لأول مرة.. الصدر يثني علنا على هجمات كتائب حزب الله ضد الأميركيين

مصدر في التيار الصدري لـ «الشرق الأوسط» : توحيد جهود المقاومة أمر ضروري

TT

في أول تقارب علني بينهما، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه راض عن كتائب حزب الله العراقي، التي يقول الأميركيون إنها مدعومة من إيران وتعهدت بالقيام بمعركة مفتوحة ضد الأميركيين في حال لم ينسحبوا من العراق نهاية عام 2011.

وقال بيان صادر عن مكتب الصدر على شكل استفسار من أحد عناصر كتائب حزب الله فيما إذا كان غير راض عنهم، قال الصدر طبقا للبيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «كلا أبدا.. عملكم إجمالا مرضٍ»، مشيرا إلى أنه تمنى «أن تتوحد الجهود وأن يكون عملكم للعراق فقط، فرفض كباركم ذلك». ودعا الصدر عناصر هذه الكتائب إلى «الابتعاد عن المفسدين والمنشقين»، وقال «حيا الله المجاهدين منكم، وأتمنى أن لا تقفوا مع من شوهوا سمعة المقاومة من المفسدين والمنشقين»، معتبرا في الوقت نفسه أن قوة التيار الصدري «هي قوة لكم»، على حد قوله.

من جهته، اعتبر قيادي في التيار الصدري، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن ما أعلنه الصدر «إنما يعبر عن رؤية خاصة للصدر في سياق العلاقة بين فصائل المقاومة الإسلامية التي تتهيأ لمعركة مع الأميركيين الذين لا يزالون يصولون ويجولون في العراق ويسعون من خلال أصدقائهم في العراق إما إلى البقاء في البلاد أو إبقاء أعداد كبيرة من قواتهم تحت ذريعة التدريب». وبشأن ما ورد في البيان عن إجراء مفاوضات تبناها الصدر ولم تفض إلى نتيجة بشأن نطاق عملهم في العراق، أوضح المصدر أن «مثل هذه الأمور تخص سياق عمل وجهود السيد الصدر وليس بوسع أحد معرفة مثل هذه التفاصيل لأسباب تتعلق بنطاق عمل الأطراف المقاومة التي يفترض أن تكرس جهودها لمحاربة الأميركيين».

ويأتي التنسيق الجديد بين التيار الصدري وكتائب حزب الله في وقت لا تزال فيه العلاقات بين التيار الصدري و«عصائب أهل الحق»، التي انشقت عن التيار عام 2006 والمرتبطة هي الأخرى بإيران، في أدنى مستوياتها بسبب رفض العصائب البيان الذي سبق أن أصدره الصدر داعيا إياهم إلى «التوبة» والعودة إلى صفوف الصدريين ثانية. وكانت كتائب حزب الله في العراق أعلنت في شهر أغسطس (آب) الماضي عن إكمال استعداداتها لمعركة حاسمة وفاصلة مع القوات الأميركية. وحذرت في بيان لها نشر على مواقع إلكترونية تابعة لها مما سمته «التسويف أو المخادعة في الانسحاب من البلاد بنهاية العام الحالي». وفي الوقت نفسه هددت بـ«البراءة من السياسيين العراقيين في حال موافقتهم على بقاء القوات الأميركية». كما هددت الكويت بقصفها بالصواريخ في حال استمرت في بناء ميناء مبارك. كما أصدرت كتائب حزب الله بيانا قالت فيه إنها تخاطب الشعب العراقي أولا والحكومة والسياسيين فضلا عن الأميركيين، جاء فيه: إن «أبناءكم في المقاومة قد أذاقوا الاحتلال مرارة وهزيمة لم يتذوقها»، و«إن تداعيات هزيمته في العراق كانت واضحة في الداخل الأميركي وفي ساحة المواجهة وإسقاط مشروعه الاستعماري، الشرق الأوسط الجديد». من جهته، كان الجيش الأميركي قد أكد أنه ينظر بجدية إلى التهديدات التي أطلقتها كتائب حزب الله، سواء ضد الكويت أو ضد القوات الأميركية في العراق.