اللاجئون العراقيون في الأردن.. هروب مؤقت تحول إلى نمط عيش

أحدهم: نريد أن نرتاح ونعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر

TT

بينما يبقى العدد الحقيقي للاجئين العراقيين في الخارج موضع تكهنات، فإن المؤكد هو أن كثيرين منهم يعيشون في فاقة ولا تبدو في الأفق نهاية لمحنتهم؛ إذ تؤكد مفوضية اللاجئين أنه لا أرقام لديها حول أعداد العراقيين في الخارج بعد أن أعلنت عام 2008 أن نحو مليونين منهم يعيشون خصوصا في سوريا والأردن. وبحسب المفوضية فإن «هناك 196 ألف عراقي مسجلين كلاجئين لدى المفوضية، خصوصا في سوريا والأردن ولبنان». أحمد عبد الله لم يكن يتصور البتة أنه سيصمد كل هذه الفترة الزمنية في الأردن بعيدا عن بلده بعد أن تحول الهروب المؤقت من العراق بسبب العنف الطائفي وما تلاه من أحداث في انتظار تحسن الوضع الأمني إلى نمط عيش امتد 7 أعوام. ويقول عبد الله (44 عاما)، وهو طبيب وأب لطفلين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما غادرنا بلدنا تركنا منازلنا كما هي. لم نأخذ شيئا سوى أوراقنا الثبوتية وبعض المال، كنا نعتقد أننا سنعود خلال أشهر، لم نكن ندرك أن الرحلة ستطول».

ويؤكد علي جاسم (51 عاما)، الذي قُتل شقيقه الضابط في الجيش العراقي المنحل عام 2006 على يد مسلحين مجهولين في منطقة السيدية (غرب بغداد) مما حدا به إلى الفرار، هو وأبناؤه الثلاثة، إلى الأردن، أنه كان «مجبرا على ترك العراق». ويقول جاسم، وهو أيضا عسكري سابق فضل عدم الحديث عن ماضيه: «بعد مقتل شقيقي خفت أن يأتي دوري؛ لذلك قررت أن نحزم أمتعتنا ونأتي إلى عمان فأنا لا أريد أن أعيش وسط الخوف، كما أنني لا أريد أن يعيش أبنائي وسط الفوضى والعنف وإراقة الدماء». ويضيف جاسم، الذي تعتمد عائلته في حياتها اليومية على المساعدات من المنظمات الدولية والأقرباء لأنه عاطل عن العمل: «لقد ذقنا مرارة الحرب وويلاتها، ونريد أن نرتاح هنا ونعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر إلى أن يحين موعد العودة».

أما زكي سعيد، الموظف الستيني الذي نقل زوجته وأطفاله الأربعة إلى عمان عام 2005 على أمل أن يتحسن الوضع الأمني في بغداد، فإنه ما زال يعيش في بغداد ويواظب على عمله في إحدى الوزارات.

ويقول سعيد، الذي قتل مسلحون مجهولون شقيقه المحامي في بغداد إنه «طالما بقي الوضع الأمني على ما هو عليه سأبقي عائلتي في عمان، لن أجازف بإحضارهم إلى بغداد أبدا». وأضاف سعيد، الذي حضر إلى عمان قبل أيام لقضاء عيد الفطر مع عائلته أنه «بالإضافة إلى الوضع الأمني، ما زالت بغداد تفتقر إلى الكهرباء والماء والخدمات، ناهيك عن الازدحامات ونقاط التفتيش»، مشيرا إلى أن «الوضع سيكون صعبا على عائلتي لو عادت الآن».