص إلى صعوبة اجتثاث التعذيب في أفريقيا

7 دول أفريقية فقط وقعت على اتفاقية مناهضته

TT

أقر إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي، ورئيس الشبكة الأفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بصعوبة إنهاء التعذيب في القارة الأفريقية، وهو أمر أشار إليه آخرون كذلك.

وقال اليزمي أمس خلال لقاء إقليمي في الرباط «اجتثاث هذه الظاهرة ما زال بعيد المنال في القارة الأفريقية»، مشيرا إلى أن تاريخ القارة الأفريقية عرف أحداثا رهيبة كانت وراء خلق الأرضية التي شجعت على ارتكاب أعمال فظيعة وتعذيب ومعاملات لا إنسانية. وأوضح خلال اللقاء الذي بحث دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال الوقاية من التعذيب بأفريقيا، أن الجهود التي بذلت في هذا المجال لم تؤت النتائج المرجوة على الرغم من انضمام بعض الدول الأفريقية وتبنيها للآليات الكفيلة بمناهضة التعذيب مثل البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. وذكر إدريس أن أسبابا أخرى، منها قلة الدول التي انضمت لهذه الاتفاقية، هي ما يشجع استمرار ظاهرة التعذيب بأفريقيا، مشيرا إلى أن 7 دول أفريقية فقط هي التي وقعت على الاتفاقية، في حين بلغ عدد الدول الموقعة 69 دولة من مختلف القارات، هذا إضافة إلى الفقر والتمييز والإقصاء الاجتماعي وتفشي الرشوة والجهل، وهي أمور تعرف اطرادا في ظل واقع سياسي غير مستقر تعرفه القارة الأفريقية.

من جهته، دعا المندوب الوزاري المحجوب الهيبة، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى وضع جدول زمني لزيارة أماكن الاعتقال بالمغرب وحتى المستشفيات الخاصة بالأمراض العقلية والنفسية للتأكد من وجود مرضى محتملين من هذا النوع بسبب التعذيب.

يذكر أن عقد هذا المؤتمر رفيع المستوى بين المؤسسات الوطنية الأفريقية لحقوق الإنسان في مجال الوقاية من التعذيب بأفريقيا وبدعم من السفارة البريطانية في الرباط - جاء لإطلاق برنامج مدته ثلاث سنوات (2011 و2013) عملا باتفاقية شراكة موقعة بالرباط وجنيف العام الماضي بين الشبكة الأفريقية وجمعية الوقاية من التعذيب بهدف توطيد دور المؤسسات الوطنية الأفريقية للحد من التعذيب بالقارة السمراء.