جولات ساخنة بين مرشحي الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة

مناظرة المرشحين تشهد مواجهة شرسة بين ريك بيري وميت رومني

TT

اشتعلت المنافسة بين مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي العام القادم وشهدت مكتبة رونالد ريغان بكاليفورنيا مساء الأربعاء إحدى الجولات الساخنة بين ثمانية مرشحين عن الحزب. وتبادل المرشحون الهجوم على مشروع الرعاية الصحية وهاجموا الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وقدم كل مرشح أفكاره لتحسين أمن الحدود وخلق فرص عمل والارتقاء بالاقتصاد الأميركي. وتصاعدت سخونة المواجهات، لكنها تركزت بشكل خاص بين حاكم ولاية تكساس ريك بيري والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ميت رومني.

وشارك في المناظرة رجل الأعمال هيرمان كين والسيناتور السابق عن بنسلفانيا ريك سانتورم والنائب عن تكساس رون بول وحاكم ولاية يوتا جون هانتسمان والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش والنائبة عن مينيسوتا ميشيل باكمان، إضافة إلى بيري ورومني.

ويعد كل من بيري ورومني الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب كما تشير استطلاعات الرأي، وهو ما جعل المناظرة التي نظمتها قناة «إن بي سي» مساء الأربعاء تشهد نوعا من المواجهة الشخصية بينهما بشكل أقرب إلى المصارعة في حلبة ملاكمة يسدد فيها كل ملاكم الضربات للآخر، خاصة أن بيري يخوض هذه المناظرة لأول مرة بعد أن أعلن نيته لخوض السباق الشهر الماضي.

وركز بيري في مداخلته على النجاحات التي حققها في ولاية تكساس وقال إنه تمكن من خلق مليون فرصة عمل في ولايته في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تعاني من خسارة مليوني وظيفة. وهاجم بيري الرئيس أوباما متهما إياه بـ«الكذب» بشأن تحسين أمن الحدود، وقال إن برنامجه سيركز على تشديد فرق الحراسات الحدودية البرية والجوية. وهاجم بيري نظيره رومني قائلا «إن حاكم ولاية ماساتشوستس مايكل دوكاكيس خلق فرص عمل لثلاثة أضعاف ما قدمه رومني كحاكم للولاية». ورد رومني الهجمات قائلا «إن الرئيس جورج بوش وسلفه خلق فرص عمل بمعدل أسرع مما خلقته أنت في ولاية تكساس».

وقد ركزت استراتيجية ريك بيري على جذب أصوات الإنجيليين وأعضاء حركة الشاي والناخبين المحافظين والاجتماعيين الملتزمين والتقليديين في قاعدة الحزب الجمهوري، ولم يتراجع بيري عن مهاجمته لنظام الضمان الاجتماعي، وأصر على أن مشكلة تغيير المناخ قضية لم تحسم أهميتها.

وركز رومني الهجوم بشكل مباشر على الرئيس أوباما معتبرا أنه السبب الرئيسي في ما تعانيه الولايات المتحدة، وقال «إن الولايات المتحدة تمر بأزمة تتعلق بالثقة والإدارة». وهاجم رومني أوباما قائلا «إنه رجل لطيف لكنه لا يملك أي فكرة عن كيفية إدارة هذا البلد».

وأكد رومني أن أولويته في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ستكون إلغاء قانون الرعاية الصحية الذي تبناه أوباما وهو ما اتفقت عليه النائبة ميشيل باكمان أيضا. ودافع رومني عن نظام الضمان الاجتماعي، مشيرا إلى أنه في حاجة إلى أن يكون أكثر انضباطا. ويركز رومني في استراتيجيته على أن يأخذ مواقف أكثر اعتدالا وليبرالية.

وقد بدا الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش أحد أكبر المفكرين في الحزب الذي يملك رؤية خاصة في مجال الطاقة وتنمية الموارد في ألاسكا، وحصد معها إعجاب وتصفيق الحاضرين. وأعطت النائبة ميشيل باكمان إجابات جيدة خاصة في مهاجمتها لنظام الرعاية الصحية وتأكيدها ضرورة إلغائه. كما كررت وعودها بتقليص الإنفاق الحكومي وتخفيض أسعار الوقود إلى دولارين للغالون إذا تم انتخابها.

وجاء أداء حاكم ولاية يوتا جون هانتسمان منخفضا جدا في استطلاعات الرأي لكنه أظهر بعض الحيوية والثقة وأعطى أجوبة معتدلة دون هجوم، كما قدم أفكارا مبتكرة لخلق الوظائف، لكن يبدو أن حظوظه ستكون منخفضة مقارنة ببقية المرشحين.