اشتعال كل الجبهات بين حزب الله وتيار المستقبل على خلفية وثائق «ويكيليكس»

علوش لـ «الشرق الأوسط»: فجور حزب الله سببه اقتناعه بأن راعيه الإقليمي إلى نهايته وحليفه في الداخل أول أعدائه

TT

بلغت المعارك الكلامية بين تيار المستقبل وحزب الله ذروتها بعد الحملة غير المسبوقة التي شنّها رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد على «المستقبل» على خلفية استمرار إعلامه في نشر وثائق لـ«ويكيليكس» تنقل أحاديث لرئيس المجلس النيابي نبيه بري تظهره بمعظمها مرحبا باعتداء إسرائيل على حزب الله في عام 2006 ومنتقدا لاستخدام سلاح الحزب في الداخل اللبناني.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن «الفجور الذي يتصرف به حزب الله سببه الرئيسي اقتناعه بأن راعيه الإقليمي أي سوريا إلى نهايتها وأنه في موقف حرج جدا بعد مشاركته في قتل الشعب السوري».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، لفت علوش إلى أنّه «ليس من المستغرب أن يصدر عن رعد وأمثاله من حزب ولاية الفقيه هذه الألفاظ النابية والشتائم والسباب»، وقال: «بعدما تأكّد حزب الله ومن خلال وثائق ويكيليكس ما يضمره له اللبنانيون من كراهية وأن حليفه الأول نبيه بري هو العدو رقم واحد بالنسبة له فقد أعصابه وخرج في حملة من السباب والشتم».

واستغرب علوش حملة بري على تيار وصحيفة المستقبل في حين أن الوثائق موجودة أصلا على موقع «ويكيليكس» قائلا: «إذا كان لديه أي مشكلة مع هذه الوثائق فليتجه إلى ويكيليكس».

وكان النائب محمد رعد قد وصف خطاب «المستقبل» بـ«الفاجر والذي تفوح منه رائحة الأسن ونتانة الفتن وعسس الاهتراء» معتبرا أن «التمادي وصل حدّ تجاوز الخطوط الحمر في طعن المقاومة والتطاول على المقامات والرموز الدينية والوطنية والتحريض ضد الجيش اللبناني الضامن لأمن البلاد واستقرارها»، وسأل رعد: «فأي مستقبل وخيم يعد به هؤلاء؟ وأي صدقية تبقى لهم؟ وأي دولة يدعون بناءها؟».

وأشار رعد إلى أن «فجور خطابهم السياسي ساقهم إلى تعمد هدم جسر التواصل المتبقي مع الوطنيين اللبنانيين عبر استهداف دولة الرئيس نبيه بري الذي طالما تحمل عبء فتح قنوات الحوار بين الخصوم السياسيين حرصا على استقرار الوطن ومصالحه الكبرى»، مضيفا: «إننا من موقع خبرتنا بالأخ الكبير الأستاذ نبيه بري ومن منطلق فهمنا الدقيق لتوجهاته الوطنية وحنكته المشهودة، نؤكد أن دوره الريادي في التفاوض خلال حرب تموز العدوانية عام 2006 حفظ المقاومة وحمى خيارها وصان وحدة البلاد وخيب آمال المراهنين على تحقق الأهداف الأميركية والإسرائيلية».

وكانت صحيفة «المستقبل» التابعة لتيار المستقبل باشرت ومنذ أيام نشر وثائق عن موقع «ويكيليكس» لأحاديث صادرة عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تظهره بمعظمها مرحبا باعتداء إسرائيل على حزب الله في عام 2006. وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان، نقل في برقية مؤرخة في 17 تموز عن بري تشجيعا لضرب حزب الله عسكريا وسياسيا، وطلبه الانتهاء من العملية الإسرائيلية، التي وصفها بـ«العسل» بسرعة، كي لا تعطي العملية نتائج عكسية.

ورأى نائب حزب الله علي عمار أن «حزب المستقبل ورئيسه سعد الحريري وإعلامه دأبوا على إثارة أجواء التحريض في كل الاتجاهات، وخصوصا تجاه المقاومة وحلفائها، ظنّا منهم أنّهم يوقعون الخلاف بين أبناء الصف السياسي الوطني الشريف، ورغبة منهم في إخفاء مرضهم المستعصي على الشفاء، وهو خروجهم من السلطة بما يشبه انهيار المشروع الذي عملوا على تشييده طويلا ليكون مزرعة مطوبة له».

واعتبر أنَّ «آخر أحقادهم التي نفثوها هو رمي الرئيس بري بتهم أوثق بهم وألصق بسلوكياتهم، في محاولة دنيئة لإيجاد الفتنة بين أبناء الصف الوطني الواحد، لكنهم خسئوا، فبري دعامة رئيسة من دعائم المقاومة ومشروع المقاومة، وهو في الخندق المتقدم للدفاع عن لبنان المستقبل، وقد أبلى في حرب تموز بلاء مباركا مع حركته ليكون مساهما فعالا في انتصار تموز التاريخي على العدو الإسرائيلي».