وزير الدفاع الأميركي: «القاعدة» باتت أضعف بعد 10 سنوات على هجمات سبتمبر

تعزيز إجراءات الأمن في القواعد الأميركية مع اقتراب ذكرى هجمات سبتمبر

مايكل بلومبيرغ عمدة نيويورك (يمين) ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال زيارتهما إلى موقع «غراوند زيرو» في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن البنتاغون، أمس، أنه تم رفع حالة التأهب في القواعد العسكرية في الولايات المتحدة كإجراء احترازي قبل الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول).

وصرح المسؤول الصحافي في البنتاغون جورج لتل للصحافيين بقوله «لقد تم رفع مستوى الحماية للمنشآت العسكرية، خاصة في الولايات المتحدة، قبل ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. وذلك ليس استجابة لأي تهديد معين، ولكنه خطوة حكيمة واحترازية».

وقال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أمس، إن الولايات المتحدة ستسعى على الأرجح لاستجواب عضو رفيع في تنظيم القاعدة اعتقل في باكستان. وأشاد في الوقت نفسه بالتعاون بين واشنطن وإسلام آباد في القبض عليه. وكان اعتقال يونس الموريتاني في مدينة كويتا بجنوب غربي باكستان، الذي أعلنت عنه باكستان يوم الاثنين، ضربة جديدة للتنظيم المتشدد، وجاء بعد أسبوعين من وفاة الرجل الثاني في «القاعدة» فيما يبدو أنه هجوم بطائرة بلا طيار. وكان ذلك أيضا علامة على أن الولايات المتحدة وباكستان نحيا جانبا خلافاتهما الناجمة عن الهجوم أحادي الجانب الذي نفذته قوات أميركية في باكستان وقتلت خلاله زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من مايو (أيار). وسئل بانيتا هل ستسعى الولايات المتحدة لاستجواب الموريتاني الموجود في حبس السلطات الباكستانية، فرد بقوله، أفترض أننا سنتعاون مع الباكستانيين لمحاولة الوصول إليه وجمع معلومات من ذلك الفرد. وقال بانيتا إن العملية كانت مشجعة للغاية، لأن الموريتاني: «شخص نعتقد أنه كان خطرا حقيقيا على أمننا». وقال الجيش الباكستاني، في بيان، إن بن لادن طلب من يونس الموريتاني التركيز على أهداف ذات أهمية اقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. وكان بانيتا يتحدث إلى صحافيين في نيويورك بعد أن زار النصب التذكاري لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) على مركز التجارة العالمي. وسئل بانيتا عن احتمالات وقوع هجوم مثل 11 سبتمبر، فرد بقوله: «لا أعتقد أنه يمكن اعتبار أي شيء مسلما به». وأضاف بقوله «احتمالات وقوع ذلك النوع من الهجوم ما زالت حقيقية جدا، ولذلك يجب أن نستمر في توخي اليقظة ويجب أن نفعل كل ما هو ضروري للحيلولة دون حدوثه». إلى ذلك، بات تنظيم القاعدة أضعف بشكل ملحوظ في العقد الذي تلا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 بينما أبدت الولايات المتحدة قدرة على التكيف واستعادة قوتها، حسبما أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أول من أمس. وقال بانيتا في نيويورك إثر زيارة إلى النصب التذكاري الجديد لاعتداءات سبتمبر في موقع «غراوند زيرو» إن الشعب الأميركي يمكن أن يفتخر بأن «القاعدة» تعرضت لسلسلة من الضربات في السنوات الأخيرة. وصرح بانيتا أمام صحافيين «يمكننا أن نفخر بأننا حققنا منذ 11 سبتمبر نجاحا ملحوظا في ملاحقة (القاعدة) ومطاردة زعمائها». وأضاف أن 3 من القادة الـ4 الأرفع مستوى في التنظيم، ومن بينهم أسامة بن لادن الذي قتل في غارة أميركية في باكستان في مايو، قتلوا، مما ألحق أضرارا كبيرة بالتنظيم. إلا أنه حذر من ضرورة أن تظل الولايات المتحدة متيقظة، وأن تبقي ضغوطا على شبكة الإرهاب العالمية التي تقف وراء اعتداءات سبتمبر 2001، التي أوقعت 3 آلاف قتيل تقريبا. وقال «لا يزالون يخططون لشن هجمات، ولا أعتقد أن بإمكاننا الاستهانة بالأمور». وقبل أن يتولى بانيتا حقيبة الدفاع في يوليو (تموز) كان يتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، وأشرف على حملة غارات مكثفة من طائرات من دون طيار ضد ناشطين في باكستان، وأيضا على هجوم لوحدة كوماندوز تابعة للبحرية الأميركية أدى إلى مقتل بن لادن. وقام بانيتا في مستهل أسبوع حافل بالفعاليات لتكريم ضحايا اعتداءات سبتمبر بزيارة النصب التذكاري الجديد والمتحف الذي لا يزال قيد التشييد، يرافقه جنود تطوعوا إثر الاعتداءات. إلا أن المطر أرغمه على إلغاء زيارة مقررة إلى شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا حيث تحطمت إحدى الطائرات الأربع التي خطفت قبل عقد بعد أن تمكن الركاب من السيطرة على الخاطفين. ورافق رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرغ بانيتا تحت المطر إلى النصب الجديد، ومرا أمام صفوف من شجر السنديان الأبيض حتى وصلا إلى نافورتين عملاقتين شيدتا مكان برجي مركز التجارة السابقين. والنافورتان المصنوعتان من حجر الغرانيت هما على شكل شلالين يتدفق منهما الماء من على علو 9 أمتار إلى ساحة مربعة أسفلهما، للتذكير بالخسائر الفادحة إثر اعتداءات 11 سبتمبر. وحفرت أسماء الضحايا على حاجز داكن على طرف النافورتين اللتين شيدت ناطحات سحاب جديدة بالقرب منهما. وعلى بعد بضع خطوات من النافورتين وقف بانيتا أمام شجرة إجاص باتت رمزا للصمود. فقد عثر على الشجرة وقد أصيبت بأضرار إثر الاعتداءات إلا أنها استعادت عافيتها بعد معالجتها في مشتل في البرونكس قبل أن يعاد غرسها في «غراوند زيرو». وقال بانيتا في وقت لاحق، إنه تأثر بالنصب، وإنه «مكان خاص». وفي الوقت الذي يتذكر فيه الشعب الأميركي ضحايا تلك الاعتداءات، أعلن بانيتا أنها مناسبة للتفكير أيضا في العزم الذي أبدته الدولة في السنوات التي تلت تلك الاعتداءات. وقال «نعود ونرى التغييرات التي حصلت هنا ونعلم أنها دليل على أن هذا البلد قادر على النهوض فعلا». واصطحب بانيتا معه عضوا من كل فئات القوات المسلحة، أي البحرية والجيش والمارينز والقوات الجوية وخفر السواحل الذين تطوعوا للخدمة إثر اعتداءات سبتمبر 2001، بحسب مسؤولين. وكان أربعة من الجنود الخمسة الذين رافقوا بانيتا نشروا في العراق أو أفغانستان منذ هجمات سبتمبر من بينهم السرجنت روبرت غوتيريس (31 عاما) في السلاح الجوي الذي أشرف على غارات جوية للقوات الخاصة في أفغانستان. وكان غوتيريس المراقب الجوي أصيب بجروح في إحدى طلعاته وقلد النجمة البرونزية للشجاعة مكافأة له. وقال مسؤولون إن بانيتا هو أول مسؤول في الحكومة يزور نصب 11 سبتمبر في نيويورك، الذي من المفترض أن يزاح الستار عنه رسميا، الأحد، في الذكرى العاشرة للاعتداءات.