مسلحون يجربون «القنص» ضد ساكني البلدات المحيطة بغزة

توتر وتصعيد متبادل في القطاع

TT

أضاف المسلحون الفلسطينيون في قطاع غزة أسلوبا جديدا في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، فبعد أن ظلت الردود لسنوات طويلة تتركز على الصواريخ، وقذائف الهاون، جرب المسلحون أمس أسلوب القنص ضد سكان البلدات المحيطة بغزة.

وأكدت مصادر إسرائيلية، أن قناصة فلسطينيين أطلقوا أمس نيرانهم باتجاه عدد من المنازل في بلدة نتيف هعسراه القريبة من حدود غزة. وقالت المصادر، حسب الإذاعة الإسرائيلية، إن القناصة الفلسطينيين أطلقوا ما لا يقل عن 10 طلقات ألحقت أضرارا ببعض المنازل، دون أن تسفر عن إصابات في سكانها.

وأربكت التجربة الجديدة الجيش الإسرائيلي وسكان المستوطنة الذين توقفت حياتهم بعد أن دعاهم الجيش إلى البقاء في المناطق المحمية واتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، وأكثر ما خلف عند الإسرائيليين حالة من القلق والهلع والإرباك، استهداف القناصة، جمعية استهلاكية، كان يتسوق فيها العشرات، لكنهم لم يصابوا بالرصاص.

ومن غير المعروف ما إذا كان الفلسطينيون سيستمرون في هذا الأسلوب، أم أنهم لجأوا إليه لتجنب إطلاق صواريخ من شأنها نسف التهدئة الهشة مع إسرائيل، وإثارة خلافات فلسطينية داخلية. وفي وقت لاحق، وبعد أن هدأت نيران القنص، سمح الجيش للمستوطنين بالعودة إلى مزاولة حياتهم كالمعتاد، لكن مع رقابة أكبر على الحدود مع القطاع المتوتر.

وجاءت تجربة القنص الجديدة، في حين تبحث الجهات المختصة في إسرائيل سبل تحصين أكثر، للمستوطنات والمدن الإسرائيلية الواقعة في محيط غزة. فعقدت لجنة المالية في الكنيست يوم الثلاثاء الماضي، جلسة طارئة لبحث مسألة تمويل أعمال توسيع تحصين المدن والمستوطنات الواقعة في محيط غزة، ضد الصواريخ الفلسطينية. وتركزت مباحثات اللجنة البرلمانية على مسألة تحصين المؤسسات التعليمية والطبية في المقام الأول، ضد الصواريخ، ودعا رئيس لجنة المالية موشيه غافني إلى اتخاذ قرارات فورية في مجال تجهيز «الجبهة الداخلية» وتحصين المدارس والمستشفيات، بينما انتقد رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين إهمال الحكومة الإسرائيلية لاحتياجات سكان «المناطق الجنوبية» البالغ عددهم مليون نسمة، وعدم الالتفات إليهم إلا في أوقات الطوارئ.

وفي الأيام القليلة الماضية، عادت الصواريخ الفلسطينية لتضرب هذه التجمعات الإسرائيلية، بعد تصعيد إسرائيلي مفاجئ، طال ناشطين من الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين. واستهدف الفلسطينيون أمس المجلس الإقليمي بمنطقة شاعر هنيغيف بصاروخ سقط في منطقة مفتوحة. ورد الجيش الإسرائيلي، بقصف أراض زراعية شمال شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة بالطائرات والمدفعية، كما فتح نيران رشاشاته من زوارق بحرية تجاه قوارب الصيادين قبالة سواحل غزة.