السليمانية: الإفراج بكفالة عن صحافي

على ذمة دعوى سبق أن سحبها حزب بارزاني

TT

على ذمة دعوى رفعها حزب بارزاني، داهمت قوة أمنية تابعة لشرطة النشاط المدني، صباح أمس الأربعاء، مقر مجلة «لفين» الكردية المستقلة في مدينة السليمانية، واعتقلت رئيس تحريرها، أحمد ميرة، وساقته إلى محكمة السليمانية على ذمة قضية رفعها الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني.

وكانت المجلة قد نشرت تقريرا سابقا اتهمت فيه قيادة هذا الحزب بالتخطيط لاغتيال قادة المعارضة الكردية، إثر انطلاق الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بعض مناطق محافظة السليمانية، منتصف فبراير (شباط) الماضي، مما دفع بالمكتب السياسي للحزب إلى إقامة دعوى قضائية ضد المجلة المذكورة لدى المحاكم المختصة في الإقليم، ولكن الحزب تنازل عن تلك الدعوى في وقت لاحق بعد ضغوطات مكثفة من عدد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، والمدافعة عن الحريات الصحافية.

وفي اتصال مع آوات علي، عضو مركز ميترو للحريات الصحافية، أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه التقى رئيس تحرير المجلة، أحمد ميرة، داخل المحكمة، وأنه أكد له أن قرار القبض عليه جاء إثر تجديد الدعوى القضائية المقامة ضده من قبل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي سبق أن تنازل عن تلك الدعوى. وأشار إلى أن «ميرة أبلغه بأنه وشقيقه تعرضا إلى الضرب أثناء سوقهما إلى المحكمة، على الرغم من أنهما لم يمتنعا عن الإذعان لطلب القوة المداهمة بمرافقتهم للمحكمة». وفي اتصال لاحق، علم أن محكمة السليمانية أطلقت سراح ميرة بكفالة مالية، لكنها لم توقف الدعوى على الرغم من تنازل المدعي عن تلك الدعوى.

يذكر أن رئيس تحرير مجلة «لفين» المعروفة بانتقاداتها الشديدة للسلطة في كردستان، يواجه عشرات الدعاوى المقامة ضده جراء نشر التقارير والمواضيع المتعلقة بالفساد واستغلال النفوذ، وأن أحكاما كثيرة صدرت ضده وضد صحيفته تلزمه بدفع غرامات مالية.

وفي سياق متصل كشفت مديرية أمن السليمانية عن هوية الأشخاص الذين نفذوا عملية الاعتداء على الصحافي المعروف، آسوس هردي، رئيس تحرير صحيفة «آوينه» الكردية المستقلة، عشية عيد الفطر، عندما هاجمه أحد المسلحين بعقب مسدسه أثناء خروجه من مبنى الصحيفة. وقال العميد حسن نوري، مدير أمن السليمانية، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية: «إن القائمين على الاعتداء كانوا ثلاثة أشخاص، اعتقل أحدهم وأدلى باعترافات تفصيلية عن الحادث، وإن أوراق التحقيق ستحول إلى الحاكم المختص في غضون الأيام القليلة المقبلة، لإصدار الأوامر القضائية بالقبض على بقية المتورطين في الاعتداء».

وكانت صحيفة «آوينه»، التي يرأس تحريرها الصحافي المعتدى عليه، قد وجهت بأصابع الاتهام إلى أحد قياديي الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يرأسه الرئيس العراقي جلال طالباني، وقالت: «إن شخصا مقربا من هذا القيادي سبق أن اتصل بالصحيفة وأبدى انزعاجه الشديد من التقارير التي تنشرها، والتي تمس قيادات في الحزب المذكور»، ولكن آسوس هردي أكد في تصريحات نسبت إليه أنه «قد لا تكون قيادة الاتحاد الوطني على علم بمحاولة أحد أعضائه الاعتداء عليه، لذلك قد تكون رد فعل ذلك القيادي شخصيا».