شخصيات يهودية تطالب نتنياهو بالاعتراف بدولة فلسطين

المئات منهم يحذرونهم من افتعال صدامات دامية.. والمتطرفون يهددون بإطلاق النار على من يقترب من المستوطنات

TT

في الوقت الذي يتجند فيه مئات الشخصيات اليهودية إلى جانب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويتوجهون إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يطالبونه بوقف حملته ضد المشروع الفلسطيني، خرج قادة اليمين المتطرف في المستوطنات بشكل خاص بحملة تهديد للفلسطينيين تحت شعار «السن بالسن». وأدى هذا التهديد، الذي يعقب خطة وضعها الجيش والشرطة في إسرائيل لقمع المسيرات والمظاهرات الفلسطينية، إلى قلق من خطر تدهور أمني في المنطقة. وعبرت عن هذا القلق «جمعية حقوق الإنسان والمواطن» ومركز «عدالة» الفلسطيني في إسرائيل، برسالة وجهاها إلى كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش والقائد العام للشرطة يوحنان دنينو.

وكانت قد انطلقت في تل أبيب، أول من أمس، حملة يهودية - عربية، للتوقيع على نداء لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك عشية مناقشة الطلب الفلسطيني بهذا الصدد في الأمم المتحدة. والحملة موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليغير موقفه وموجهة في الوقت نفسه إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، لكي لا يتراجع عن توجهه إلى الأمم المتحدة.

ويقف على رأس هذه المبادرة الكاتبان يهوشع سوبول ومحمد علي طه والشاعران سميح القاسم ويوسي سريد ورئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي. وقد وقع على عريضة بهذه الحملة 700 شخصية، بينهم 600 شخصية يهودية. وقال محمد علي طه إن النص الذي وقعت عليه الشخصيات يحمل في طياته المبادئ الجوهرية وفي مركزها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف: «لسنا بصدد نص اتفاقية سلام، فهذا من شأن حكومتي إسرائيل وفلسطين، بل نحن بصدد دعوة المجتمعين العربي واليهودي في البلاد إلى الوقوف إلى جانب الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، كدولة مستقلة وعضو كامل الحقوق في الأمم المتحدة».

وأما في اليمين الإسرائيلي، فقد قرروا التقدم خطوة أخرى متطرفة أكثر من الحكومة، التي أمرت الجيش والشرطة بإعداد خطة شاملة لمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية من القيام بمسيرات نحو المستوطنات والحواجز العسكرية، ومنع الفلسطينيين من سكان إسرائيل من الخروج إلى مظاهرات تضامن مع أشقائهم. ففي الليلة قبل الماضية عقدوا اجتماعا كبيرا في الكنيست، تحت عنوان «أيلول - من تهديد إلى فرصة، نغير قواعد اللعبة»، بمبادرة عضو الكنيست ميخائيل بن آري من حزب «الاتحاد القومي» المعارض. وناقشوا في الاجتماع الاستعدادات للسيناريوهات المحتملة بعد البحث في الأمم المتحدة. وطغت على أجواء الاجتماع روح تحريض دموية تبدأ بشريعة حمورابي «السن بالسن» مرورا بقتل «كل من يقترب من السياج» وانتهاء بتكرار سيناريو سفينة «مرمرة».

وقال الناطق بلسان المستوطنين في كريات أربع قرب الخليل إن «هناك توترا في المستوطنات»، وتسودها مخاوف من العنف مع التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة. وأضاف «نحن سنسلك سياسة (السن بالسن، ومسيرة مقابل مسيرة، وحجر مقابل حجر، وحرب مقابل حرب)». ووافق عناصر اليمين على تصريحاته بالقول «من يقترب من السياج فهو ميت». من جهته قال بن آري إنه يوجد لدى المستوطنين «قوة مؤلفة من 300 ألف مستوطن في الضفة الغربية، وفرق تأهب ثابتة، ومعرفة جيدة بالمنطقة والمحاور ونقاط ضعف العدو الجار، وإدراك بأن هذا بيتنا وسنعمل على حمايته». وتحت عنوان «وسائل وطرق العمل»، كتب بن آري «يجب أن نخرج ونبادر ونقود، ونستطيع ذلك عندما نخرج من المستوطنات، ونقتحم السياج، ونتحرك إلى الأمام باتجاه الحيز اللانهائي في الضفة الغربية». وأضاف أن هناك حاجة إلى تنظيم الأطفال والنساء والمسنين للوقوف أمام المسيرات التي يخطط لها الفلسطينيون. وتابع «يجب عدم نشر قوات الجيش وحرس الحدود أمام الأطفال والنساء العربيات، وإنما أطفال مقابل أطفال، وشبان مقابل شبان، ونساء مقابل نساء، لتحطيم تأثير سبتمبر (أيلول). وإذا وقع حدث ساخن مثل (مرمرة) فإن عناصرنا يعرفون كيف يستلون السلاح ويطلقون النار على من يجب إطلاق النار عليه».

وقال رئيس لجنة «مستوطني بنيامين» (المستوطنات القائمة على أراضي رام الله والقضاء)، إيتسيك شدمي، إنه «يجب خلق ردع يعني أن من يقترب من السياج فهو ميت». وأضاف «أولا يجب أن نعيش، وبعد ذلك نفكر. ومن يدخل يجب إطلاق النار عليه». وقال الناطق بلسان المستوطنين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، يوناثان يوسيف، إن العرب في الحي منهمكون بالإعداد للمظاهرات التي يخططون لها. وهناك مخاوف من مسيرات عنيفة قد تقع في الحي. وقال «إذا تقدمت هذه المسيرات باتجاهنا فإننا لن نتردد في استخدام (قانون درومي) (الحارس اليهودي الذي أطلق الرصاص على عربي اشتبه بأنه جاء ليسرق غنما من مزرعته)». وتابع أنه في حال حصول هذه المسيرات فإنه سيتصرف من تلقاء نفسه، و«لن أهاتف الشرطة، وأبقى في مكالمة انتظار إلى حين تصل قواتها».