نائب الرئيس الأميركي السابق: التهديدات الإرهابية على أميركا قائمة

تشيني: تكنيك محاكاة الغرق تم اختباره على القوات الأميركية قبل استخدامه في استجواب خالد شيخ محمد

TT

حذر نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك تشيني، من احتمالات تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية جديدة، وأبدى تخوفه من أن تقع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين وتنظيم القاعدة، وعندئذ سيكون التهديد جنونيا. وقال خلال ندوة عقدها المركز الأميركي للأبحاث العامة (AEI)، إن «التهديدات الإرهابية قائمة ويجب أن نأخذها بجدية». وأكد أن تكنيك استخدام المياه في الحصول على اعترافات من المعتقلين من أعضاء تنظيم القاعدة قد تم اختباره أولا على أفراد أميركيين.

وأكد تشيني أن تدريب القوات الأميركية كان يشتمل على اختبار تقنيات الاستجواب باستخدام محاكاة الغرق، ولم يكن هناك أي تقنيات تمت على أي فرد من تنظيم القاعدة لم يتم اختبارها أولا على القوات الخاصة الأميركية. وقال: «إن الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة كانت تقوم بتعذيب أحد ليست صحيحة، وقد تم استخدام أساليب الاستجواب المشابهة مع عدد محدود من الأفراد الذين كان واضحا ومعروفا تورطهم في الأعمال الهجومية وانتماؤهم إلى تنظيم القاعدة».

وأكد تشيني أن 3 أشخاص فقط تعرضوا لأسلوب الاستجواب بالإغراق بالمياه، مضيفا: «لم يتم استخدام هذا الأسلوب سوى مع 3 أشخاص وكان أحدهم هو خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقد أسفر استخدام هذا الأسلوب عن نتائج هائلة معه، ولم نستخدم أسلوب الاستجواب بالإغراق بالمياه على المئات ولا العشرات من المعتقلين»، واستطرد: «لا أعرف ماذا سيحدث لو تم القبض على خالد شيخ محمد اليوم، ربما قرأوا له حقوقه، أنا لا أعرف».

وانتقد نائب الرئيس الأميركي السابق بشدة تحركات إدارة أوباما لملاحقة عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الذين قاموا بتقنيات محاكاة الغرق لانتزاع الاعترافات من المعتقلين من تنظيم القاعدة، ووصف هذه الملاحقات بأنها «رهيبة»، وقال: «هؤلاء العملاء في وكالة الاستخبارات يستحقون الأوسمة والنياشين لا الملاحقة». وأوضح أن تعرض أي عضو من أعضاء تنظيم القاعدة إلى تقنيات الاستجواب باستخدام المياه لم يكن الأول من نوعه، بل تم اختباره في ما سبق على الأميركيين.

وروى تشيني الساعات والدقائق التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قائلا إن الساعات الأولى سادتها الفوضى وكان أهم عنصرين في تلك الساعات؛ التأكد من الطائرات التي تم اختطافها ووجهتها، والتأكد من تأمين الرئيس وكل الذين يخلفونه في منصب الرئاسة في حالة عدم وجوده (نائب الرئيس، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ). وقال تشيني إنه اتخذ خطوات لضمان أن كل شخص في خط الخلافة قد نجا من الهجوم أيا كان نوع الهجوم الذي تتعرض له الولايات المتحدة، موضحا أن أول رد فعل عندما شاهد الطائرة وهي تقتحم مبنى التجارة العالمي في نيويورك على شاشة التلفزيون أنه كان يفكر أن ذلك لا بد أن يكون هجوما إرهابيا.

ووصف تطورات الساعات الأولى قائلا: «دخل الحارس الخاص، جيمي سكوت، إلى مكتبي، وقال: علينا أن نرحل فورا. وقبل أن أنطق بكلمة أزاحني عن مكتبي وانطلق بي نحو مركز عمليات الطوارئ الرئاسية أسفل البيت الأبيض، عبر ممر ضيق من الجناح الغربي، وتوقفنا عند أسفل السلم وأنا أشاهد رجال الحراسة الخاصة وهم يأخذون مواقعهم في كل مكان للدفاع عن البيت الأبيض في حالة ما إذا تعرض للهجوم. وقدم لي الحارس بنادق ومصابيح وأقنعة مضادة للغاز، وقال لي إن طائرة لم يتم تحديدها كانت متجهة نحو (التاج)، وهو الاسم الحركي للبيت الأبيض. وبعد دقائق أبلغني الحارس أن الطائرة التي كانت متجهة نحونا قد ضربت مبنى البنتاغون، وعندها عرفت أن كلا من واشنطن ونيويورك تتعرضان لهجوم، وأن على الرئيس بوش - الذي كان في زيارة إلى مدرسة في فلوريدا - البقاء بعيدا».

ويضيف تشيني: «تكلمت مع الرئيس بوش عبر التليفون مرتين رغم تعطل الاتصالات لحثه على البقاء بعيدا وأن البيت الأبيض قد يكون هدفا للإرهابيين. وبدأت أشاهد صور انهيار البرجين في نيويورك على شاشات التلفزيون في مركز عمليات الطوارئ وهي غرفة حوائطها من الخشب وتتوسطها مائدة طويلة وتختبئ التليفونات في أدراج المائدة. وعلى كل جانب من الحوائط شاشتان عملاقتان وكاميرا فيديو لعقد مؤتمرات مصورة حية. ومضى وزير المواصلات، نورم منيتا، يعمل على تحديد الطائرات التي تم اختطافها والطائرات التي في الجو وتشكل تهديدا، وأمر بهبوط كل الطائرات التي في الجو». ويصف نائب الرئيس الأميركي تلك الدقائق والساعات قائلا: «كنا نعيش في ضبابية حرب ووصلتنا تقارير أن 6 طائرات تم اختطافها، واتضح في ما بعد اختطاف 4 طائرات فقط، وجاءت تقارير متضاربة أن طائرة ضربت البنتاغون. وبدأنا نستعلم عن مقر الكونغرس ووزارة الخارجية، وسمعنا أن طائرات كانت في طريقها إلى كامب ديفيد وإلى مزرعة كرافورد بتكساس (التي يمتلكها الرئيس بوش)، كما وصلتننا معلومات عن (إير فورس وان)».

وأوضح نائب الرئيس الأميركي السابق أنه بحلول مساء الحادي عشر من سبتمبر كانت طائرة قد أقلته إلى كامب ديفيد، حيث بدأ التفكير في ما يتعين على الولايات المتحدة القيام به سياسيا، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها للتعامل مع الوضع الجديد، وقال: «لم يكن هذا مجرد هجوم إرهابي، فحتى تلك اللحظة كان يتم التعامل مع المنظمات الإرهابية باعتبارها تقوم بأعمال إجرامية تخترق القانون، لكن هذه الهجمات كانت عملا من أعمال الحرب وكنا في حاجة إلى التعامل معها بوصفها عملا من أعمال الحرب».

ويؤكد تشيني: «كنا في حالة حرب وتشككنا من البداية في أن هذه الهجمات من تنظيم القاعدة، وكان هناك عدد قليل من المنظمات الإرهابية تمتلك القدرة على القيام بهذه الهجمات وبهذا الأسلوب، ويتم تمويل نشاطها الإرهابي بالسلاح والذخيرة وتدعمها دول وتوفر لها ملاذا آمنا. وعاد الرئيس بوش إلى البيت الأبيض في الثامنة والنصف مساء، ذلك اليوم، وتحدث إلى الأمة من المكتب البيضاوي وأعلن ملاحقة مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي».