فشل محاولات لتشكيل مجلس انتقالي سوري جديد في مؤتمر الدوحة

بهية مارديني لـ«الشرق الأوسط»: المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن مؤتمر الدوحة، الذي حاول من خلاله معارضون سوريون تشكيل مجلس انتقالي جديد في العاصمة القطرية، قد فشل وانتهى دون وصول أطرافه إلى أي نتيجة توافقية. وصرح مصدر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» بأن لقاء الدوحة، الذي عقده معارضون سوريون على مدار اليومين الماضيين، فشل في تكوين نواة مجلس انتقالي جديد، بعد انسحاب التيار الإسلامي المستقل ومجموعة العمل الوطني.

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «بعض المعارضين السوريين حاولوا تمرير مؤتمر الدوحة - بغض النظر عن المضمون - لمصالحهم الشخصية»، قائلا إن «تلك الخطوة سببت خلافات كبيرة في المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة». وكشف عن حشد المعارضين لتنصيب المعارض السوري رياض سيف بدلا من برهان غليون في رئاسة المجلس الانتقالي، مضيفا أن تصرفات غليون ورفضه التعامل مع شخصيات عدة من المجلس الانتقالي أثارت غضب المعارضة السورية، خاصة بعد تصرفه الأخير لإعلان مجلس جديد من الدوحة.

وقال المصدر: «إن فشل مؤتمر الدوحة يفسح المجال أمام اعتراف أوسع وأشمل بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي ضم 94 معارضا سوريا من مختلف الطوائف والعرقيات السورية، كان المجلس الانتقالي السوري قد أعلن عنه أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي من العاصمة التركية أنقرة.. وشهد حضورا قويا للأقليات السورية؛ حيث شمل 10 من أبناء الطائفة العلوية و3 من الطائفة الشيعية و3 من الطائفة الدرزية و17 إسلاميا، بينهم 5 من جماعة الإخوان المسلمين، و6 من ممثلي العشائر و9 من السيدات، إضافة إلى 9 من الأكراد، من أصل 94 شخصية معارضة وناشطة، بينهم 42 شخصية من الداخل».

ويقول مراقبون: إن المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة يعبر عن عدالة في التمثيل في العمق الجغرافي والثقافي والسياسي السوري، وإنه ضم الكفاءات الوطنية المهمة لمستقبل الثورة، ومن الكفاءات التي تنشق عن النظام والقادرة على المساهمة في بناء الوطن.

من جانبها، اعتبرت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن الرأي والتعبير، أن المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة السورية؛ حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «تعدد المؤتمرات والمجالس ليس في صالح الثورة السورية، والتأخير في التوافق ليس في صالح المعارضة. هذا التخبط يضر بمسار الثورة، ويضر بمصداقية المعارضة أمام الشعب السوري». وأضافت مارديني: «لكن بالنهاية، ليس هناك بديل سوى الاتفاق؛ فاتفاق المعارضة واجب وطني في هذا التوقيت الدقيق».

ويعتقد المعارض السوري أشرف المقداد، رئيس إعلان دمشق في أستراليا، أن المؤتمر يعد خطوة «خائنة» من حضوره، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر فشل لأنه حاول التذاكي على الثورة السورية ودماء الشهداء بتبني المبادرة العربية والموافقة على إبقاء بشار في الحكم ورفض التدخل الدولي الذي أصبح يطالب به شعبنا»، وأضاف المقداد: «الخطوة ليست مفاجئة بالنسبة لي، فمن لا يسمع للشعب حتما سيفشل».

بينما علمت «الشرق الأوسط» أن السبب الرئيسي لفشل مؤتمر الدوحة كان إصرار منظميه على تبني المبادرة العربية بشروطها الحالية، وعلى رأسها الإبقاء على النظام السوري حتى عام 2014، وهو ما اعترض عليه المشاركون بشكل قاطع، وعلى رأسهم التيار الإسلامي وممثلون عن إعلان دمشق.

كان أبرز المعترضين الذين أعلنوا انسحابهم: أعضاء هيئة التنسيق، وهم: رجاء الناصر، وعبد المجيد منجونة، من التيار اليساري. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من المنطقي أن يرفع الشارع شعارات تدعو لإسقاط النظام، بينما المعارضة تتفاوض للإبقاء عليه».