وساطة من نيجيرفان بارزاني لتطويق الأزمة على الحدود التركية

تقرير إسرائيلي: تل أبيب تدرس دعم «العمال» الكردستاني

نيجيرفان بارزاني
TT

يتوقع أن يقوم نيجيرفان بارزاني الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، بزيارة إلى تركيا قريبا لبذل جهود الوساطة مع الحكومة التركية بهدف تطويق الأزمة الناشبة على الحدود التركية - العراقية جراء تجدد القتال بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وأورد مصدر مقرب من بارزاني، طلب عدم ذكر اسمه، أن «نيجيرفان بارزاني يزور تركيا مبعوثا من رئيس الإقليم مسعود بارزاني لإجراء مباحثات مع الجانب التركي تتركز حول الأوضاع على الحدود المشتركة، وأن بارزاني يحمل أفكارا لحلول جديدة لأزمة الحدود سيعرضها على الجانب التركي». وقال المصدر إن «وفدا كرديا يرافق بارزاني في زيارته لتركيا يضم وزير الداخلية كريم سنجاري وعددا من المستشارين الأمنيين».

وكان بارزاني قد زار إيران مؤخرا مبعوثا من رئيس الإقليم للتباحث مع القادة الإيرانيين حول تداعيات الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة مع إيران، وصرح عقب عودته بأن «القصفين الإيراني والتركي والقتال الدائر على الحدود المشتركة مع الدولتين يلحق أفدح الأضرار بالسكان المدنيين في جانبي الحدود، ويفترض بحزبي (بيجاك) المعارض لإيران و(الكردستاني) المعارض لتركيا أن يتخليا عن السلاح وأن يسيرا في اتجاه النضال السلمي والسياسي لتحقيق أهدافهما بعيدا عن إراقة المزيد من الدماء».

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس أن مساعد الوزير للشؤون الخارجية سيزور العراق اليوم. وقال الناطق باسم الخارجية سلجوك أونال في إيجاز صحافي بأنقرة نقلته وكالة أنباء «الأناضول»: «يتوجه مساعد وزير الخارجية فريدون سنيز أوغلو إلى بغداد (اليوم) السبت لإجراء محادثات مع السلطات العراقية في إطار المشاورات المستمرة بين الوزارتين التركية والعراقية. كما يتوجه إلى أربيل في وقت لاحق. وتتركز محادثاته على العلاقات التركية - العراقية، إضافة إلى محاربة الإرهاب».

جاء ذلك بينما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي يعتزم عقد اجتماعات مع قادة حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) في أوروبا من أجل التعاون معهم ودعمهم في كل المجالات الممكنة. وذكرت الصحيفة أن الأكراد ربما يطلبون من إسرائيل مساعدات عسكرية، في شكل تدريب وأسلحة وذلك في إطار سلسلة من التدابير لما سمته عقاب تركيا.

في غضون ذلك أكد باهوز أردال القيادي في قوات الدفاع الشعبي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، أن «حزبه على استعداد لمد يده للسلام، كما أنه مستعد أكثر من أي وقت مضى للتصدي لأي حرب عنيفة قد تشن ضد الشعب الكردي وحركته التحررية». وقال أردال «إن حكومة حزب العدالة والتنمية تتحمل النتائج المترتبة عن أي حرب شاملة محتملة قد تشنها»، مشيرا إلى أن «حملات الدولة التركية منذ مجيء حكومة العدالة والتنمية إلى الحكم بتركيا، تسير خطوة بخطوة وفق مخطط إبادة وتصفية لحركة حرية كردستان». وقال العضو القيادي بالحزب الكردستاني في تصريحات نقلتها صحيفة «أوزغور بوليتيكا» الصادرة باللغتين الكردية والتركية إن «التجارب السابقة أثبتت فشل جميع الحملات والتمشيطات العسكرية التي استهدفتنا، كما أنها أثبتت مدى قدرتنا على التصدي لها. نحن مستعدون للتصدي لأي حرب شاملة، ونمتلك خبرة وتجارب متراكمة تمتد إلى ثمانية وعشرين عاما من النضال». وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك إمكانية لأن تحدث حرب مشابهة لتلك التي سيرتها سريلانكا ضد نمور التاميل على الساحة الكردستانية، قال أردال إنه «إن كانت حكومة العدالة والتنمية وأتباعها يسعون وراء سياسة من هذا القبيل، فليمضوا فيها، نحن سنتعمق في التجربة الفيتنامية وعلى الجانب الآخر أن يدرك أن كردستان ليست سريلانكا، وأن مقاتلينا ليسوا نمور التاميل».