يناقش مؤتمر نقابات العمال في بريطانيا الذي سيعقد الأسبوع المقبل، اقتراحا بوقف جميع أوجه التعاون مع نقابات العمال الإسرائيلية بما فيها أكبرها الهيستدروت (اتحاد النقابات في إسرائيل) وستقترح نقابة موظفي الخدمات العامة والتجارية، إضافة هذا المقترح غير المسبوق إلى مشروع قرار يخص الشرق الأوسط. ويتوقع أن يقبل التعديل.
وستنهي هذه الخطوة كما ذكرت صحيفة «جزيش كرونيكال» الأسبوعية الناطقة باسم غالبية الجالية اليهودية في المملكة المتحدة، الأواصر القائمة بين نقابات العمال البريطانية والهيستدروت التي تعود إلى تاريخ طويل بدأ مع قيام دولة إسرائيل. ويشعر الهيستدروت بغضب شديد إزاء هذه الخطوة، وبالتأكيد سيبادر إذا ما أقر هذا التعديل، باتخاذ خطوات من شأنها أن تعزل نقابات العمال البريطانية، في أوساط الحركة النقابية العمالية الدولية.
وحسب الصحيفة فإن التعديل المقترح من قبل نقابة الخدمات العامة والتجارية التي يترأس أمينها العام هيو لانينغ، حملة التضامن مع فلسطين، يشمل أيضا إدانات للسياسة الخارجية البريطانية في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها التدخل الأخير في ليبيا.
ويدعو مشروع القرار الذي يتوقع أن يناقش في جلسات يوم الأربعاء المقبل، الحكومة البريطانية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويقول نص القرار إنه «ولأن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق من دون تحقيق العدل للفلسطينيين، فإن المؤتمر يؤيد الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويحث الحكومة البريطانية على اتخاذ كل الخطوات والإجراءات اللازمة للمساعدة على تحقيق هذا الهدف».
ويدعو مشروع القرار أيضا إلى العودة الفورية ومن غير شروط إلى طاولة المفاوضات، ويعيد التأكيد على قرار المؤتمر في الدورة السابقة والذي يدعو للتعاون مع حملة التضامن مع فلسطين من أجل تنظيم حملة بمقاطعة البضائع والشركات التي تجني الأرباح من المستوطنات غير الشرعية ومن الاحتلال وبناء جدار الفصل.
وتقول الصحيفة إن أكثر ما يثير الخلاف في مشروع القرار هو الجزء الخاص بالهيستدروت. فرغم أنه يدعو فقط إلى إعادة النظر في العلاقات الثنائية، فإن ثمة مخاوف في أوساط النقابيين المؤيدين لإسرائيل، من أن يكون هذا النص الفضفاض، مدخلا إلى مقاطعة شاملة لكل إسرائيل.
وحذر أصدقاء إسرائيل في نقابات العمال السكرتير العام لمؤتمر نقابات العمال بريندان باربر، من أن إقرار هذا التعديل، سينهي تدخل نقابات العمال البريطانية في نشاطات الهيستدروت. وناشد مدير أصدقاء إسرائيل في النقابات ستفين سكوت، النقابيين البريطانيين، إلى إسقاط هذا التعديل والعمل من أجل السلام والتعاون.. وأضاف أن هذا الوضع سيعمل فقط على إضعاف دور الحركة النقابية البريطانية، في التوفيق بين الحركتين العماليتين في فلسطين وإسرائيل.