الصدر يرفض توصيف «اواء اليوم الموعود» في خانة الميليشيات

وصف تصريحات للناطق باسم عمليات بغداد بهذا المعنى بـ«التفاهات»

TT

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه المطلق وضع «لواء اليوم الموعود»، الذي يعد بمثابة الجناح العسكري لجيش المهدي الذي أمر باستمرار تجميده، في خانة الميليشيات الإرهابية. واعتبر الصدر في بيان صدر من مكتبه وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «تصريحات المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة بشأن اعتقال عناصر من لواء اليوم الموعود (تفاهات)»، مشيرا إلى أنه « يترفع عن الرد على تلك التصريحات».

وجاء في رد للصدر على سؤال لأحد أنصاره بشأن تصريحات كان قد أدلى بها الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا وكشف فيها عن أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عناصر من لواء اليوم الموعود بسبب استهداف القوات الأميركية فضلا عن وضعها في خانة الإرهاب والميليشيات ما نصه «أنا لا أرد على مثل هذه التفاهات» وهو ما يعني من وجهة نظر المراقبين السياسيين أن الصدر لم يشأ فتح جبهة مع الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية في مثل هذا الوقت بالذات مع بدء الانسحاب الأميركي من بعض المواقع في وقت تستمر فيه الأزمة السياسية الخاصة بإمكانية إبقاء عدد من الجنود الأميركيين بصفة مدربين. واكتفى الصدر بالإشارة إلى أن مثل هذه التصريحات لا تعدو كونها «تفاهات» مع علمه أن أيا من الجهات الرسمية لن ترد على مثل هذا الوصف خشية منها هي الأخرى من فتح معركة مع التيار الصدري. ويذكر أن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة اللواء قاسم عطا كان قد أكد في تصريح تلفازي أن «القوات المسلحة العراقية قطعت أشواطا مهمة في كبح نشاط الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية». وأوضح أن القوات العراقية قد ألقت «القبض على الكثير من المتورطين في إطلاق النار تجاه القوات الأميركية تحت مختلف المسميات والعناوين أو باتجاه القوات الأمنية العراقية أو المواطنين»، مبينا «وجود معتقلين من عصائب أهل الحق واليوم الموعود فضلا عن وجود معتقلين من تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وجميعهم يخضعون للقانون العراقي».

وكان «لواء اليوم الموعود» الذي يشرف عليه الصدر شخصيا تبنى العديد من العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية كما نظم استعراضا عسكريا في العاشر من شهر محرم الماضي. وفي الوقت الذي أعلن فيه الصدر مؤخرا ترحيبه بكتائب حزب الله العراقي في أول تقارب معلن بين هذه الكتائب والتيار الصدري فإن هذين الفصيلين مع عصائب أهل الحق المنشقة أصلا عن التيار الصدري تعد حاليا من أشد أعداء القوات الأميركية في العراق. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد دعا الحكومة العراقية في أول زيارة له بعد توليه منصبه في شهر يوليو (تموز) الماضي إلى أن تتخذ «إجراءات صارمة بحق فصائل مسلحة تستهدف القوات الأميركية المنتشرة هناك بأسلحة إيرانية». وأضاف بانيتا «نحن قلقون للغاية بشأن إيران والأسلحة التي تزودها للمتشددين هناك». وأشار إلى أننا «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح باستمرار حدوث ذلك».

وكان الصدر قد قرر عدم إعادة جيش المهدي التابع له إلى العمل، جراء زيادة المفاسد بين صفوفه لكنه أطلق يد «لواء اليوم الموعود» في ملاحقة القوات الأميركية في حال لم تنسحب من العراق نهاية العام الحالي. وكان التيار الصدري الذي يحتفظ بـ40 مقعدا في البرلمان العراقي قد رفض الاتفاق الذي كانت قد توصلت إليه الكتل السياسية بمنح الحكومة صلاحية التفاوض مع الجانب الأميركي لإبقاء أعداد من الجنود الأميركان كمدربين للقوات العراقية بعد الانسحاب المقرر للجيش الأميركي من العراق نهاية العام الحالي بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين عام 2008.