المعارضة السودانية تبدأ اليوم مرحلة «مظاهرات الجمع»

الحكومة تدعو السودانيين إلى مقاطعتها

TT

دخلت المعارضة السودانية في مرحلة «مظاهرات الجمع» بإعلانها تسيير مواكب سلمية إلى القصر الجمهوري بالخرطوم اليوم وتسليم مذكرة إلى الرئيس البشير تطالبه بوقف العمليات العسكرية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فيما دعت الحكومة السودانيين إلى مقاطعة المظاهرات وأكدت أن من يصلون في المساجد لا يخرجون في مظاهرات خلف «تحالف جوبا»، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية، وزعم الجيش السوداني والمتمردون تحقيق انتصارات عسكرية واحتلال مواقع مهمة في الولاية الاستراتيجية، في غضون ذلك وصفت الولايات المتحدة الأميركية الأوضاع بأنها «خطيرة جدا»، ولوحت بإبقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ومواصلة العقوبات وإعاقة التطبيع مع واشنطن بسبب الحرب الجديدة.

وأعلنت المعارضة السودانية في خطوة جديدة أنها ستنظم اليوم مظاهرات من المساجد عقب صلاة الجمعة لرفع مذكرة للرئيس عمر البشير تطالبه فيها بوقف فوري للحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وتنطلق المظاهرات من قرب منزل الزعيم الأزهري بمدينة أم درمان، ومساجد الأنصار بالمدينة التاريخية في أول تحرك فعلي للمعارضة السودانية منذ انطلاق الثورات العربية بداية العام الحالي. وسبق أن أعلن تحالف المعارضة عن مظاهرة قبل عدة أشهر إلا أن القوى المعارضة فشلت في حشد جماهيرها وسط انتشار أمني وشرطي كثيف، وتقاوم الحكومة السودانية تحركات المعارضين باستخدام العنف في تفريق أي تجمع واعتقال العشرات عند كل تحرك سلمي. من جانبه، دعا مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع السودانيين إلى عدم المشاركة في مظاهرات المعارضة، وقال: «السودانيون لن يخرجوا من المساجد خلف (تحالف جوبا)، لكنهم يدعمون القوات المسلحة في حربها، وشدد نافع على أن ما يحدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان يعد تمردا على الجيش، وأن الجيش يتعامل بحسم مع المتمردين. وتأتي التحركات في وقت تحتدم فيه المواجهات المسلحة بين الحكومة والجيش الشعبي، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن قواته كبدت المتمردين خسائر فادحة واستولت على منطقة باو القريبة من ولاية أعالي النيل الجنوبية، إلا أن الحركة الشعبية رفضت تصريحات الجيش السوداني وأكدت إمساك قواتها بزمام المبادرة، بالسيطرة على باو، وأشارت إلى تمرد داخل القوات الحكومية بمدينتي الدمازين والروصيرص، احتجاجا على أوامر بتجريد أبناء النوبة والانقسنا والفونج من أسلحتهم، وأدى التمرد إلى تبادل إطلاق النار واعتقال عدد من المحتجين وهروب الكثيرين، إلا أن وزير الدولة بوزارة الإعلام سناء حمد أكدت أن إطلاق النار تم لإطلاق أحد الجنود رصاصا على ما اعتبره قوات المتمردين فردت القوات الحكومية على ذلك للقيام بدورها. في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص لدى السودان برنستون ليمان يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تحث السودان وجماعات المعارضة المسلحة بولاية النيل الأزرق على بدء محادثات فورية لوقف القتال. وقال ليمان للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي ومسؤولين آخرين: «ما زال الطرفان لا يتحدثان معا. وهذا يعني أن الوضع ما زال خطيرا.. والقتال مستمر».

وحث ليمان السودان على عدم قمع الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال التي يحملها مسؤولون شماليون المسؤولية عن القتال في ولاية النيل الأزرق والتي لم يتم الترخيص لها كحزب سياسي. وتقول الحركة إن مكاتبها في السودان أغلقت وجرى اعتقال عناصرها. وقال ليمان: «إذا كان هناك نقاش ومحادثات سياسية فمع من ستتحدثون؟ بالطبع إنكم ستتحدثون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال. إنها حزب سياسي رئيسي في السودان».

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن القتال في كردفان والنيل الأزرق سيشكل عقبة في طريق التطبيع بين الخرطوم وواشنطن.