مسؤول عسكري يمني لـ «الشرق الأوسط» : فك الحصار عن اللواء 25 ميكا والسيطرة على أجزاء من زنجبار

هروب أعداد كبيرة من عناصر «القاعدة» من زنجبار إلى بلدة جعار

قوات عسكرية يمنية في طريقها إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد تحريرها من قبضة عناصر يشتبه في انتمائها لـ«القاعدة» (رويترز)
TT

تمكن الجيش اليمني من إنهاء الحصار الذي ضربته عناصر يشتبه في انتمائها لـ«القاعدة» في جنوب اليمن على كتيبة تابعة للجيش منذ مايو (أيار)، وقال متحدث باسم قائد اللواء 25 ميكانيكي المحاصر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «تمت السيطرة على الملعب الرياضي الذي كان يحتمي به المسلحون من (القاعدة)، كما تمت السيطرة على الطريق الساحلي بالكامل وتأمينه، وتم فك الحصار على اللواء 25 ميكا المحاصر من قبل عناصر (القاعدة)، وتم التحام القوات القادمة لفك الحصار عن اللواء 25 ميكا بقوات اللواء بعد إنهاء الحصار» وقال المتحدث العسكري «السيطرة الكاملة على مدينة زنجبار ستتم خلال اليومين القادمين لأن عناصر (القاعدة) بدأت بالهرب من المدينة» وأضاف في إجابة على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن أهم العوامل التي أدت إلى هذا التحول في خط سير المعارك «ضغط القوة من كل الجهات عليهم أدى بهم إلى الفرار من زنجبار إلى جعار» وأضاف المتحدث العسكري «كانت عناصر (القاعدة) تعتمد تكتيكات القنص والهجوم على اللواء بالأسلحة المختلفة وقطع خطوط الإمدادات والتموين على المعسكر». وذكر المتحدث العسكري أن الألوية المشاركة في العملية هي «اللواء 119 مشاة واللواء 201 ميكا واللواء 31 مدرع واللواء 39 مدرع بالإضافة إلى وحدات من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب» إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الرئيس علي عبد الله صالح هنأ «أبطال القوات المسلحة والأمن على ما حققوه من انتصار عظيم بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكانيكي الذي دام أكثر من 3 أشهر من قبل أنصار تنظيم (القاعدة) بمحافظة أبين». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية نقلا عن محافظ أبين ومسؤولين عسكريين قولهم إن الجيش اليمني سيطر على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية من أيدي متشددين إسلاميين يشتبه في وجود صلات لهم بتنظيم القاعدة. وكان المتشددون استولوا في مايو على زنجبار التي تقع شرق ممر للشحن يمر من خلاله نحو 3 ملايين برميل من النفط يوميا. وإذا استطاع الجيش الاحتفاظ بسيطرته على المدينة فإن استعادة زنجبار ستمثل أول مكاسب ملموسة للجيش ضد المتشددين منذ الهجوم الذي شنوه قبل شهرين. واستولى المتشددون الأسبوع الماضي على بلدة أخرى في أبين.

وقال اللواء محمد الصوملي إن الجيش يلاحق جيوبا محدودة للمتشددين وإن المعركة الحقيقية هي تطهير مدينة جعار.

وشن الجيش هجوما على المتشددين في أبين قبل شهرين ولكنه فشل حتى الآن في توجيه ضربة قاصمة لهم رغم تقارير عن مقتل متشددين.

وذكر المسؤول أن 3 متشددين قتلوا في اشتباكات في زنجبار وحولها كما أصيب 4 جنود اليوم. وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن تمنح الاضطرابات في اليمن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفرصة لشن هجمات في المنطقة وخارجها. وتتهم المعارضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتهويل في تصوير خطر «القاعدة». ويتشبث صالح بالسلطة رغم الضغوط الدولية لتنحيته واحتجاجات شعبية بدأت منذ شهور على حكمه المستمر منذ 33 عاما.

وذكرت صحيفة «26 سبتمبر» الحكومية أن محافظ أبين صالح حسين الزوعري رفع «برقية تهنئة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، والأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، بمناسبة الانتصارات التي حققها أبطال القوات المسلحة والأمن بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكا البطل الذي دام أكثر من 3 أشهر من قبل عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين والمدعومة من القوى الانقلابية، وتحرير مدينة زنجبار من عناصر التنظيم الإرهابي».

وأكد محافظ أبين في البرقية أنه والقيادات العسكرية دخلوا اليوم إلى العاصمة زنجبار معلنين تحريرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

وقال الزوعري: «إن أبطال القوات المسلحة والأمن ورجال القبائل الأوفياء تمكنوا من طرد عصابات (القاعدة) من زنجبار عاصمة أبين بعد تلقيها ضربات قاتلة من نسور البر والبحر وسقط العشرات منهم ولاذ الباقون بالفرار مهزومين يجرون خلفهم أذيال الهزيمة والانكسار».

ودعا المحافظ الزوعري أبناء اليمن إلى التلاحم والتكاتف ونبذ كل مظاهر الفرقة، متمنيا على القيادة السياسية والحكومة سرعة التوجيه لإعادة إعمار مدن المحافظة التي دمرتها عصابات «القاعدة» الإجرامية التي أحرقت الأخضر واليابس دون خوف ولا رحمة ضاربة عرض الحائط بكل تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى المحبة والتراحم والسلام.

وفي السياق ذاته قال اللواء الركن حسين عرب عضو المجلس الانتقالي في بيان وزعته قيادة القوات العسكرية المؤيدة للثورة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «نود أن نؤكد أن ما تحقق اليوم (أمس) السبت 10-9-2011 في محافظة أبين من نصر مؤزر كان بفضل الله ثم بفضل الدور الذي لعبه أبناء محافظة أبين من مشايخ وأعيان وقبائل وشباب الثورة وكل القوى الثورية في المحافظة وبالتنسيق مع القوى العسكرية المناصرة للثورة، ولقد قدمت المحافظة مئات الشهداء من خيرة أبنائها» حسبما جاء في البيان الصادر أمس عن قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية.