المرزوقي يحذر تونس من «فساد الديمقراطية»

زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية: حزبنا يختلف في مواقفه عن حركة النهضة

TT

انتقد المنصف المرزوقي ما سماها «دعاية سياسية مغرضة» مفادها وجود عناصر من حركة النهضة ضمن القائمات الانتخابية لحزب «المؤتمر» واعتبرها أخبارا كاذبة بل و«مسمومة ترمي بالأساس إلى المس من سمعة الحزب»، مطالبا من يدعون تلك الانتماءات التقدم بأسماء واضحة في هذا المجال. وامتعض المرزوقي من ربط حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه مع حركة النهضة والدعاية السياسية لصالح وجود تحالف سياسي بينهما خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) القادم. وصرح في ندوة صحافية عقدها أمس بالعاصمة التونسية بأن المؤتمر من أجل الجمهورية يختلف في مجمل المواقف التي اتخذها مع حركة النهضة ويصل الاختلاف في بعض المواقف إلى حد النقيض، وقال إن نسبة 80 في المائة من مواقف حزب المؤتمر مختلفة عن حركة النهضة.

وحذر المرزوقي من ظاهرة «الأموال القذرة» وطالب الأحزاب بضرورة الكشف عن مصادر تمويلها، كما نبه التونسيين إلى ضرورة الانتباه من الانزلاق فيما سماه «فساد الديمقراطية» بدلا من «فساد الديكتاتورية».

وأشار المرزوقي إلى مجموعة المواقف التي اتخذها المؤتمر على غرار قضية التناصف في القائمات الانتخابية بين النساء والرجال، وكذلك موقفه من «العهد الجمهوري» الذي طالبت به بعض الأحزاب كضمانة لعدم التراجع عن مكاسب المجتمع التونسي إلى جانب قانون الأحزاب والقانون الانتخابي، وهو في كل هذه الملفات كان مختلفا مع حركة النهضة.

واستدرك المرزوقي ليلاحظ وجود تحالف انتخابي وقتي خلال انتخابات المجلس التأسيسي بشأن أرضية مشتركة تجمع بين حركة النهضة وحركة الوحدة الشعبية وحزب الإصلاح والتنمية خلال الفترة القادمة. وحول إمكانية تقديم قائمات انتخابية مشتركة بين الأحزاب الأربعة المذكورة، قال المرزوقي إن حزب المؤتمر حسم الأمر منذ شهر مارس (آذار) الماضي حين أعلن دخوله غمار انتخابات المجلس التأسيسي منفردا. وبخصوص الجدل الدائر حول إمكانية تنظيم استفتاء حول مدة المجلس التأسيسي وصلاحياته بالتوازي مع موعد الانتخابات، أوضح المرزوقي إن حزب المؤتمر يطالب بمدة لا تقل عن ثلاث سنوات في حين أن حركة النهضة حددت المدة بسنة واحدة وصرح قائلا «كما ترون هناك مساحة بيننا وبين النهضة، وربما هناك أحزاب أخرى أقرب إلى النهضة من حزب المؤتمر، وهناك أحزاب تريد تشويه حزب المؤتمر».

وتطرق المرزوقي إلى مخاطر عودة الإرهاب إلى تونس، ودعا بالمناسبة التونسيين القاطنين بالمناطق الحدودية إلى مساعدة تونس على الكشف عن كل نيات الإرهاب.

وبشأن القائمات الانتخابية التي تقدم بها حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» لانتخابات المجلس التأسيسي، قال المرزوقي إنها شملت كل الدوائر الانتخابية في تونس وعددها 27 دائرة بالإضافة إلى الدوائر بفرنسا وإيطاليا وألمانيا والقارة الأميركية وبقية الدول الأوروبية وترشحات عن الدول العربية وبقية دول العالم. ويقدر معدل أعمار المرشحين بـ37,4 سنة وتعرف القائمات مشاركة نسبة 46,1 في المائة من النساء. وقال إن الاختيارات تمت على مستوى محلي من قبل المكاتب الجهوية لحزب المؤتمر وقال إن أحد المرشحين قد تم إقصاؤه من الترشح بعد ثبوت تورطه في إجهاض إضرابات نقابية في عهد بن علي. وانتقد المرزوقي ظاهرة كثرة الأحزاب السياسية واعتبر أنها «غير بريئة» وبالإمكان أن تشتت التونسيين وتعوم الساحة السياسية واعتبر ذلك «مدخلا لعودة بعض الأحزاب سواء المورطة أو ذات الأجندات الأجنبية إلى تونس».