انتحاريو 11 سبتمبر هددوا طريقة الحياة الأميركية

جدل حول حجم وطريقة التغطية الإعلامية للذكرى العاشرة للهجمات

مركز التجارة العالمي خلال هجمات سبتمبر («نيويورك تايمز»)
TT

لماذا الاهتمام الأميركي بالذكرى العاشرة لهجوم 11 سبتمبر (أيلول) الذي دمر برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وجزءا من مبنى البنتاغون في واشنطن، وكاد يدمر الكونغرس أو البيت الأبيض، غير أن الطائرة الرابعة التي اشتركت في الهجوم سقطت وهي في طريقها إلى واشنطن لأن المسافرين عرقلوا مهمة المهاجمين؟

يقول الطبيب مايكل سميث، كبير محرري مجلة «ويب إم دي» الطبية: «عندما هاجمت الطائرات المخطوفة مركز التجارة العالمي، والبنتاغون، لم تهاجم فقط آلاف الناس هجوما مباشرة، ولم تقتلهم وتجرحهم فقط. إنها، في الحقيقة، هاجمت «أميركان سايك» (الحالة النفسية للأميركيين). اليوم، في الذكرى العاشرة للهجوم، لا يزال الأميركيون يعانون معاناة نفسية كثيرة».

وأضاف: «مثل الحال مع اغتيال الرئيس كيندي (سنة 1963)، ستظل أغلبية الأميركيين تتذكر هجوم 11 سبتمبر. لكن بينما كان الاغتيال حزينا، كان الهجوم مخيفا. يتذكر الأميركيون عندما اصطدمت الطائرتان بالبرجين، وكيف جلسوا من دون حركة، وكيف شاهدوا الصور التلفزيونية المروعة التي لم يسبق لها مثيل. لكن، الآن، بعد وقت طويل من تلاشي التقارير الإخبارية المثيرة للقلق من على شاشات التلفزيون، لا يزال كثير من الأميركيين يبحثون عن طريق يعيدهم إلى توازنهم العقلي الأول. لا تزال نهاية العلاج النفسي بعيدة».

في استفتاء أجراه مؤخرا مركز «غالوب» عن التأثيرات النفسية للهجوم وسط الأميركيين، قالت نسبة غير قليلة إنها عانت، في البداية، من عدم القدرة على النوم، ومن هلاوس، ومن خوف من دون سبب. غير أن كثيرا من هؤلاء قالوا إن الخوف قل.

وقال تحليل مرفق مع الاستفتاء إن انخفاض الخوف يعود إلى:

أولا: الروح الوطنية الحماسية الجماعية التي غمرت الأميركيين.

ثانيا: إعلان الرئيس السابق بوش الابن «الحرب ضد الإرهاب»، وغزو أفغانستان، ثم العراق.

ثالثا: مرور الزمن الذي، طبيعيا، يقلل ردود الفعل العاطفية.

وصار واضحا أن التغطية السياسية والإعلامية المثيرة للذكرى العاشرة تعكس تأثيرات الهجوم على (الحالة النفسية الأميركية).

وعن هذا، قال الطبيب النفسي وليام سشلينغر، الذي اشترك في ندوة نفسية عن الموضوع نظمتها مجلة «ويب إم دي»، والذي كتب عن الموضوع في دورية «جي إيه إم إيه» (الجمعية الطبية الأميركية): «وجود الأعراض النفسية التي طال أمدها لا ينبغي أن يكوم سبب أي دهشة. هجمات 11/ 9 تمثل تعرض الشعب لصدمة نفسية لم يسبق لها مثيل».

وفي دراسة أجراها سشلينغر بعد الهجوم بستة شهور، وجد أن نحو عشرة في المائة من سكان نيويورك (مليون من جملة عشرة ملايين) يعانون توترا، وكآبة، وكوابيس، وقلقا. وقال: «سوف تتحول هذه الحالات إلى حالات دائمة تقريبا. وسوف يكون من الأرجح أن تستمر هذه الاضطرابات مدى حياة الذين يعانون منها».

وقالت جويستا كادلن، كبيرة الباحثين النفسيين في مركز «آر تي آي» في رالي (ولاية نورث كارولينا)، إنه بينما تعرض الناس في نيويورك وواشنطن للتأثير النفسي بصورة مركزة، تأثر غيرهم في كل الولايات المتحدة، بصورة أو أخرى، بالمناظر التلفزيونية لانهيار برجي مركز التجارة العالمي. وخاصة لأن 10 ملايين أميركي كان لهم أصدقاء، وأقرباء وزملاء قتلوا أو أصيبوا في هذه الهجمات. وأضافت كادلن: «تأثير قريب أو صديق حميم يعتبر صدمة كافية، ويزيد الاضطرابات النفسية. إن نسبة أربعة في المائة من الأميركيين سيظلون يعانون».

وقالت يائيل دانيلي، طبيبة نفسية في نيويورك، ورئيسة الجمعية العالمية لدراسات الصدمات النفسية: «هجمات 11 سبتمبر كانت خسارة فادحة، ليس فقط من حيث فقدان الآلاف، ولكن، أيضا، من حيث فقدان طريقة الحياة الأميركية». وفسرت «الحياة الأميركية» بأنها تقوم على الآتي: الحرية، والفردية، والسلامة، والوظيفة، والمتعة. خمسة أعمدة، قالت إنها «أعمدة الحلم الأميركي» الذي يتوقع كل أميركي أن يحققه.

لكنها قالت إنه، بعد 11 سبتمبر، يجب التأقلم على «الحالة الطبيعية الجديدة» التي تتضمن عدم اليقين، وعدم ضمان أي شيء، والاستعداد لأي شيء. وأضافت: «هذا يعني قبول أي شيء في أي وقت. هذا يعني قبول الأمر الواقع» (ربما تقصد الاستبدال بـ«الحلم الأميركي».. «الواقع الأميركي»).

ويبدو من التركيز خلال الذكرى العاشرة على أن يتذكر الناس ما حدث قبل عشر سنوات، وأن لا ينسوه، هو أن «أميركان سايك» تجمع بين الخوف والغضب. الخوف من «الحياة الجديدة»، والغضب على الذي دمر «الحياة القديمة».

وعن هذا قال باروخ فيشهوف، أستاذ علم النفس في جامعة كارنغي ميلون (ولاية بنسلفانيا): «الغضب يمكن أن يجعل الناس أكثر تفاؤلا». وفسر ذلك بأن الناس، وخاصة الرجال، يحسون بأن الغضب يجعلهم ينتقمون، ثم يعقب الانتقام راحة نفسية. لكن، تميل النساء إلى الخوف أكثر، ربما لأنهن يرين أن الانتقام سيقود إلى عدم استقرار، وسيبعد العودة إلى الاستقرار الأول.

حسب استفتاء أجرته جامعة كارنغي ميلون برئاسة فيشهوف، قالت نسبة 21 في المائة من الأميركيين إن كل واحد منهم يتوقع أن يكون ضحية هجوم إرهابي خلال السنة المقبلة. ووصف فيشهوف هذا بأنه «نظرة قاتمة جدا»، وقال إن نسبة 21 في المائة تعتبر أقلية، لكنها ليست أقلية يمكن أن تهمل. إنها نسبة الربع تقريبا. وقال إن هذه النسبة ارتفعت من الربع إلى خمسين في المائة، عند الإجابة عن سؤال حول توقع هجوم إرهابي عام، وليس بالضرورة على الناس الذين شملهم الاستفتاء.

وعن تأثير الهجمات الإرهابية على الصحة العقلية للأميركيين، أوضحت دراسة الجمعية الطبية النفسية الأميركية في نفس سنة الهجوم، سنة 2001، أن واحدا من بين أربعة قال إنه يشعر بالاكتئاب أو القلق أكثر من أي وقت من الأوقات الأخرى في حياته. لكن، بعد مرور عشر سنوات، انخفضت النسبة. غير أن الاكتئاب حل محله الخوف، «الخوف من الإرهاب، وأهم من ذلك، الخوف من المجهول، بما في ذلك مستقبل الوضع الاقتصادي».

وقالت يائيل دانيلي إن الخوف زاد لأن الأميركيين يميلون إلى الحلول السريعة لكل مشكلة تواجههم. وأضافت: «لكن، هجمات 11 سبتمبر لم تحل نتائجها سريعا. بالعكس، يبدو أنها لن تحل أبدا. ليست مثل شيء معين حدث وانتهى في ذلك اليوم. ليست مثل كارثة طبيعية. الناس ما زالوا يعيشون في جو من عدم اليقين، ومن الخوف. بما في ذلك التهديدات المستمرة بأن هجوما إرهابيا من نوع ما سوف يحدث. وربما حرب جديدة سوف تنشب».

وأضافت: «لا يوجد شيء اسمه العودة إلى الوضع الطبيعي بعد هذا النوع من الكوارث».

وقالت كارول نورث، أستاذة الطب النفسي في جامعة واشنطن في سانت لويس (ولاية ميسوري): «مشاعر الغضب يمكن أن تنسى مع مرور الزمن. ولكن، ليس دائما. خاصة لأن السياسيين والصحافيين وشاشات التلفزيونات تظل تذكر الناس بالإرهاب والإرهابيين»، وأضافت: «يخلق هذا حالة من الاضطراب المستمر».

وقال مراقبون في واشنطن إن السياسيين والإعلاميين يلعبون دورا كبيرا في استمرار هذا الاضطراب، وأشاروا إلى الآتي:

أولا: الإعلاميون يركزون على الإثارة، وخاصة في عصر التلفزيون والإنترنت الذي لم يعد يعتمد فقط على الكتابة، وعلى القراءة المتأنية. في عصر الفيديو والصور يتضاعف تأثير الكلمة المكتوبة. وإذا كانت صورة واحد للهجوم على نيويورك تساوى ألف كلمة، فإن فيديو الهجوم (الذي يصور الطائرة تضرب البرج) يساوي مليون كلمة.

ثانيا: السياسيون، وخاصة اليمينيين والمحافظين، الذين يستغلون الهجوم للإساءة للإسلام والمسلمين. ثم هناك «لوبيات» الكنائس المتطرفة والمنظمات اليهودية، التي صار واضحا أنها تعمل وفق أجندة دينية.

وقال ليونارد ستينهورن، أستاذ اتصالات في الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة: «نحن مجتمع يعتمد على الإعلام اعتمادا كبيرا».

طبعا، لا يمكن إهمال الذكري العاشرة. ولكن، كم يجب أن يكون حجم التغطية الإعلامية؟

صحيفة «يو آي إيه توداي» آجرت استفتاء حول هذا الموضوع. وانقسم الأميركيون إلى قسمين؛ بعض القراء قالوا: «من المهم أن نتذكر أحداث 11/ 9، وأن نعلم الأجيال المقبلة». وقال آخرون: «إن هذه الضجة ليست مفيدة. كلنا نعلم ماذا حدث، ومتى حدث. نحن متأكدون من أن أحدا لن ينسى».

وهناك السؤال الآتي: لأنه عندما يتذكر شخص مصيبة يحس بالحزن، هل لا بد من الذكرى؟

أجابت شارون برينان، طبيبة علم نفس في نيويورك: «لا شك أن الذكرى تساعد على تنشيط الذكريات الحزينة، وعلى زيادة القلق، أو عودته. بعض الناس يقدمون أنفسهم في التلفزيون، ويرون أن هذا يقلل من قلقهم. والآخرون يرون أن العكس هو الأفضل».

وقالت إن أغلبية الأميركيين لا تريد التركيز على الهجوم.

ويعيد هذا إلى الأذهان قول المراقبين في واشنطن بأن السياسيين والإعلاميين هم الذين يستغلون الهجوم.

وهناك سؤالان مهمان؛ أولا: لماذا لا يتحدث الأميركيون عن أسباب الهجوم، وعن أخطاء السياسة الأميركية نحو العرب والمسلمين قبل الهجوم؟ ثانيا: لماذا لا يتحدث الأميركيون عما بعد الهجوم، عن غزو أفغانستان والعراق، عن قتل ربع مليون شخص في العراق، وأكثر من مائة ألف شخص في أفغانستان؟

وقال المراقبون إن الإجابة على السؤالين تتخلص في أن الأميركي، ربما مثل أي شخص، يفضل أن يشتكي من الآخرين على أن يتحمل مسؤولة شكوى الآخر. وإن الأميركي، ربما مثل أي شخص، إذا أخطأ، يفضل أن لا يتحدث عن أخطائه. وقال المراقبون: «الحقيقة المرة هي أن كثيرا من الأميركيين يعرفون أن هناك أخطاء ارتكبت، بعد وقبل الهجوم. لكنهم يكذبون على أنفسهم عندما يحاولون إخفاء ذلك. هذا هو، في حد ذاته، مرض نفسي».

وأضاف هؤلاء أن هناك سببا آخر، وهو شعار «أميركان اكسبشاناليزم» (الاستثنائية الأميركية)، ومعناه أن أميركا أحسن من أي دولة أخرى. وبالتالي، يقل احترام الأميركيين للشعوب الأخرى، ويزيد هذا من رفضهم الاعتراف بأخطائهم في حق هؤلاء. وصار واضحا أن السياسيين والإعلاميين الأميركيين يتعمدون الحديث عن هذه «الاستثنائية» ليتمكنوا من إثارة الغضب والخوف كلما وجدوا فرصة، خاصة في مناسبة مثل الذكرى العاشرة.

وفي ظل هذا الاهتمام المبالغ فيه، تضاعفت نسبة الإعلانات التجارية في الصحف والتلفزيونات الأميركية الرئيسية، بينما قال صحافيون إنهم حذرون «بسبب حساسية المناسبة»، وبسبب «الحساسية»، أعلنت مجلة «تايم» أنها لن تنشر أي إعلان في عددها التذكاري. وأعلنت مجلتا «نيوزويك» و«بيبول» أنهما لن تنشرا إعلانات أكثر من المتوسط. وأعلن تلفزيون «سي إن إن» أنه لن يعرض إعلانا في برنامج خاص بالمناسبة. وأعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» أنها ستصدر ملحقا عن المناسبة من دون إعلانات تجارية، وبإعلانات منظمات خيرية.

وقال لورنس بورستين، ناشر مجلة «نيويورك تايمز»، إن الحساسية سببها الخوف من استغلال تجاري للهجوم، وأضاف: «لم يسبق مثيل لشيء مثل هذا». وأضاف أنه في البداية لم يتوقع بيع الكثير من الإعلانات في الذكرى السنوية العاشرة. ولكن، لدهشته، وجد أن الطلب كان قويا. وزاد بنسبة 46 في المائة عدد الصفحات الإعلانية في العدد الخاص، مقارنة بعدد سبتمبر في العام الماضي.

وقال: «إنه أمر يمس الشعب بكل أنواعه المختلفة، وبطرق شخصية».

ولهذا، لا غرابة في كثرة الاهتمام بالمناسبة، خاصة من جانب التلفزيون؛ مثلا:

أولا: تلفزيون «أنيمال بلانيت» (كوكب الحيوانات) سيقدم حلقة خاصة من سلسلة «سيفد» (أنقذوا) حول ناجين الهجمات ساعدت قططهم وكلابهم في علاجهم، وأن «اتصالات فريدة من نوعها مع حيواناتهم الأليفة ساعدتهم على التعامل مع الخسارة والتعامل على الرغم من استمرار الألم».

ثانيا: سيقدم تلفزيون «شوتايم» برنامجا حول جهود المغني البريطاني بول مكارتني لتنظيم حفلة عن المناسبة.

ثالثا: تخطط شبكة تلفزيون «سي إن إن» لأربعة أفلام وثائقية منفصلة.

رابعا: سيعرض تلفزيون «فوكس» فيلما وثائقيا عن بناء «برج الحرية» في مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر.

خامسا: سيقدم تلفزيون «ناشيونال جيوغرافيك» (الجغرافية)، التي يمتلكها جزئيا روبرت مردوخ، رئيس شركة «نيوز كوربوريشن»، مقابلة حصرية مع الرئيس السابق جورج بوش الابن. وعن ذكريات الرئيس عندما وقعت الهجمات.

وهناك معرض «نيوزيم» (المتحف الإخباري). جزء من المعرض، وهو على شارع بنسلفانيا في واشنطن، تقريبا في نصف المسافة بين البيت الأبيض والكونغرس، سيكون عنوان جزء منه هو «الصحافيون وإف بي آي»، عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يتولى التحقيقات في الخطر الإرهابي. وسيكون عنوان جزء آخر: «الحرب على الإرهاب».

سيرى الذي يدخل المتحف محرك طائرة عملاقا ومحروقا، معلقا من سقف المتحف. هذا هو محرك طائرة شركة «أميركان» الجوية، طائرة الرحلة رقم 175 التي خطفت ودمرت البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. عثر على المحرك تحت أنقاض المبنى.

في المتحف الوطني للتاريخ الأميركي القريب، سوف يعرض: «11 سبتمبر: التذكر والتفكير». يتضمن هذا نحو 60 قطعة. وقال مدير المتحف: «بعض هذه الأشياء وصلتنا من جامعي الأشياء القديمة والهواة والشرطة ومن مواطنين عاديين»، وأضاف: «هنا توجد بعض الأشياء التي لها صلات باللحظات الأخيرة قبل الدمار. هنا أشياء ندركها جميعا، وليست ألغازا تكنولوجية أو فنية. أشياء تساعد الناس على فهم ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم». منها: حزام أمان من حطام طائرة شركة «يونايتد» الجوية في الرحلة رقم 93، التي سقطت في ولاية بنسلفانيا. وستارة نافذة من نوافذ نفس الطائرة. ومساحة تنظيف الأرض في مركز التجارة العالمي. قطعة حديدية في مصعد في المبنى استخدمت لفتح باب المصعد ونجاة الذين كانوا فيه قبيل أن ينهار المبنى. وبطاقة بريدية أرسلها مسافر بالبريد قبل أن يسافر على إحدى الطائرات المخطوفة. لعبة أطفال وجدت تحت الأنقاض. وكتاب تسجل خدمات الطعام والشراب تابع لمضيفة في الرحلة رقم 9. وخريطة ممر داخل البنتاغون، هو نفس الممر الذي تحطم يوم الهجوم.

وقالت كاري كريستوفرسن، مديرة المعرض في المتحف الإعلامي: «نريد أن يتذكر الناس يوم الهجوم الإرهابي. إنه، بالنسبة لنا، لم يكن حدثا إخباريا فقط. صار جزءا من التاريخ الأميركي».