الجيش الإسرائيلي يضاعف وجوده في الضفة.. ويتخوف من استغلال حماس للمظاهرات

تصعيد استيطاني كبير.. وتحذيرات فلسطينية من مزيد من الجرائم

TT

قبل أقل من أسبوعين على توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، قرر الجيش الإسرائيلي مضاعفة وجوده في الضفة الغربية، متحججا بتزايد المخاطر التي تواجه المستوطنين هناك. وقال قائد المنطقة الوسطى في الجيش، آفي مزراحي، لقادة المستوطنين الذين اجتمع معهم الليلة قبل الماضية، «دعونا نهتم بالدفاع عنكم ومواجهة الفلسطينيين، سنوقفهم حتى قبل وصولهم إلى جدار أي مستوطنة». وأضاف «قمنا بإجراء تدريبات دقيقة حول ذلك».

وأوضح مزراحي مطمئنا قادة المستوطنين الذي طلبوا إيضاحات حول سبل مواجهة الفلسطينيين، أن «قوات الجيش في المستوطنات تلقت تعليمات من جهات قضائية تسمح لهم بإطلاق النار في حالتين فقط، عند الشعور بالخطر، أو عندما يتسلل فلسطينيون إلى داخل مستوطنة».

وتأتي حالة التأهب الإسرائيلية هذه رغم تأكيد السلطة الفلسطينية، أن المسيرات التي ستنطلق في مختلف مدن الضفة دعما لخطوة مجلس الأمن، ستكتسي طابعا سلميا، وأن أي احتكاكات مع المستوطنين والجيش ستكون ممنوعة.

وعقب مزراحي على ذلك بقوله «إن أساس التخوف هو أعمال فردية فلسطينية»، وأوضح «لدينا سيناريوهات مختلفة، تدربنا عليها، أنا متخوف من أن يخرج خلال مظاهرة معينة، شخص واحد تابع لحركة حماس ويشهر السلاح، بعدها ستتدهور الأوضاع». ويشير كلام مزراحي إلى تخوف من استغلال حماس لمظاهرات قبل استحقاقات سبتمبر (أيلول)، وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية أن «حركة حماس قررت استعادة قدراتها العسكرية في الضفة الغربية»، مشيرة إلى كشف جهاز الأمن العام (الشاباك) خلايا تابعة لحركة حماس في القدس والضفة الغربية.

وأضافت المصادر وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن «المنظومة الأمنية ما زالت تحذر من أن هناك محاولات لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل». ونقلت إذاعة الجيش عن تلك المصادر قولها «إن محاولات حماس تنفيذ عمليات داخل إسرائيل تتزايد وتتضاعف كلما اقتربنا من لحظة الحسم في الأمم المتحدة خلال هذا الشهر».

وترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه على الرغم من أن حماس تريد الحفاظ على حالة الهدوء في قطاع غزة إلا أنها لا تمانع من حرب جديدة إذا كانت ثمنا لخطف جندي إسرائيلي آخر.

ومن المفارقات أنه في الوقت الذي يبدي فيه الجيش الإسرائيلي تخوفا من حماس ومن الفلسطينيين، وقلقا على مصير المستوطنين عشية الحسم في مجلس الأمن، فإن المستوطنين هم الذين يصعدون منذ نحو أسبوع بشكل كبير في شتى أنحاء الضفة الغربية. وشن المستوطنون أمس، سلسلة هجمات جديدة استهدفت فلسطينيين وممتلكاتهم قرب نابلس وقلقيلية، بعد أيام من إحراق مسجد في قرية قصرة. وأضرم المستوطنون النيران في سيارتين فلسطينيتين على مدخل بلدة قبلان، جنوب نابلس بعد تحطيمهما، وقطعوا عشرات أشجار الزيتون في حوارة، ودهسوا فلسطينيا في قلقيلية، وهددوا بمواصلة الانتقام من الفلسطينيين بشعارات خطوها على جدران مسجد يتما جنوب نابلس. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تحقق «في ظروف قيام مجهولين الليلة قبل الماضية بإضرام النار في سيارتين في قرية قبلان، وكتابة شعارات باللغة العبرية على جدران مسجد في قرية يتما المجاورة».

وحذرت حركة فتح من تصعيد استيطاني ميداني عشية سبتمبر، وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني، في بيان، إن المستوطنين في أحياء القدس العربية المحتلة يطالبون بتفعيل قانون «درومي» الذي يسمح لهم بإطلاق النار وقتل المتظاهرين أمام الممتلكات التي سلبوها وأقاموا فيها بؤرا استيطانية. ولم يتوقف التصعيد الإسرائيلي عند هجمات المستوطنين، بل هدم الجيش الإسرائيلي، آبار مياه ارتوازية في قرية النصارية بمنطقة الأغوار الوسطى قرب نابلس بالضفة الغربية، وصادر خزانات الوقود التي كانت تستخدم في تزويد مضخات المياه بالطاقة.