بارزاني إلى إيران قريبا بدعوة من رئيسها.. و«بيجاك» يبدي استعداده للتخلي عن السلاح

رئيس ديوان رئاسة كردستان لـ «الشرق الأوسط» : الزيارة ستتركز حول الأوضاع على الحدود

أكراد عراقيون يتظاهرون ضد القصفين الإيراني والتركي أمام مقر مكتب الأمم المتحدة في أربيل أمس (رويترز)
TT

كشف رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان عن زيارة قريبة للزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس الإقليم إلى طهران بناء على دعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال الدكتور فؤاد حسين في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئاسة تسلمت دعوة رسمية من الرئيس الإيراني موجهة إلى بارزاني لزيارة إيران من أجل التباحث حول الأوضاع على الحدود وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية وغيرها من مجالات التعاون المشترك، وسيتم تحديد موعد الزيارة في الوقت الملائم قريبا».

وكان بارزاني قد أشار في كلمة له بالمؤتمر الأول للدبلوماسية الكردية المنعقد في أربيل أول من أمس إلى أنه والرئيس العراقي جلال طالباني يبذلان حاليا جهودا مضنية من أجل تطويق الأحداث الخطيرة على الحدود المشتركة مع إيران جراء استمرار القتال هناك بين قوات الجيش الإيراني ومقاتلي حزب بيجاك الكردي المعارض، إلى جانب تداعيات القصفين الإيراني والتركي على مناطق الحدود، داعيا الحزبين المعارضين لإيران وتركيا إلى «سلوك طريق النضال السلمي لتحقيق مطالبهم المشروعة».

كما بدأ بارزاني مشاورات مع قادة المعارضة الكردية بهدف ترطيب الأجواء أمام انطلاق مسيرة الإصلاحات السياسية وتوحيد الخطاب الكردي إزاء التهديدات التي تواجه الإقليم. وأشار المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني الدكتور صلاح الدين بابكر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بارزاني وأمين عام الاتحاد الإسلامي صلاح الدين محمد بهاء الدين تداولا في لقاء جمعهما مجمل الأوضاع السياسية في الإقليم وتطورات الأحداث الجارية على الحدود المشتركة مع إيران وتركيا، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية في العراق والتطورات في المناطق المتنازع عليها». وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير، قال محمد توفيق رحيم، إن الحركة لم تتلق بعد دعوة من بارزاني للاجتماع برئيسها، وفي حال ورود الدعوة فنحن لا نمانع بذلك، لأننا بالأساس لم نقاطع أحزاب السلطة». من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية عبد الستار مجيد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «حتى الآن لم نتلق أي دعوة من السيد بارزاني للقاء أمير جماعتنا، ولكن في حال وصول الدعوة فلا مانع لدينا من ذلك، بل إن الأمر مرحب به ما دام يندرج في إطار التشاور حول الأحداث والتطورات الجارية في الإقليم حاليا».

في غضون ذلك نقل موقع «سبه ي» الكردي التابع لحركة التغيير الكردية عن المتحدث الرسمي باسم حزب الحياة الحرة «بيجاك» الكردي، الذي يخوض مقاتلوه قتالا عنيفا منذ أسبوعين ضد القوات الإيرانية على الحدود المشتركة بين كردستان العراق وإيران، أن «الحزب يدرس حاليا خيار تحويل نضاله العسكري إلى النضال السياسي». ونقل الموقع عن شيرزاد كمانكر المتحدث الرسمي باسم قيادة الحزب قوله «منذ الخامس من الشهر الجاري أعلنا وقفا للقتال من جانب واحد، وقد تحقق بعض الهدوء في المنطقة الحدودية، وننتظر خطوات أخرى سياسية عقب تثبيت وقف إطلاق النار، ونتيجة لصمودنا وانتصار شعبنا في مواجهة المخططات الإيرانية الهادفة إلى احتلال إقليم ميديا نسعى حاليا إلى دراسة الخيارات الأخرى، وسنحاول أن ننقل نضالنا العسكري إلى مرحلة النضال السياسي». إلى ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أمس أن «مجيد كاويان المكنى سمكو سرهلدان مساعد قائد زمرة (بيجاك) الإرهابية، قتل السبت». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان أن القتيل من مواليد 1982 من مدينة (بانة) في كردستان إيران والتحق منذ عام 1999 بصفوف حزبهم وانتهج نهج عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل لدى السلطات التركية.

وفي السياق ذاته انطلقت يوم أمس الأربعاء تظاهرة حاشدة في مدينة أربيل تندد بالقصفين الإيراني والتركي على مناطق الإقليم، رفع خلالها المتظاهرون مذكرة إلى مسؤولي مكتب الأمم المتحدة في العراق «يونامي» دعوا فيها المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الجانبين الإيراني والتركي لوقف اعتداءاتهما على سكان الإقليم المدنيين. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال عدنان أنور رئيس فيدرالية منظمات المجتمع المدني التي قادت التظاهرات «لقد أكدنا في مذكرتنا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إيران وتركيا لوقف قصفيهما لمناطق الإقليم، وطلبنا من الهيئات الدولية أن ترسل فرقا مختصة منها لمعاينة وفحص المواد التي تلقيها الطائرات والمدافع في المنطقة، حيث إن هناك شكوكا بنشر مواد ضارة في أجواء المنطقة جراء ذلك القصف المستمر، كما دعونا الحكومة العراقية إلى أن تعمل من جهتها وعبر قنواتها الدبلوماسية لوقف تلك الانتهاكات الخطيرة لحدود كردستان». وكشف عن أن مجموعات من المنظمات الشعبية ستذهب اليوم إلى منطقة حاج عمران «لإغلاق الطريق الدولي الرابط بين إيران والعراق والذي يعتبر من أهم المنافذ الحدودية للتجارة بين البلدين على سبيل ممارسة ضغط شعبي على إيران لوقف اعتداءاتها على سكان الإقليم».