واشنطن ولندن وموسكو تطالب مصر بحماية البعثات الدبلوماسية بعد اقتحام السفارة الإسرائيلية

فراتيني للشباب المصري: هذا الطريق سيفقدكم تعاطف العالم وسينتهي بإعادة السلطة المستبدة

TT

أثار اقتحام متظاهرين مصريين مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة ردود فعل دولية قلقة طالبت مصر بالالتزام بمسؤولياتها في حماية البعثات الدبلوماسية لديها، وأعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن «قلقه الشديد» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة. وقال بيان عاجل أصدره البيت الأبيض إن «الرئيس تحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو حول الوضع في السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وأعرب الرئيس عن قلقه الشديد حول وضع السفارة، وحول أمن الإسرائيليين العاملين فيها»، وطلب من مصر حماية السفارة.

وأضاف البيان: «استعرض الرئيس الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة على جميع المستويات للمساعدة على إيجاد حل لهذا الوضع من دون عنف إضافي. ودعا الرئيس الحكومة المصرية إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية بتأمين حماية السفارة الإسرائيلية».

وقال مصدر في البنتاغون إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تحدث مع وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، ومع دنيس روس، مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، وإن بانيتا تحدث مع رئيس المجلس العسكري في مصر، المشير محمد حسين طنطاوي، وإن طنطاوي قال لبانيتا إن مصر ستتخذ التدابير اللازمة لضمان أمن السفارة الإسرائيلية.

وشرح مصدر أميركي، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، تفاصيل ما حدث، وقال: «كان مثيرو الشغب على مسافة باب واحد من حراس الأمن في السفارة. كان هناك قلق حقيقي جدا حول سلامة الإسرائيليين. رئيس الوزراء نتنياهو تحدث إليهم مباشرة، بعد أن انتقل خلال الليل إلى غرفة عمليات في وزارة الخارجية، حيث يوجد ارتباط مباشر بالسفارة».

وأضاف المصدر: «كان حادثا خطير جدا. ونحن شعرنا بقلق كبير جدا من أن تسير الأمور من سيئ إلى أسوأ».

وأضاف المصدر الأميركي أنه، في نهاية المطاف وبعد أن استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، تم إنقاذ حراس السفارة الإسرائيليين في الخامسة صباحا. وصحبتهم فرقة مصرية عسكرية خاصة إلى المطار، حيث نقلوا جوا إلى إسرائيل في طائرة تابعة لسلاح الجو إسرائيلي، وكانت طائرة إسرائيلية أخرى حملت في وقت سابق السفير، إسحاق ليفانون، وموظفي السفارة وأسرهم، وبلغ عددهم جميعا 80 شخصا تقريبا.

من جانبه دعا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أمس، الشباب المصري الذي شارك بقوة في «الربيع العربي» إلى عدم الانسياق وراء «العنف والترويع» وذلك تعليقا على الهجوم العنيف الذي تعرضت له سفارة إسرائيل في القاهرة.

وقال فراتيني على مدونته «دياريو إيطاليانو» (المفكرة الإيطالية) إن الأنباء والصور الواردة من مصر و«خصوصا لسفارة إسرائيل وهي تتعرض للهجوم، إشارة مقلقة للغاية من أن العنف يتغلب على المواجهة الديمقراطية».

واستنادا للوزير فإن هذه الصور تثير «خيبة أمل شديدة لكل الذين أشادوا ولا يزالون بـ(الربيع العربي) باعتباره انتقالا حاسما نحو سيادة الحرية».

وأضاف الوزير الإيطالي: «أريد أن أقول للمدونين الشبان الذي كانوا وراء حركة تغيير مجتمعهم إنهم لن يهزموا المجتمعات المعادية للديمقراطية بالتشجيع اللاإرادي على آيديولوجيات وتنظيمات سياسية تجنح إلى العنف والترويع».

وأوضح أنهم «باتباع هذا الطريق يفقدون تعاطف العالم وسينتهي بهم الأمر إلى إعادة السلطة المستبدة التي حاربوها».

من جانبه أدان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، الهجوم الذي تعرضت له السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وقال إن بريطانيا ناشدت مصر بحماية الدبلوماسيين والممتلكات. وقال كاميرون: «أدين بشدة الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة».

وأضاف: «ناشدنا السلطات المصرية بأن تتحمل مسؤولياتها بموجب معاهدة جنيف التي تنص على حماية الدبلوماسيين والممتلكات بما في ذلك السفارة الإسرائيلية في القاهرة». وتابع: «إنهم أكدوا لنا أنهم يأخذون هذه الأمور على محمل الجد».

كما أعربت روسيا، أمس، عن قلقها الشديد إزاء أحداث السفارة الإسرائيلية في مصر وطالبت بإجراءات إضافية لتوفير الحماية للبعثات الأجنبية على أراضيها.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعرب عن قلقها البالغ بصدد الأحداث وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحيلولة دون المزيد من تصعيد الوضع حول السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

وأعربت الوزارة عن أملها في أن لا تؤدي هذه الأحداث إلى تدهور جسيم في العلاقات الإسرائيلية - المصرية، التي وصفتها الوزارة بأنها عامل مهم في عملية دفع التسوية في الشرق الأوسط قدما، حسب ما ذكرت قناة «روسيا اليوم».

كما أعربت الوزارة عن أملها في أن تتخذ السلطات المصرية الإجراءات الإضافية اللازمة لحماية البعثات الأجنبية في الأراضي المصرية. وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن أحداث السفارة الإسرائيلية جاءت في إطار استئناف الاحتجاجات ضد القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 5 جنود مصريين في المنطقة الحدودية في 19 أغسطس (آب) الماضي.